أحمد أبكر الأهدل -
عندما يفقد الإنسان عقله يظن نفسه أنه لا يخطئ وأن كل شيء ممكن إحضاره بالمال.. وأنه ملك الزمان.. عندما يعتقد أنه ثائر يحق له أن يُرحّل من يشاء ويُبقي من يشاء، متناسياً أنه عبارة عن تاجر قابل للبيع والشراء، وهكذا نجد الظلم والكبر والانانية تؤدي بصاحبها الى التهلكة دون أن يشعر أو يراجع نفسه..
اليوم نسمع كلاماً عن أناس بسط لهم الحظ يديه وقدميه.. فبنوا وعمروا مملكة خاصة بهم لكنهم في غمرة ما هم فيه من نِعَم نسوا الله.. ولم يشكروه على نعمه بل تمادوا في التناسي.. استعبدوا الناس بما انعم الله عليهم واليوم ها هو حالهم يشابه حال أصحاب الجنة التي أهلكها الله بقوته لما تكبر اصحابها وظلموا.. ففي يوم وليلة تبدلوا من اصحاب بساتين وأموال الى فقراء يضربون كفهم ببعض.
خلق الله الدنيا للناس جميعاً.. لكن هؤلاء ظنوا أنها ملك لهم وحدهم.. حرم الله قتل النفس البريئة دون ظلم أو افتراء لكن هؤلاء ازهقوها وشردوها كبراً وظلماً يريدون أن يأكلوا وحدهم وغيرهم يأكل مما يتروكونه من الفتات.. نجوم كثيرة غابت وأفلت في هذا الوطن منها ما كان يضيئ ونتمنى أن يبقى ضياؤه ومنها من لم أبداً ونحمد الله على أنه لم يضئ فاحذر.. فالمرء من يضع نفسه أين يشاء والناس مرآة لما تفعل.. فإن أسأت قال الناس أساء وإن احسنت قالوا: أحسنت.. ومهما كثر المال والرجال لا يُجلب الاحترام والتقدير فالمال يزول والرجال يتفرقون لا يبقى بين الناس سوى المعروف والسمعة الطيبة التي لا تقدر بمال.. ورحم الله رجلاً عرف قدر نفسه.