يحيى نوري - نفس الحكاية ..وقع إخوان اليمن بماوقع به إخوان مصر .. في مصر انتظروا حتى تمكنوا من السلطة عبر الانتخابات فكان لهم أن مارسوا بنهم كبير اجتثاث الأخر بمجرد دخول الرئيس مرسي القصر الرئاسي .فكانت النتيجة أن ثوار الأمس اظهروا سلوكا غير ثوري كما أدى استمرار فرزهم للمجتمع إلى حدود أصبح هناك شعبان متناقضان في الآراء والمواقف وتواصلت عملية استئثارهم بالثورة دون غيرهم.
أما في بلادنا فالإخوان لم ينتظروا لحدوث الاستحقاق الانتخابي حيث وجدوا أمامهم السلطة مفتوحة على مصراعيها فمارسوا مبكرا الاستحواذ على كل شيء في إطار التمكين الذي يعتقدون أنهم من خلاله سيضلون في السلطة دون أن يستطيع أحد إخراجهم منها فكانت النتائج التي وصلوا إليها هى نفس النتائج التي وصلوا لها في مصر فأصبح باليمن بفضل توجهاتهم هذه شارعين يتنازعان أحقيتهما بالثورة والى حدود زاد الأمر توترا واحتقانا أن إخوان اليمن باتوا لايعترفون بثورية كل المكونات التي تتعارض مع توجهاتهم . فأصبحوا يحتفون بال 11 من فبراير على طريقتهم الخاصة وبلون واحد هو لونهم ..وهو ماعبرت عنه الفعاليات الاستعراضية التي نفذوها مؤخرا تحت شعارات الاحتفاء بثورتهم بل إن إعلامهم وفي إطار تغطية لتفاعلات ال11 من فبراير لم يشكل الصورة الكاملة لهذا اليوم إلا عصرا مع خروج مكون الإصلاح شارع الستين أما غيرهم فلا يستحق من هذا الإعلام أن يسلط الضوء عليه.
كما أن اتهام الأخر بالعمالة لما يسمونه بالنظام السابق وتساؤلاتهم الساخرة عن الدور الثوري لهذا الأخر فكلها تذكرنا بتلك المسيرات والوقفات التي نفذها إخوان مصر دون عيرهم من المكونات الأخرى والى تلك الاتهامات التي كانوا يكيلونها ضد مناوئيهم من المكونات الأخرى ووصفهم ببقايا النظام ..السابق .
مشهد لاريب سيزيد من تداعياته الصاخبة خلال الأيام القادمة تباينا وتقاطعا والى حدود ستزيد من معانة المواطن اليمني الذي سعد باستكمال الحوار الوطني وماخرج به من نتائج ليجد نفسه إزاء هذا الواقع المؤسف والمزري يعود إلى نقطة الصفر ويرصد تلك التفاعلات من جديد التي كانت تشهدها اليمن قبل ثلاث سنوات.
أمر مؤسف بكل ماتعنيه الكلمة أن نجد الإخوان لا يستفيدون من إخفاقاتهم في أكثر من بلد وان نجدهم يصرون على اجتثاث كل من يعارضهم وان يواصلوا بقوه جنونية عملية التمكين للدولة بكل مفاصلها .
ولاريب أن عدم اكتراث الإخوان باليمن بالمتغيرات المتسارعة من حولهم من شأنه ان يقودهم في القريب إلى انتكاسه فظيعة يخسرون فيا كل شيء بل ويزيدون من معاناة الشعب المتطلع من كل مكوناته الشعبية والجماهيرية والإبداعية إلى المزيد من الاصطفاف والتوحد في مواجهة التحديات القادمة وفي إطار من التوجه الفاعل نحو بلورة مضامين نتائج مؤتمر الحوار الوطني .
وكم هوا مؤسف أيضا ان نجد إخوان اليمن يواصلون كيل تهمهم على الآخرين ووصفهم بالمعرقلين بل ويطالبون من مجلس الأمن اتخاذ عقوبات ضد المعرقلين وان نجدهم في الوقت ذاته ومن خلال ممارساتهم هذه يمارسون الإعاقة الحقيقية لنتائج مؤتمر الحوار واختلاقهم لقضايا ماانزل الله بها من سلطان.
ولاريب أن الشعب اليمني اليوم وفي ضل تخوفه من هذه التفاعلات الغير منسجمة مع متطلبات المرحلة التي يعيشها فأنه يأمل من الرئيس عبد ربه منصور هادي اتخاذ قرارات صارمة وشجاعة تؤكد انه رئيس لكل اليمنيين على حد سواء وبما يوقف كل الممارسات الطاغية من قبل أي مكون على المكونات الاخري .. وهو أمر نأمل أن يستفيد فخامة الرئيس من حالة التنوع الكبيرة التي تعبر عنها الساحات اليمنية بكل ألوان الطيف السياسي اليمني ..وان يجعل من هذا التنوع الكبير في الآراء والمواقف والرأي قاعدته القوية والصلبة باتجاه إصلاح كافة التشوهات التي ارتكبها المهرولون باتجاه التمكين دون غيرهم من القوى الأخرى.
إن اليمن اليوم وبدون توجهات جادة من قبل الرئيس سيدخل نفق جديد نتيجة لهذه الإرهاصات التي تتسع من يوم لأخر وتتطلب من كل سياسي حصيف أو إدارة سياسيه رصدها بأعلى درجات الموضوعية والشفافية وان يشكل بدقه متناهية كافة أبعاد الصورة الكارثية التي تشهدها اليمن والآثار والتداعيات الخطيرة جدا التي ستبلغها إذا ما استمرت دون وجود معالجات ناجعة وجازمة . وهوا أمر نأمل أن يتم تداركه قبل أن تتشكل تحالفات وأحداث اكبر قد يصعب في المستقبل القريب السيطرة عليها. |