الميثاق نت -  د. علي العثربي

الخميس, 13-فبراير-2014
د. علي العثربي -
إذا كنا نصر على أن المؤتمر الشعبي العام هو صمام أمان الحياة السياسية الآمنة والمستقرة والقائمة على التعددية السياسية والمؤمنة بالتداول السلمي للسلطة والمعظمة لآلياته الديمقراطية والرافضة لما عداها من الوسائل غير المشروعة، فإن لنا من الحيثيات ما يُقنع بصواب الإصرار، ومن ذلك أن المؤتمر الشعبي العام نشأ على مبدأ الحوار وجعل منه مبدءاً مقدساً ومنهج حياة لا يمكن استبداله بالوسائل العدوانية والإرهابية والقمعية، وقدم المؤتمر الشعبي العام بياناً عملياً على نهجه القويم، فقد كانت احداث فتنة 2011م واحدة من أعظم الفتن التي أراد مخطّطوها ومنفذوها تدمير اليمن ومنع الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة واستبداله بالانقلابات الدموية والعودة الى عهود الظلام والجهل والتخلف ليبقى اليمن بعيداً عن الفعل الايجابي الفاعل في العلاقات الدولية فأدرك المؤتمر أن الهدف من الأزمة الكارثية ليس المؤتمر الشعبي العام وقياداته وإنما اليمن بأسرها فكان له ذلك الموقف المشرف الذي لا يمكن أن تنساه ذاكرة التاريخ عندما قدم الغالي والنفيس من أجل حقن دماء أبناء اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه وسلامة أراضيه. إن نتائج الأزمة الكارثية من 2011م وحتى اليوم لم تقدم إلاّ البراهين العملية التي وصلت حد اليقين أن المؤتمر الشعبي العام كان ومازال وسيظل الإرادة الشعبية المتجذرة والفكر الوطني المتجدد والذي غلّب المصالح العليا للوطن الواحد والموحد على ما عداها من الاغراءات والتهديد والوعيد، وهذه نقط تبرز عبقرية قيادته الفذة، إننا داخل أطر وتكوينات المؤتمر الشعبي العام قد نختلف ونتفق مع وجهات النظر المختلفة لكن لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نختلف على اليمن الكبير والطموحات الاستراتيجية وعندما يتعرض الوطن لأية تحديات فإن نداء الوطن فوق الخلاف وأعظم من الاختلاف، وهذا هو سر من أسرار نجاحات المؤتمر الشعبي العام. للأسف تعرض المؤتمر الشعبي العام لحملة عدوانية استهدفت فكره الوطني وشعبيته الواسعة ليس على مستوى الداخل فحسب ولكن على المستوى الاقليمي والعالمي وكاد البعض ممن لم يكلف نفسه البحث عن جوهر الحقيقة أن يقع في فخ الحملة الاعلامية العدوانية الشرسة بسبب الجهل بالأمور والثقة في المصادر التي غدرت بالحقيقة وزورتها لصالح الشيطان الذي ينزغ بين الأخوة من أجل إشعال نار الفتنة لتمزيق اليمن الواحد والموحد، ورغم الحرب الاعلامية الجائرة والظالمة إلاّ أن فرسان المؤتمر الشعبي العام أصلب عوداً وأعظم صدقاً، لأنهم تحروا الصدق وإن رأوا فيه الهلكة ولكنه النجاة.إن الحرب الاعلامية القذرة التي شُنت على اليمن من 2009م وانفجر لهيبها في 2011م من أحقر المعارك التي شهدها العالم حيث سخرت كل الإمكانات الاعلامية لتزوير الحقيقة واستخدمت أبشع وسائل الزور والبهتان لاستثارة العواطف الانسانية واستجلاب العالم لضرب اليمن وازالته من الكون كله، ورغم ذلك الهجوم الذي توالى من كل الاتجاهات على اليمن إلاّ أن فرسان المؤتمر الشعبي العام تصدوا لتلك الحرب الجهنمية الفاجرة باقتدار، ولم يكن لهم من سند حقيقي يقيهم الخطر الفاجر سوى الصدق مع الله واليقين المطلق بالاعتصام بحبله المتين، فلم تكن من وسيلة إعلامية إلاّ ويظهر فيها فارس من فرسان الكلمة المؤتمرية الوطنية الصادقة التي تقول الحقيقة وتدحض الفجور والكذب، فتيقن الشعب أن المؤتمر الشعبي العام بوابة النصر الأكيدة لحماية قدسية التراب الوطني وصون السيادة اليمنية ومنع الاعتداء على أرضه وعرضه. إن البراهين العملية على مصداقية وجدية المؤتمر الشعبي العام لا تعد ولا تحصى ويكفي أن أقول لكم بأن المؤتمر الشعبي العام لهو بيت اليمنيين كافة فعندما تدلهم الفواجع يجد الشعب أمامه صخرة المؤتمر التي تتحطم عليها كل المؤامرات، ومن باب الحر تكفيه الاشارة أذكركم بالمؤامرة التي تعرض لها المؤتمر في مؤتمر الحوار الوطني عندما تكاتفت قوى الشر والعدوان عليه لمحاصرته وجعله مكوناً واحداً هو وكل حلفائه وكان الهدف من ذلك التصويت على اسقاط البلاد وتمزيقها ورغم ذلك إلاّ أن عبقرية المؤتمر وقياداته تجاوزت هذه المؤامرة والتزمت الصدق وكسبت ثقة الشعب بكل مكوناته. إننا نطالب قوى الحقد والكراهية والفتنة أن تغادر الماضي وأن تدرك حقيقة الحياة بأن اليمن محتاج لكل ابنائه مهما كان وأن تفي بالعهود والمواثيق فيكفي غدراً وخيانة للوطن ولتمتد الأيادي لتتصافح وتتسامح من أجل اعادة إعمار اليمن وضمان مستقبل الأجيال بإذن الله
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36968.htm