توفيق الجندي - إن تشكيل حكومة تكنوقراط يتميز اعضاؤها بالكفاءة والنزاهة والخبرة والمعرفة والمتحررة من التبعية الحزبية والولاء القبلي والعشائري والاسري والمصالح الذاتية على حساب المصلحة العليا للوطن والمواطن حكومة تضع الانسان المناسب في المكان المناسب وتطبق مبدأ الثواب للمحسن والعقاب للمسيئ وتفرض سيادة القانون وتعمل على خلق فرص عمل وامتصاص البطالة وتحسين الوضع المعيشي للمواطن ووقف الارتفاع المتزايد لأسعار السلع الغذائية والتموينية وغيرها من السلع الاساسية للحياة اليومية للمواطن واستعادة الامن الغائب بفعل مراكز القوى والمليشيات الحزبية كل ذلك يقع على عاتق الاحزاب اللاهثة وراء مصالحها الذاتية على حساب المصلحة العليا للوطن والمواطن..
ان التدهور الحياتي اليومي للوطن والمواطن وحالة الانفلات الامني والفوضى المستمرة واعمال السلب والنهب وقطع الطرق والاختطافات للاطفال والفتيات وانتشار المخدرات والاغتيالات المستمرة ودخول عشرات السفن والبواخر التي تحمل الاسلحة المهربة بهدف جعل اليمن مسرحاً للصراعات الاقليمية التي يذهب ضحية لها.
ان الفوضى الامنية دليل واضح على اختراق المؤسسة العسكرية والامنية من خلال التجنيد لعشرات الآلاف من المجندين الجدد الذين كانوا في الساحات المنادية بالتغيير سواءً من تنظيم الاخوان وتنظيم القاعدة والعناصر القبلية التي تقدم المصالح الحزبية والقبلية على المصالح الوطنية مما جعل الجيش والاجهزة الامنية تدفع ثمناً باهظاً.
ان ما قام به كل من اللواء علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع سابقاً ووزير الداخلية عبدالقادر قحطان اللذان قدما المصلحة الحزبية على مصلحة الوطن من خلا ل تجنيد عشرات الآلاف ولاؤهم للحزب جعل المؤسسة العسكرية والامنية تدفع الثمن غالياً من خلال نقل المعلومات اولاً بأول لتنظيم القاعدة الذي نفذ عشرات العمليات الارهابية ضد ابناء القوات المسلحة والامن، سواء تلك التي نفذت في شبوة وقيادة المنطقة الشرقية ومجمع وزارة الدفاع وادارة امن محافظة عدن واغتيال وجرح مئات الضباط والافراد وخاصة العاملين في جهاز الامن السياسي وتدمير ابراج الكهرباء وانابيب النفط والغاز وغيرها من اعمال التقطع والسلب والنهب في جميع محافظات الجمهورية كل ذلك يستدعي ان يقدم رئيس وأعضاء حكومة الوفاق استقالاتهم اشرف لهم من تلك الفوضي التي تريق الدماء وتدمير المؤسسات.. التسريبات حول تشكيل حكومة جديدة تقول ان الجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة وديمة قلبنا بابها وأن باسندوة هو من سيرأس الحكومة القادمة حقيقة لم يعد الوضع قابلاً للتعديل ولابد من اعادة تشكيل حكومة من الكفاءات تتميز بالنزاهة والخبرة وتقدم المصلحة العليا للوطن والمواطن على كل المصالح الذاتية، وحتى اذا ما كانت ستستمر المحاصصة وسيتم ادخال الحراك والحوثيين في الحكومة القادمة لابد من شروط مسبقة ان يقدم كل طرف مرشحيه من الكوادر النزيهة والوطنية التي تلبي طموحات كل ابناء الشعب من صعدة الى المهرة.. |