الإثنين, 17-فبراير-2014
الميثاق نت -  محمد أنعم -
يبدو واضحاً ان المشهد السياسي يسير باتجاه العودة الى نفس الفوضى التي أشعلها الاخوان في البلاد عام 2011م، فبعد ثلاث سنوات من الحوار وفي ظل جهود دولية واقليمية لتجنيب اليمن حرباً أهلية، هاهي جماعة الاخوان المسلمين تخرج بعد التوافق على مخرجات الحوار الوطني الى حمل السلاح في دماج وعمران وأرحب، وتتبنى من جديد الفوضى وما تسميه بثورة الساحات الثانية كما قالت توكل كرمان في إب، لمواجهة الرئيس عبدربه منصور هادي.
إن هذه التداعيات والتحرك المريب ميدانياً والتحشيد والتعبئة والتحريض الذي يشنه الاخوان عبر منابر المساجد وساحات التغرير عبر أبواقهم الاعلامية وايضاً الرسمي، بالتأكيد لايمكن اعتبارها ورقة ضغط على الرئيس هادي لتحقيق مطالبهم التي لا تعد ولا تحصى، كما يتبعون هذه الاساليب للحصول على قرارات تمكن عناصرهم من تولي مناصب كبيرة في الجيش والامن والجهاز المدني..
التصعيد يظهر الاخوان انهم يسعون الى تحقيق اهداف خفية بعد ان وجدوا أنفسهم يتلقون الهزيمة تلو الأخرى عسكرياً في معاقلهم الحصينة في أرحب وحاشد وغيرهما أمام الحوثيين.. معتقدين ان هزائمهم في تلك المواجهات يعود سببها الى تخلي الرئيس عبدربه منصور هادي عنهم وعدم اشراك الجيش في معاركهم ضد الحوثيين، وان هناك توجهاً لإضعافهم ضمن مخطط اقليمي يستهدفهم مستقبلاً، خصوصاً بعد تلك الضربات المؤلمة التي تعرضوا لها في حاشد وأرحب والجوف.
لذا فقد سارع الاخوان الى إعادة تبني سلاح الفوضى في المحافظات لتجميع عناصرهم ورفع معنوياتهم المنهارة استعداداً لتكرار نفس المعركة ونفس السيناريو الذي استخدموه ضد الزعيم علي عبدالله صالح عام 2011م وحققوا مكاسب لم يكونوا يحلمون بها.
ان الدوافع الحقيقية وراء قرار عودة الاخوان الى ساحات الفوضى غير معلنة حتى الآن،، ومن السذاجة التصديق بما يلوكونه من مزاعم في خطابهم ولو كانوا حقاًِ صادقين، فلماذا لم يطرحوا قضية استرداد الاموال مثلاً في مؤتمر الحوار الوطني أو غيرها من القضايا الأخرى التي يخفون وراءها حقيقة مخططهم التآمري.. غير ان مضامين كلمات القيادات الاخوانية التي جاءت في خطبتي الجمعة الماضية تؤكد أن المواجهة ستكون مع الرئيس هادي.. ففي شارع الستين بأمانة العاصمة وعلى لسان المدعو الخديري خطيب الجمعة والذي يستنفر فيها عناصر التنظيم ويشيد بعودتهم للساحات أكثر عنفاً وزخماً.. وقال : الثورة أتت بالرئيس هادي ليكمل أهدافها..
نفس هذا الخطاب يكرره خطيب الساحة في عدن المدعو السقاف فقد خاطب رئيس الجمهورية بقوله : إن ثوار فبراير هم من صعَّدوك الى هذا المنصب.. الخ.
بالتأكيد لقد تزامن هذا مع غزوة السجن المركزي واطلاق عناصر متهمة بمحاولة اغتيال الرئيس هادي وغيرها نفذت مذبحة قيادة المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت.. وهذه العملية مهما قيل عنها تضع الرئيس هادي أمام العالم في وضع لايحسد عليه.. وإذا لم تتخذ قرارات شجاعة لما وعد سابقاً، فما حدث في السجن المركزي مؤامرة مدبرة تكشف عن تحالف واضح بين الاخوان والقاعدة وستكون لها تأثيرات سلبية داخلياً وخارجياً..

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37018.htm