توفيق صالح الاحمر -
لا شك ان حزب الاصلاح له حسابات جديدة بالنسبة لأولاد الاحمر بعد هزيمتهم من الحوثي ويُعتبرون عبئاً سياسياً له من خلال الاستحواذ الاقتصادي للبلد رغم ان الاصلاح شريك خفي معهم.. وهنا أضع قراءةً سياسية للمتابعين والمهتمين :.
1-في تصوري ان اهم رسالة قدمها حزب الاصلاح في مظاهرات الثلاثاء تحت شعار إسقاط حكومة الفساد ومعروف من يرأسها ومن وراءها وهي رسالة واضحة لأولاد الاحمر.
2- في نفس الوقت الاصلاح الذي حشد جماهيره، لم يرسل دعماً لأولاد الاحمر في حربهم مع الحوثي مؤكدين انهم حزب قوي بدون اولاد الاحمر وهو منطقي من وجهة نظر الاخوان فلا قيمة للحماية من مجموعه خسرت حرباً بالضربة القاضية !
3- يعي حزب الاصلاح ان من قدموهم للحكومة كوزراء ورئيس وزراء قد فشلوا بل وزادوا في الفساد فلذلك يؤكدون لشارعهم ان الخلل في الفسدة الذين وصفوهم في مظاهرات الثلاثاء بلصوص ثورتهم وكأنهم كانوا دخلاء عليهم! اكتشفوهم متأخراً.. عجباً!!
4- يمثل هذا التخلي محاولة مهمة من حزب الاصلاح ليقدم نفسه خالياً من الشوائب التي يعتبرها علقت به وانتهى وقتها لاستقطاب الشارع من جديد وأنهم يتخلصون من الفسدة الذين هم غير مقبولين في المجتمع بالخصوص جمهور الاخوان العقائدي.. يدرك الاصلاح انه خسر معنوياً ومجتمعياً في التجربة الادارية التي تولاها خلال سنتين ونصف بعد احداث 2011م.. ولذلك يظن بهذه الطريقة وتخلصه من الأعباء أنه سيكون أفضل إدارياً على أقل اعتقاده!
5- في تظاهرة الثلاثاء تقدمت كرمان بالخطابة وغاب علماء دين اخوان ومشيخيات قبلية لإظهار صورة مدنية مغايرة عن سمعتهم السابقة.
6- هذه التظاهرة جاءت وكأنها بمناسبة ذكرى "ثورتهم" حسب وصفهم ولكن الأهم قبلها بيومين هو ذلك الموقف السياسي لمحمد اليدومي الذي حدد فيه مفترق طرق مع بيت الاحمر، بقوله الاصلاح ليس علاج ابو فاس.
7- اعتبر تظاهرة الثلاثاء رسالة ضعف اكثر منها قوة لان الحزب الذي وضعه متيناً وأثبت ذلك للشعب وللشارع لا يحتاج لان يخرج بمظاهرات لان عمله كافٍ لإقناع الناس!
كما ان رمي الإخفاق على شركائهم الثوريين يعد اعترافاً بأنهم أخفقوا ويبحثون عن كبش فداء.
وهل يُعقل أنهم في كل فشل سيقدمون كبش فداء جديد؟ رغم ان الاصلاح يشارك في الحكومة بأفضل عناصره لكي يثبت نفسه في مرحلة تمثل محكاً تنافسياً امام الشعب خصوصاً انه اتهم سابقيه بالفشل ولو كان شريكاً!؟
ولا أظن انه كان سيحتفظ بأفضل كوادره لمرحلة قادمة!
اخيراً بالرغم من ان الاصلاح متمكن من البلد ومفاصل السلطة الا انه لم يسعَ للتظاهر في ميدان السبعين الذي يستخدمه المؤتمر للتظاهر ربما لأنه لا يريد ان ينفضح حجمهم في ميدان السبعين الذي يعد خمسة اضعاف مساحة تظاهرة شارع الستين.