الإثنين, 17-فبراير-2014
الميثاق نت -    مطهر الاشموري -

حين يتظاهر مستقلون من عوام الشعب بل وعدد ممن كانوا من شباب 2011م لم يجدوا الحد الأدنى من إنصاف العلاج وأنصاف الحلول لما يعانون من مشكلات، وبينهم من تعرض للضرب وكل أشكال الإهانة أمام مجلس الوزراء.. عندما تتظاهر كل تلك الوجوه والاتجاهات للمطالبة بتغيير حكومة فاسدة، فمبرر ذلك أننا فعلاً أمام أسوأ فساد وحكومة فاسدة عرفها الوطن، وهؤلاء فقط يطالبون بتغيير حكومة والمجيئ بأفضلية البديل، وذلك يندرج تحت المطالب المعقولة والمشروعة.
هذه المظاهرة المطالبة بتغيير الحكومة في 11 فبراير 2014م لا تريد القفز الى ثقل المشروعية في الوضع القائم وهو الرئيس عبدربه منصور هادي، ويكتفون بذلك لتصحيح مسار التغيير من وجهة نظرهم.
معلوم أن الاخوان وفي ذات الوقت دعوا للتظاهر في الستين والهدف كما يطرحون استكمال ثورتهم وبالتالي فمظاهرة الاخوان ليس لها أهداف محددة أو مطالب يمكن قياس مشروعيتها.
الاخوان ومهما مارسوا من تكتيكات، فالرئيس عبدربه منصور هادي هو الأفضل والأفضلية لهم وبالتالي فمظاهرة الاخوان هي مع الحكومة الحالية أو هي ضد تغييرها.
فقط هم لا يريدون ذلك عنواناً لمظاهرتهم لأن ذلك سيؤكد أنهم مع الفساد وأنهم ثقل الفساد.
الاخوان في مصر حشدوا أنصارهم قبل إعلان نتائج الانتخابات ليهددوا مصر بالحريق والدمار ما لم يعلن فوز مرشحهم مرسي.
الاخوان في مصر دفعوا بأنصارهم للتظاهر ومحاصرة القضاء لمنعه من إصدار أحكام قضائية تضر بالاخوان بل دفعوا أنصارهم لفض مظاهرات الخصوم والاعتداء عليهم وحبس وتعذيب البعض منهم في أماكن خاصة بالاخوان والقبض على المئات واقتيادهم للسجون.
ذات المنطق في مظاهرة الاخوان في اليمن فإما استمرار حكومة ضربت الأرقام القياسية للفساد وإلا فإنهم سيحرقون ويدمرون اليمن الوطن والشعب.
إذا السقف الزمني لتنفيذ المبادرة الخليجية كفترة انتقالية حُدد بسنتين ولكن التنفيذ لم يكتمل لأي أسباب كانت ويحتاج لتمديد السنتين فهذا الأمر الواقع يكون للرئيس المنتخب كونه ثقل المشروعية وكونه لا يستطاع انتخاب بديل ولا يحق لطرف أو أحد اختيار أو تعيين بديل له.
أما الحكومة فالمعيار مدى صلاحيتها وشعبيتها لأن تستمر أو لا تستمر، فيما الحكومة هي الأفسد في تاريخ اليمن ولا شعبية لها.
الشارع العام وصل الى ذروة الاحتقان والسخط من أفعال الاخوان في الواقع وللواقع، وبات ذلك ذروة تثوير لو أتيح له الخروج لخرج حشد بشري غير مسبوق في تاريخ اليمن.
ولذلك فحديث الاخوان عن استكمال ثورتهم هو تهديد بتفعيل وتصعيد الارهاب ضد الخصوم السياسيين وضد الوطن والشعب وفقدوا الحد الادنى من الأهلية الشعبية أو التهديد بثورة شعبية.
هذا الوضع الشعبي للاخوان هو الذي دفع بهم لدفع وتأييد مشروع الأقاليم لتبرير التمديد، والذي يعنيهم هو استمرار الحكومة الحالية واستمرار فسادها الذي لهم فيه ومنه نصيب الأسد، والتمديد للرئيس الحالي هو لخدمة هذه الغاية والهدف تحديداً.
أي مظاهرات وتظاهرات للاخوان لم تعد ضغطاً بواقع وشارع كما لم تعد ضغطاً على الواقع أو الشارع ولا حتى على أطراف سياسية كالمؤتمر أو في المشترك، وهي فقط تمثل رسالة وضغطاً أو تهديداً للرئيس عبدربه منصور هادي.
مضمون الرسالة هو أنك أيها الرئيس لست بحاجة للترشيح حين الانتقال للدولة الاتحادية والفترة الانتقالية الثانية التي انتزعناها وتخشى أن تكون شراكة ثنائية بين الرئيس والاخوان فقط، وعلاقة أي أطراف أخرى شكلية استرضائية بأقل نسبة.
الرئيس في هذه الشراكة عليه أن لا يخضع لضغوط أي أطراف سياسية فلن يخسر شيئاً لأنه لا يحتاج أصلاً للترشيح حين الانتقال للدولة الاتحادية.
فإذا الاخوان لا يكترثون بضغوط سياسية أو ضغوط أطراف سياسية فالرئيس يحس أنه تحت ضغوط شعبية كبيرة وهائلة ولا يستطيع عدم التجاوب معها حتى في فرضية أنه لن يرشح نفسه أو لا يحتاج هذا الترشيح للرئاسة في ظل الدولة الاتحادية.
خط الرئيس هو فعلاً مراضاة وإرضاء الاخوان حتى نهاية الفترة الانتقالية ولكن الموقف الشعبي العام من الحكومة بات فوق قدرة أي رئيس أو حاكم على حمله أو تحمله.
كأنما الرئيس بات بين مطرقة الاخوان وسندان الشعب، وحيث الشعب بات طرفاً فالتنازلات مطلوبة من الطرف السياسي وهو الاخوان.
قيادات الاخوان تدرك ذلك حتى وهي تدفع لهذه المظاهرة وهي فقط تحاول تخليق إيحاءات ضغوط ذات طبيعة أو أبعاد خطيرة.
مظاهرات الاخوان تسعى لفرض تموضع للاخوان في الحل الوسط لتغيير حكومة أو إعادة تشكيل أو تعديل، والاخوان لم يعد بمقدورهم الضغط على أي محور أو محورية غير الرئيس لتمرير ما يريدون بأفضل ممكن في الحل الوسط.
الاخوان وقد أجادوا دور الشراكة في الحرب ضد الارهاب مع امريكا لم يعودوا مع المباشرة والوضوح في تفعيل واستعمال القاعدة وأخواتها ضد الشعب بما يمثله ذلك من خسارة ومن مغامرة معاً وفي ظل ما آل اليه وضع الاخوان في مصر.
ومع ذلك فالتهديد بإحراق وتدمير اليمن أو إعادتها الى مربع الصفر 2011م سيُستعمل كتهديد بين أدوات الضغوط.. فإلى أي مدى سيظل الرئيس يرضخ للاخوان، وكيف سيتعامل مع الشعب في ظل ذلك؟!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37028.htm