محمد اليافعي - < منذ عام 2011م بدأ عنف الاخوان والارهاب وما كان يطلق عليه الجيش الحر التابع للمنشق الثوري علي محسن.
وجاء من ذلك عنف مواجهة الارهاب من قبل النظام والطائرات بدون طيار.. واللافت للنظر خلال فترة ما سميت الثورة باليمن عدم التعاطي السياسي الإعلامي مع اشتباكات الجوف بين الاخوان «الاصلاح» وبين أنصار الله «الحوثيين».
قوة الاخوان في هذا المشهد بدت في قدرتهم على مهاجمة معسكرات الجيش في نهم وأرحب وغيرهما ومواجهة الحوثيين في الجوف يضاف اليها قوة الثقل القبلي الذي يخوض الحروب من الحصبة ثم المليشيات التي انتشرت في تعز وغير ذلك.
التطورات اللاحقة وحتى الآن باتت تقدم قوة الحوثي في المشهد بعد حرب «دماج» وأحداث حاشد.
إذا الأخوان هو الطرف الذي تولد من حروب المناطق الوسطى بغض النظر عن وجود تنظيم أو نشاطه السياسي قبل ذلك فإن أنصار الله تخلَّق كطرف من حروب صعدة.
منذ عام 2011م ظل الاخوان والمشترك ينظرون الى «أنصار الله» على أنه طرف صغير الحجم وضعيف الوزن يمارس احتواءه بالترغيب والترهيب معاً حتى في ظل التقاطع من الأرضية الدينية.
أنصار الله أو «الحوثية» ليس أمامها من منظور الاخوان والثقل القبلي بقيادة آل الأحمر غير السير طوعاً أو كرهاً تحت إرادة الاخوان أو على الأقل تجنب المعارضة لهذه الإرادة.
عنف وحروب الاصلاح «الاخوان» منذ 2011م يبررونه على أنه هو «الثورة» وهدفه الوصول الى السلطة أو الاستيلاء عليها.
عنف أنصار الله يبررونه على أنه للدفاع عن النفس، فيما هو أيضاً أو أساساً لإثبات الوجود كطرف في واقع اليمن.
أنصار الله خرجوا من حروب صعدة بحقيقة أنه بات الطرف المسيطر على صعدة كأمر واقع، ومدلول ذلك لدى الاخوان هو أن «أنصار الله» طرف سينتهي حين يسلم صعدة أو حين يُجبر على تسليم أسلحته، وهم لذلك يضغطون على الرئيس عبدربه منصور هادي لشن حرب على صعدة وتجريد أنصار الله من أسلحتهم.
ذلك ما جعل الحوثيين يسعون لإثبات أنهم طرف قائم وموجود في واقع اليمن وليس فقط في صعدة.
كل ما جرى في دماج وحاشد، الاخوان هم الطرف الأساسي فيه وبهدف محاصرة وتحجيم أنصار الله بما يخلقونه من ضغط سياسي وإعلامي وواقعي من خلال حرب «دماج» وحصارها اللاإنساني من «أنصار الله» ومن ثم يستعملون ذلك لحصار وخنق أنصار الله وصعدة من كل المنافذ والاتجاهات. وإذا الاخوان استعملوا السلفيين لفرض الحصار من حجة دعماً لـ«الحجوري» فهم استعملوا الثقل القبلي «آل الأحمر» لفرض الحصار من مناطق حاشد..
إرادتان تصارعتا في هذا المشهد، الأولى إرادة الاخوان التي انتقلت من جهاد الإطباق على النظام والاستيلاء على السلطة من حادث جامع دار الرئاسة الى حروب جبل الصمع الى جهاد الإطباق على صعدة واقتلاع الحوثية أو «أنصار الله».
الإرادة المقابلة للطرف المواجه «أنصار الله» وسقفها لم تعد حق الدفاع عن النفس كما يطرحون سياسياً وإعلامياً ولكنها إرادة إثبات وجود أكبر وأبعد من ذلك.
إنهاء الصراع في دماج ومسألة ترحيل أو تهجير السلفيين المختلف حولها لم تكن في تفاعل عامة أبناء الشعب انتصاراً واقعياً أو سياسياً للحوثي مهما كان فيه أي قدر من ذلك.
فمسألة الترحيل أو التهجير تضعف التعاطف والتضامن الواسع مع طرف يطرح أنه وراء الترحيل أو التهجير، والأهم هو أن دماج باتت واقعياً تحسب في إطار تموضع أنصار الله على مستوى صعدة.
التعاطف مع هذا الطرف يبدأ مع سعيه لكسر الحصار على صعدة من خلال حجة في حرض أو كتاف ثم من خلال حاشد، والانتصار الذي يحس به ويحسب يبدأ من كسر الحصار من حجة.
حاشد ذاتها لم تكن طرفاً في حصار صعدة واستهداف أنصار الله وبالتالي فهي لم تكن طرفاً في هذا الصراع.
لقد مارس كبار ووجهاء ومشائخ حاشد المبادرات والوساطات قبل ما عُرف بوساطات اللجان الرئاسية.
وما لم ولن يقوله هؤلاء المشائخ والوجاهات هو في كونهم لم يستطيعوا لا إقناع ولا إجبار أولاد المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر بما رأوه ويراه أي فاهم إنصافاً ومخرجاً وهو حق الطريق الآمن وترك الحرية للناس في خيارهم الفكري والسياسي.
يقال إن الشيخ حسين الأحمر وفي آخر حروب صعدة طرح على دولة شقيقة أن يقاولوه لتصفية واقتلاع الحوثية من صعدة، لأن أولاد الأحمر تعاملوا مع التطورات بشيء من ذلك.
الذين قاتلوا حقيقةً من حاشد مع «الحوثي» هم أكثر من الذين قاتلوا مع أولاد الأحمر، ولكلٍّ أسبابه، واسألوا قبيلة أساسية وبكاملها مثل «عذر» عن دوافعها للقتال مع أي طرف يقاتل أولاد الأحمر!
إذا أولاد الأحمر مثلوا جبهة أساسية كانت الأقوى والأشرس ضد النظام في العاصمة ومن الحصبة فماذا يكون انعكاس ذلك على أولاد الأحمر وفي وإلى معقلهم «الخمري»؟!
حين الشروع في حروب صعدة فالحوثية لم يكن لها سطوة أو سيطرة سوى في مديرية واحدة هي «مران» وهذه الحروب أفضت الى تكبير الحوثية حتى بات يخضع صعدة تحت سيطرته.
الاخوان هم الذين مارسوا تكبير أنصار الله منذ تفعيل عام 2011م من حيث يعون ومن حيث لا يدرون، وقبل أحداث حاشد يتردد على مسامعك في أي تجمع أو مناسبة أو مقيل «أن المؤتمر الشعبي العام يناصر أنصار الله نكايةً بالاخوان ورد فعل تجاه أفعالهم وتفعيلهم».
الاخوان حقيقةً باعوا أولاد المرحوم الشيخ عبدالله الأحمر لحساباتهم وقدموا لأنصار الله انتصاراً مدوياً على مستوى اليمن وعلى طبق من ذهب.
إذا الرئيس السابق امتدت يد الاخوان الآثمة لتطاله الى داخل دار الرئاسة وإذا بميليشيات الاخوان سيطرت على معسكرات بكامل أسلحتها في نهم والجوف وفرضت حصاراً على معسكر «الصمع» والى حد التجويع، فإنه حتى من افتراض أن الرئيس السابق دعم أو من الداعمين لأنصار فقد يكون ذلك بين العوامل المساعدة ضعيفة التأثير ولا يمكن أن يكون عاملاً حاسماً أو من العوامل الحاسمة.
ولكن يكفي في هذه المسألة وجود شبهة ليقال ذلك لأنه إذا لم يُقَل مثل ذلك في سياق الاستعمال «الشماعاتي» فماذا يستطيع الاخوان أو أولاد الأحمر قوله؟!
لعلي أكثر من ذلك أقول إن الرئيس السابق ربما لأول مرة أعجبه هذا الاستعمال أو أراده لاستعماله السياسي على طريقته!
|