عبدالناصر المملوح - إن كان ثمة إجماع لدى مختلف الفعاليات السياسية والأشخاص، حتى وزير الداخلية نفسه اللواء الدكتور الشيخ الراقد عبدالقادر قحطان، فهو فشل وزير الداخلية، وبمعنى أدق (الأكثر فشلاً في حكومة باسندوة).
يوازيه في الفشل وزير الكهرباء صالح سميع، مع فارق أن الأول فاشل بكل المقاييس، لكنه قد لا يكون ذاك الفاسد الكبير، في حين الثاني (سميع) فاشل بنفس المستوى، وفاسد بامتياز مع مرتبة (الوقاحة).. وينطبق عليه القول المأثور (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت).
في البداية قال الإخوان (الإصلاح) إن وزير الداخلية لا يستطيع فعل شيء ما لم يُقِل مدراء أمن المحافظات ويعيِّن من يثق بهم، فتم لهم ذلك، ثم قالوا لا بد من إقالة مدراء أمن المديريات، وكان لهم ذلك، ولكن دون جدوى.. واستمر الإخفاق أكثر وأكثر، فقالوا لا بد من إقالة مدراء أقسام الشرطة، إقالة مدراء الدوائر في ديوان عام الوزارة، ولكن دون جدوى.
واستمر الإخوان في تقديم المبررات والأعذار الواهية لرئيس الجمهورية، وصولاً إلى طلبهم حلّ بعض الوحدات الأمنية وتشتيت أفرادها، كما حصل لوحدات في النجدة واستبدالها بمجندي الإصلاح الجدد (مجندي الساحات)، ومع ذلك تعاظم الفشل ووصل الانهيار الأمني حداً غير مقبول داخل أمانة العاصمة، وعلى مسافة أمتار من وزارة الداخلية، كما حصل في فضيحة الهجوم على السجن المركزي وفرار 29 سجيناً معظمهم من تنظيم القاعدة، والبقية تم استقطابهم للقاعدة داخل السجن.
ولم يعد أمام قيادة الإخوان وهم يسوقون المبررات إلا أن يطالبوا أو يشترطوا إقالة "الشعب".
المشكلة أنه ورغم إقرار قيادة الإخوان (الإصلاح) والوزير نفسه بالفشل، إلَّا أنهم يتحدثون عن منجزات، ويحمِّلون الفشل ما يسمونها (قوى الشر) وتضم المؤتمر الشعبي العام ومكونات الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي وأربعة من أحزاب المشترك، باستثناء بعض قياداتها الموالين للإخوان.. كما تضم القائمة شباب الساحات المستقلين، والأغلبية الصامتة.
وإن صحَّ ما سمعناه فإنهم في الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح يستعدون لإصدار كتاب يحوي منجزات وزير الداخلية، وآخر يحوي منجزات وزير الكهرباء.. إلخ.
قد يستغرب المرء ما الذي سيجدونه من منجزات، غير أن الاطلاع على كتاب منجزات الرئيس المصري (المسجون) محمد مرسي كفيل بزوال العجب والعجاب.
تضمَّن الفصل الأول (إقالته للخصوم وتطهير المؤسسات منهم، ويسمونهم بالفاسدين، واستبدالهم بآخرين حاصلين على (تزكية) باعتبارها أهم المعايير لشغل الوظائف القيادية)، الفصل الثاني (افتتاح مشاريع كان قد بُدء العمل فيها منذ سنوات إلا أنها في الأصل من منجزات الوزير السابق)، الفصل الثالث والأهم (أنه كان ينوي القيام بكذا وأنه كان بصدد القيام بكذا، وأنه كان يحلم بكذا).
تغريدة
حتى لا نظلمه.. قد لا يكون وزير الداخلية (قحطان) فاشلاً من بيتهم، سيما والإخوان- كما عُرف عنهم- لا يتركون ممثليهم في الحكومة وحالهم، ولهذا حمَّل (مرسي) مكتب إرشاد الإخوان مسئولية الفشل، معترفاً أنه كان ينفذ ما يُملى عليه.
*اليمن اليوم |