الميثاق نت -

الإثنين, 24-فبراير-2014
محمد اليافعي -
< على الاخوان إدراك أن الشعبية ظلت طرفاً وعاملاً أساساً كتفاعل مع الأحداث منذ بداية أزمة 2011م.
إذا كل طرف مارس ألعابه ومناوراته وقدراته داخلياً وخارجياً فإن الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي مهما كانت قوته كقوة ما كان بمقدوره الوصول الى الحل السلمي من خلال الاتفاق السياسي «المبادرة الخليجية وآليتها» الا من خلال قوة شعبية حقيقية كبيرة وعريضة.
وقد سلم الزعيم القوة والسلطة وتمت هيكلة الجيش والتعيينات كما تابعنا، وها هي التصفيات والاغتيالات تطال في غالبها كوادر المؤتمر الشعبي وأنصار الله وقيادات أو ضباطاً في الجيش ربطاً بهذه الحسبة والسقف.هذا في حد ذاته ينفي ما لا يصدق في الاستعمال الشماعاتي المخبول والمهبول «الرئيس السابق أو النظام السابق».
«أنصار الله» وهم طرف في الحوار أبلغوا المندوب الأممي جمال بن عمر بالذين قطعوا الطريق وتقطعوا وقتلوا ستة مسالمين من أنصارهم لا ذنب لهم غير رفع شعارات ومن ثم قاموا بقتل أم أمام طفلها بلا رحمة، فأين ذلك في مدوناته وتقاريره؟
وهل يرى جمال بن عمر أن قتل شخص فاهم ومؤهل وعالم مثل د. شرف الدين في آخر أيام الحوار هو لإعاقة التسوية السياسية؟
إن احتمالات هذا التفعيل ومن يقف وراءه هي أطراف شبكة وتشابك الاخونة منذ جهاد افغانستان حتى 2011م؟
إذا كان ممنوع أمريكياً أن يشير بن عمر الى الأثقال والأطراف التي تعيق التسوية، فإننا نفهم ذلك وقد نتفهمه ولكنه كان عليه أن لا ينفذ أمراً على طريقة «يونسكوم» في العراق التي كانت مأمورة أن تؤكد وجود أسلحة دمار شامل في العراق لهدف ومشروع سياسي قادم هو غزو واحتلال العراق.
بن عمر «عبد مأمور» ليكتب في تقاريره النظام السابق أو أفراد من النظام السابق ولذلك فمجيئه فقط كمنسق ومسوق لمخطط خارجي وتقاريره هي من حيثيات هذا التسويق ولا علاقة لها بواقع أو حقائق معاشة على الواقع.
مهمة بن عمر هو تزكية الاخوان وأنظمتهم ومنظوماتهم وبالتالي تبرئة حكومة الوفاق من الأخطاء والخطايا وإلصاق أي مسؤولية بالنظام السابق وذلك من بين الأدوار المقرة في سيناريو الربيع العبري ولمواجهة احتمالات متوقعة وبالتالي علاقة هذه المهمة بالواقع هي ممارسة الزيف والتطبيل والتضليل.
الزعيم علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام تعامل منذ أول وهلة بعد توقيع المبادرة الخليجية وآليتها بوعي كبير وكأنه يدرك بدقة كل هذا وبالتالي فهو سار فيما لا يتوقع منه قبوله سياسياً وإعلامياً وواقعياً وبقدرات استطاعت احتواء وامتصاص لا يستطيع عليها طرف ولا نظام في المنطقة..
حتى الحملة الاعلامية - إذا جازت التسمية - التي شنها المؤتمر على جمال بن عمر هي في إطار الاحتواء ولو لم يكن الأمر كذلك ما كان يحتاج ذلك أصلاً.
المؤتمر الشعبي ربما أراد من مثل ذلك تحرير بن عمر من أي حرج أو حياء تبقى لديه ليكتب في تقاريره النظام السابق أو أفراد من النظام السابق، وذلك ما أكده في لقاء مع صحيفة «الثورة» بقوله: إنه يتشرف بانحيازه مع وضد طرف سياسي.
لو أن بن عمر راجع بأناه «بانوراما» أحداث اليمن منذ 2011م فسيجد أن المؤتمر الشعبي العام هو الطرف الوحيد الذي تعامل مع الشعب في المسألة الشعبية ولم يلعب بالشعبية أو معها كما الاطراف الأخرى.
وأثق كل الثقة أن جمال بن عمر يعرف أن الشعب في بداية أزمة 2011م كانت كما شعبية وتعبوية جهاد افغانستان في استحقاقها الداخلي والخارجي كما يعرف بن عمر كل المعرفة بأنها لم تعد الآن كذلك ولا حتى من ذلك بأي قدر.
في مصر كان الاخوان في آخر أيام حكمهم يقولون عن ذلك إنه ثورة مضادة ودولة عميقة وما إلى ذلك من «الخزعبلات» ومن ثم قالوا عن ثورة 30 يونيو 2013م بأنها انقلاب.
إذا بن عمر يعرف أن اليمن البلد العربي الوحيد الذي طبقت في جزء منه الاشتراكية غير أن الذي لا يعرفه هو أن الاخوان كانوا أثقل النظام في اليمن منذ انتهاء حروب المناطق الوسطى حتى 2011م.
على جمال بن عمر والاخوان إدراك أنه إذا استعملت هذه الشعبية فمتى.. ولماذا؟!
نحن في اليمن تجاوزنا منذ حروب المناطق الوسطى اسقاط أو إقصاء الاخوان ورغم ذلك يكفي أن نذكر أن حكومة الوفاق فاقدة الشعبية وقد استطاعت «نورا الجروي» أن تذلها وتجعلها تعيش أياماً من الرعب الشديد!
لقد بات المؤتمر الشعبي والرئيس السابق لا يكترثون أن يكتب جمال بن عمر في كل تقاريره القادمة النظام السابق أو أفراد من النظام السابق بل لقد بات هذا التهديد يزيد الشعب تلاحماً والتفافاً حول المؤتمر الشعبي والزعيم علي عبدالله صالح ربما بما لم يحدث في تاريخه.
أي أطراف أدواتية لمحطة أو محطات خارجية فإنها سرعان ما تفقد مصداقيتها وذلك ما يدفع الى تآكل شعبيتها.
وعندما تصبح الغالبية الشعبية الأكبر أو المطلقة هي طرفاً مع قضاياها ومن أجل قضايا وطنها فإنه لا خوف من الأدوار والاطراف الأدوات الخارجية.
لو جاءت لجنة محايدة وقامت بتقييم الوضع بمصداقية وشفافية لأدانت بن عمر وتقاريره وعليه ومن أجله مراجعة مواقفه لأن أمريكا لا تلعب بمثل هذا الانكشاف والانفضاح التي قد لا يغطيها ما هو أقل من إدانته فيما باتت تقاريره أكثر نفعاً واقعياً وشعبياً للأطراف المستهدفة!.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37132.htm