فيصل الصوفي -
ماذا كان يقول حزب الإصلاح عن الحوثيين منذ عام 2004 إلى عام 2011؟مقصيون عن المشاركة السياسية، وأصحاب مظلمة، والنظام يظلمهم، ونحن ضد الحرب الجائرة التي فرضت عليهم، ونؤيد مطالبهم.. كان يقول ذلك في العلن، وفي الوقت نفسه كان يشارك في الحرب، ويحرض عليها.. وماذا قال الإصلاح عن الحراك الجنوبي منذ عام 2007 إلى عام 2011؟ مطالبهم مشروعة، والحراك سلمي جدا، والنظام يعسكر الحياة المدنية في الجنوب، والحراك وحدويون، وبالثورة الشبابية الشعبية صرنا نحن والحراك والحوثيون في خيمة واحدة، وبذلك وحدنا القلوب، وتوحدت بنا البلاد.. وماذا كان يقول الإصلاح للشباب المستقل عام 2011؟ ثوار، أحرار، خيرة ما أنجبت اليمن، ونحن وهم جبهة واحدة في مواجهة النظام، وتحقيق المستقبل الذي ينشده الشباب.. وماذا كان يقول حزب الإصلاح لشركائه؟ نحن شركاء، وسنبقى شركاء خلال عشر سنوات قادمة على الأقل.. وماذا قال للذين انشقوا عن المؤتمر الشعبي؟ حيا بهم، حيا بهم.. وماذا كان يقول للجميع عن الحكومة؟ حكومة فساد، وجرع، وإفقار، وفشل.
واليوم.. ماذا يقول عن كل هؤلاء بعد أن صار شريكا في السلطة؟ الحوثيون عنصريون لديهم عزم على استعادة الملكية السلالية، وأصحاب مشروع إيراني، وسعودي، وأمريكي، ولديهم مليشيات مسلحة، ولديهم أسلحة ثقيلة، وهجروا السكان من صعدة.. ويجب على الرئيس هادي أن يحاربهم، وينزع الأسلحة الثقيلة من أيديهم.. والدولة يجب أن تردع الحوثيين.
وإلا لماذا نقدم ميزانية كبيرة للجيش والأمن؟ ولا يحق للرئيس هادي إشراكهم في الحكومة المقبلة.. أما الحراك الجنوبي، فقد صار الحراك الانفصالي المسلح، ويجب سلخ جلودهم، ومعارك الإصلاح اليوم في الجنوب كلها مع الحراك.. والشباب المستقل بقيادة ما يسمى جبهة إنقاذ الثورة، ورئيسهم النائب أحمد سيف حاشد، صاروا ثورة مضادة، وعملاء للنظام السابق، وأعداء الوطن.. والاشتراكيون والبعثيون فاسدون ومرتبطون بالثورة المضادة، والناصريون نص نص، وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية حوثيون، والمنشقون عن المؤتمر لديهم روابط مع إيران والسعودية وأمريكا.. أما الحكومة الحالية التي هي أعجز وأفسد حكومة، يعتبرها رمزا للنجاح والشفافية والاخلاص والأداء الذكي، ومن يطالب بتغييرها انقلابي ابن انقلابي..
هكذا هو الإصلاح، سليل الجماعة العتيدة، يخدع ويمكر ويكذب ويغدر، ويبرر لكل هذه المساوئ، وحسبكم جميعا أنكم قد عرفتم الآن، رغم أن تجربته مع الجميع طويلة، وقديمة، وراجعوا تاريخه منذ عام 1990.. في تعامله مع الوحدة، ومع الأحزاب، ومع مختلف القضايا، يتقلب، وينكث ويراوغ، ويجيد فقط استخدام الآخرين أو توظيفهم لخدمته، وأحدث هذه الاستخدامات، توظيف الشباب في معاركه، واليوم هم بنظره ثورة مضادة، وعملاء النظام السابق!