عبدالفتاح علي البنوس -
< لطالما أسديت النصائح لقطر «الدولة العظمى» التي لا تتجاوز مساحتها قاع جهران بمحافظة ذمار أو حتى قاع القيضي بمحافظة صنعاء بأن تعرف حجمها وتبتعد عن لعب دور «الكبار» والتطفل على دول المنطقة والتدخل في شؤونها، ولطالما أرسلت الرسائل للدب «حمد» و«لموزة» ومن بعدهما «المدلل» تميم بالعدول عن استعداء الآخرين خدمة لأجندة الكيان الصهيوني الغاصب ولكن دون جدوى.
مضت القيادة في «قطرائيل» في تنفيذ مخطط الربيع العبري وسخرت كافة إمكاناتها من أجل تدمير الأنظمة العربية المناهضة لإسرائيل ولمشاريع الهيمنة العالمية وعملت على استخدام بوقها الإعلامي «الجزيرة» من أجل توفير الغطاء الإعلامي لهذه المشاريع الفوضوية، وبدأت قطر عملية الدعم المشبوه لمشاريع اسقاط الأنظمة العربية تحت شماعة التغيير والحرية وغيرها من المبررات الواهية التي كان الهدف منها إيصال جماعة الاخوان المسلمين الى الحكم في أغلب الدول العربية، فكانت البداية من تونس ومن ثم مصر وليبيا وسوريا واليمن حيث صورت الجزيرة للعالم الشعوب العربية بأنها تحت رحمة أنظمة قمعية واستبدادية ومتخلفة وغير ديمقراطية وأعطت انطباعاً للعالم بأن من خرجوا الى الساحات في الدول السالفة الذكر هم شعوب تلكم الدول من أجل اسقاط أنظمتهم، وعمدوا الى فبركة الصور وتضخيم الأحداث وتهويلها من أجل إقناع العالم بشرعية الربيع العبري وما حملته رياح التغيير القادمة من تل أبيب.
وما هي إلا أشهر وتتضح خيوط المؤامرة القطرية التي تحاك ضد الشعوب العربية، حيث أدرك الجميع أن قطرائيل لا تريد للشعوب العربية الأمن والاستقرار والتطور والنماء كما كانت تدعي ذلك، ففي تونس وبعد أن تم اسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي بدأت الفوضى تدب هناك وعندما تأكدت قطرائيل أن تونس وصلت الى النهاية المخطط لها، رفعت عنها الدعم ولم تعد تتبنى تلكم الشعارات الزائفة والوعود المنمقة بالغد الأفضل، لتؤكد أنها لا تدعم الا الخراب والدمار والعملاء والمرتزقة، وفي مصر ظنت «موزة» وزوجها أنهما نجحا في تحقيق الهدف الأسمى باسقاط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وإيصال الاخوان الى السلطة بعد أن ضخّت قطرائيل الأموال وقدمت ما لم تقدمه من قربات من أجل تلكم اللحظة ولكنها لم تكن تعلم أن الاعتماد على علماء «الدفع المسبق» أمثال القرضاوي ومن على شاكلته، والمرتزقة أمثال بشارة والمسفر والقاسم وبقية «فرقة حسب الله» لن يقود الا الى الفشل والسقوط المدوي وما هو إلا عام واحد حتى أسقط المصريون نظام الاخوان، ووجهوا صفعة قوية لقطرائيل، ليتطهر المصريون من خطيئة ارتكبوها تحت إغراء وإغواء قطرائيل، ورغم ذلك ظلت وماتزال تحرض على العنف وتدعم الارهاب الاخواني في مصر من أجل الثأر من الشعب المصري والمطالبة بعودة مرسي الى الرئاسة في استهانة فاضحة للإرادة المصرية وحق أبناء مصر في اختيار من يحكمهم.
ومن مصر الى ليبيا ويكفي أن يعي الجميع أن قطرائيل هي من عملت على تدمير وتخريب ليبيا وتقسيمها وإغراقها في الفوضى تحت شماعة اسقاط القذافي، وما هو حاصل اليوم في ليبيا شاهد إثبات على فداحة ما قامت به قطر في حق ليبيا والليبيين وقس على ذلك ما حصل ومايزال يحصل في سوريا، هذا القطر العربي الشقيق الذي سخرت له قطر كل الامكانات من أجل تدمير بنيته التحتية والنيل من جيشه العربي المغوار وتأمين حليفتها اسرائيل وضرب مشروع المقاومة العربية من خلال تحويل سوريا الى مقلب قمامة للعناصر الاجرامية والارهابية من مختلف دول العالم والتي تقاطرت على سوريا بدعوى الجهاد ضد النظام السوري ودائماً «الجزيرة» الخنزيرة كانت هي المحرك الاعلامي للمؤامرة العالمية ضد سوريا والتي تتزعمها قطرائيل التي سبق لها أن قطعت علاقتها مع سوريا ورفعت علم الجماعات الارهابية في القمة التي استضافتها الدوحة خلال الأحداث، ومنحت الحق للارهابيين بتمثيل الشعب السوري في مخالفة صريحة لميثاق الجامعة العربية.
أما اليمن فقد أظهرت قطرائيل حقدها وعمالتها عندما أغرقت الساحة المحلية بالعملات الصعبة دعماً للساحات المطالبة بإسقاط النظام، وقدمت الاموال الباهظة لحزب «الشمس، وصاحب «الصندقة» وحاكم «مذبح» وبقية الزبانية من أجل إشاعة الفوضى وإقلاق الأمن والاعتداء على المعسكرات وخطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز والتحريض على اقتتال اليمنيين وذلك من أجل إيصال اخوان اليمن الى السلطة، وطيلة فترة الأزمة السياسية لم تبخل قطرائيل على قادة ورموز العمالة والتخريب في اليمن، وعندما توافق أبناء اليمن على المبادرة الخليجية انسحبت قطرائيل منها لأنها لا تخدم مخططها، وماتزال قطر حتى اللحظة تواصل دعمها لتخريب وتمزيق اليمن من أجل الوصول الى غايتها دون أن تقدم أي دعم ملموس لمسيرة البناء والتنمية، ولا أعتقد أن ما تقوم به قطرائيل في اليمن بحاجة الى المزيد من الاسهاب، فالواقع يحكي عن ذلك.
جنون العظمة الذي طغى على قطرائيل دفعها الى حد تجاوز الخطوط الحمراء والسعي نحو التدخل في شؤون الدول الخليجية ودعم حركات التمرد والارهاب فيها والإخلال بمبادئ ميثاق مجلس التعاون الخليجي، رعونة و«قلة عقل» دفعت بالسعودية والإمارات والبحرين الى سحب سفرائها من الدوحة بعد أن فاض الكيل من «تصرفات» قطرائيل التي باتت تهدد أمنها واستقرارها.. وأعتقد أن خيار المقاطعة لقطرائيل وعزلها عن المحيط العربي هو الخيار الأنسب لكي تراجع سياستها وتعود الى رشدها وتقلع عن عمالتها وسقوطها المتعدد الأوجه والأشكال.. صدقوني لا خير للعرب من هذه الدويلة التي تسيطر عليها أسرةً توارثت الحمق والعمالة، وأعتقد جازماً أن سحب السفراء لا يكفي لتأديب قطرائيل، فأنا مع قطع العلاقات بما في ذلك بلادنا، فلا خير لنا في قطر، والمستفيدون منها ومن ثرواتها هم اليوم من تسابقوا على التنديد بقرار سحب السفراء والنيل من السعودية والإمارات والبحرين والإساءة اليهم في وسائل الاعلام التابعة لهم، لأن المدد سينقطع، والمخطط سيفشل، والمؤامرة ستحبط، وعلى الرئيس هادي أن يحذو حذو السعودية والإمارات والبحرين على اعتبار أن ذلك يمثل مطلب السواد الأعظم من أبناء اليمن، دون الحاجة الى الرضوخ لمطلب الاخوان وخصوصاً أن المسألة مرتبطة بالمصلحة العامة لليمن.. القطيعة لقطرائيل مستحقة لإيقافها عند حدها وتأديبها والقصاص منها جراء كل جرائمها وتطاولها على الآخرين وتدخلاتها في شؤون الدول العربية وادعاء الوصاية عليها واستغلالها لثروات الشعب القطري في دعم التخريب والفتن والصراعات والإرهاب في المنطقة دعماً لتحالفاتها المشبوهة.. قاطعوا قطر ليزول عن المنطقة الخطر.. هذا وعاشق النبي يصلي عليه وعلى آله.