الإثنين, 17-مارس-2014
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -
< رئيس حكومة ايران المنتخب مصدق كان يقود التصويت بالشارع الايراني بمشروع ديمقراطي، فيما الخميني كان مع ثورة اسلامية دينية، وامريكا والغرب تدخلت باغتيال «مصدق» لأنها من خيار الثورة الاسلامية لأسبابها وبحساباتها.
لقد كان هذا بين أهم الترتيبات في المنطقة لما بعد الحرب الباردة والاتحاد السوفييتي، وبالتالي فإنه لولا الدور الامريكي في واقع تركيا ما كان اردوغان والأسلمة ستصل الى الحكم عام 2002م لأن المهمة الاساسية او الاولى للجيش التركي ظلت ترفض حصول مثل هذا ومنذ اسس الزعيم اتاتورك ماتعرف بتركيا الحديثة.
فأمريكا ومعها الغرب لم تكن اولويتها ديمقراطية في ايران ولا الدفاع عن العلمانية، ونتيجة ذلك جاءت ولاية الفقيه «المدمقرطة» وجيئ بهذا الخلط والخليط بين الأسلمة والديمقراطية في تركيا.
الجيش الجزائري تدخل ذات مرة لإلغاء نتائج انتخابات محلية فاز بها الاخوان «الانقاذ»، وفي مصر ظل يرفض قبول احزاب أسلمة باعتبار ذلك يثير الطائفية الدينية في ظل وجود الاقباط المسيحيين.
ومع ذلك فالاخوان اجبروا «مبارك» على عقد صفقات سرية تضمن لهم سقف مقاعد وان رشحوا كمستقلين.. تصعيد الارهاب في الجزائر بدا واضحاً من تدخل الجيش لرفض نتائج الانتخابات، فيما الارهاب في مصر صعد أكثر منذ اتفاق السلام مع اسرائيل وبتفعيل محطات امريكية في المنطقة أكان جهاد افغانستان او التحالف الدولي لتحرير الكويت.
اذا الجهاد او الارهاب هو محصلة لفهم وتفهيم متطرف لفكر ديني اياً كان فإنه يحتاج لتفكير تفعيله واقعياً او استثماره سياسياً من أي طرف كان شريكاً او مشاركاً.
فإذا أنظمة شاركت او تعاونت في تفعيل الجهاد ربطاً بانفراد امريكا بالمنطقة وتموضع هيمنة فالجهاديون باتوا بعد ذلك عيناً عليها وعلى واقعها، فالانظمة لاتملك حاويات او قدرات احتواء للجهاديين او للارهاب وكانت تبحث عن صراعات لتصريفهم او لتخفيف تطرفهم وتجنب خطرهم.
الاخوان كانوا الحاوية للقاعدة كفكر وتمويل ومن ثم كانوا هم التفكير القيادي والاداري والتفعيلي للجهاد او الارهاب فانفردوا بالتفكير الاستثماري ايضاً للجهاد او الارهاب.
من حالات تركيا والجزائر والسودان ومصر فإذا امريكا فكرت في دفع او ايصال الأسلمة للحكم بالطريقة الايرانية او التركية او مختلط الاثنين فمن هي اطراف التأسلم التي لديها متراكم سعي واستثمار المتغيرات باتجاه ان تصل الى الحكم.
القاعدة باتت للاخوان الذراع العسكري كما كتائب القسام، وفي الوقت الذي كان الاخوان يعقدون صفقات مع الحاكم علي عبدالله صالح او مبارك وفق كل تموضع فهم كانوا في مفاوضات مع امريكا كجناح سياسي للقاعدة وليكونوا البدائل للحاكم صالح او مبارك حين تفعيل محطة 2011م.
لنسلم في ظل هذا التحول ان مثل نظام السعودية كان يعنيه مد ونشر الفكر السلفي الحنبلي الوهابي للدفاع عن ذاته في ظل ما عرف بخطر الثورة الايرانية وكهدف له من طبيعة وضع وتموضع النظام ربطاً بالكعبة والحرمين الشريفين.
الاخوان بطبيعة تفكيرهم الانتهازي الاستثماري والانتهازي مارسوا التغلغل والتوغل السياسي المقابل لغطاء الدين وشراكة او مشترك الاهداف مع السعودية.
من السذاجة القول بأن كم التثوير الذي مارسته محطة 2011م في اطار حزمة الثورات لاتأثير له على واقع الخليج والسعودية تحديداً ولكن الخطر كان اكتشاف هذا التغلعل والتوغل الاخواني في بلدان الخليج وعلى رأسها السعودية.
مصالح امريكا والغرب والعالم لاتحتمل أحداثاً بمستوى بلدان الربيع العربي بأي قدر في السعودية اساساً وتحديداً ومن ثم دول الخليج اما اذا توافرت ظروف نجاح سريع يحافظ على سقف استقرار لايضر مصالح الغرب والعالم فهي كانت مع ذلك ومتحمسة ويستحيل طبعاً ان تقول ذلك او تعترف.
السعودية حين تدين عدة أطراف بالارهاب بينها الاخوان فلمواجهة توغل وخلايا اخونة الداخل باتت خطراً ولتبرئة ذاتها من أي علاقة بالارهاب لأنه كان يخطط لاستعمال ذلك حين تفعيل تغيير في السعودية بطريقة سيناريو 2011م «النظام السابق و«دولة عميقة» مع ان السعودية واجهت حملات الصحافة الامريكية تجاهها بعد احداث سبتمبر بحقائق واستحقاقات الوقائع والتبويبات.
أرى السعودية تعاملت مع اوضاع المنطقة بمواصفاتها والتموضع فيها منذ عام 2011م برصانة سياسية عقلانية وواقعية وواعية لأن البعض يمارس الانفعال وردود الافعال مما بات امراً واقعاً من المحطات في محطة 2011م.
الجيش في تركيا ظل منذ اتاتورك يمنع مشاركة اطراف التأسلم السياسي في الحياة السياسية بل ومنع أي ظهور لها في الواقع، ومع ذلك لم يمارس 1% مما مورس من ارهاب في الجزائر وبالتالي فحين تريد امريكا ومن أجل ذاتها فهي لاتنظر الا لانقلاب الجيش الجزائري على نتائج انتخابات، فيما «انقاذ» السودان «الاخوان» انقلبت على الديمقراطية.
في هذا شرعنة امريكية للارهاب وشريعة الغاب فوق محطاتها وشعاراتها، والمسألة ليست فقط حقيقة السعودية كثقل وتأثير الى جانب ثقل مصر ولكنها قوة المنطق وقوة الحجة وواقعية الموقف المساند بواقع وواقعية المنطقة.
الواقعية الواعية والمنطق العقلاني وقوة الحجة لايجعل أمام امريكا او بريطانيا غير التعامل من وعلى هذا الاساس الذي يمثل التوافق والموقف المصري السعودي ثقله وأرضيته.
وهو من ذلك قادر على تضييق ومحاصرة ما احدثته محطة 2011م كذروة للمحطة من تصدعات بدءاً بالتقاطعات المواقفية والصراعية وبالتدرج.
امريكا هي من بنى وتبنى التنظيم الدولي للاخوان بما في ذلك تقديم التمويل ولايهم ان يكون ذلك اعادة تأهيل للارهاب واعادة تصديره للمنطقة على أساس انها «بضاعتنا ردت الينا»، ولكن ليس من حق امريكا او غيرها ان تسلم أي حكم للارهاب او ان يحكم الارهاب تحت أي شعارات او شعائر.
من خلال ثقلي مصر والسعودية المساند بشعبية عربية واسعة فالمنطقة بصدد اعادة بناء وضعها وتموضعها وبما لايمثل استهدافاً او اضراراً بمصالح أي دولة في العالم وبالتالي فهذا التغير من داخل المنطقة يمثل ارادة بمدى أبعد وغير قابل لأي رجوع او تراجع عنه..!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37479.htm