عبدالله الحضرمي - صعدت جماعة (إخوان اليمن) إلى السلطة عبر جثامين ضحاياها في حي النهضة وساحة الجامعة بالعاصمة عام 2011م، لم تكن قادرة على إسقاط النظام من دون أن تصمه بدم ليتداعى الرأي العام والمجتمع الدولي.
لديها الساحات المغلقة، ولديها القتلة، وكل الظروف المواتية لــتنفيذ الجريمة ولديها الإعلام المتوثب لنقل المشاهد محفوفة بشهادة الزور على الهواء مباشرة، لكن الباطل لا يصمد إلى نهاية المطاف فمن دروس التاريخ أن من صعد بدم سقط به، ومن سوء حظ الجماعة أن المركب الذي ذهبت به إلى السلطة لا يزال مشرعاً لتعود به، ليس إلى الساحة التي جاءت منها، بل إلى السجون.
الجماعة اليوم تستشعر مصيرها المحتوم وتتحسس رقبتها التي سيلتف الحبل حولها يوماً، وهو يومٌ وشيك.
التخبُّط الذي يطبع الجماعة هذه الفترة يعكس حالتها الشعورية بانعدام الأمن، وتلاشي الثقة بالنفس وبالمستقبل، وبالآخر، وبالشركاء والحلفاء، وهو مصير كل قاتل على مـر الزمن.
على هذا الأساس يمكن فهم التصعيد الأخير للجماعة، وإعادة استخدام دماء ضحايا الــ18 من مارس والمطالبة بمحاكمة قتلتهم، فإن لم يترك القاتل أثراً يدل عليه، دل على نفسه بالهذيان والارتباك، غير أننا بإزاء جريمة تحمل الكثير من الشواهد والآثار والبصمات الدالة على أن الجريمة ماركة إخوانية مسجلة.
سيُحاكم القتلة آجلاً أم عاجلاً، وستفتح جميع ملفات الجرائم التي ارتكبت عام 2011م وما بعده، بدءاً بمجزرة جمعة 18 مارس، ومجزرة حي النهضة، وجريمة تفجير دار الرئاسة، وجريمة تفجير ميدان السبعين وغيرها من الجرائم التي أحاطتها جماعة الإخوان بالمنعة والحصانة عن العدالة.
*افتتاحية صحيفة اليمن اليوم |