الميثاق نت -

الإثنين, 24-مارس-2014
الميثاق نت: -
كشف قيادي "سابق" في التجمع اليمني للإصلاح (تنظيم الإخوان المسلمين) ووالد أحد الضحايا الذين استشهدوا في أزمة 2011م، عن معلومات جديدة ومهمة عن مرتكبي جريمة جمعة 18 مارس، من شأنها إزاحة الغموض، وكشف حقيقة المجزرة والجناة الذين يحتفلون بذكراها الثالثة.
وأكد الشيخ عبدالسلام البحري- عضو مجلس شورى حزب الإصلاح لفئة كبار الشخصيات والذي استقال عقب المجزرة، أن جماعة الإخوان التي كان يمثل أحد قياداتها، هي من تقف وراء المجزرة وأنه تم الإعداد لها وسط انتقادات من البعض قبل تنفيذها.
وقال البحري: إنه كان قد تم تجهيز 240 شاباً جميعهم من حفظة القرآن الكريم ليكونوا ضحية مجزرة من شأنها أن تقلب الموازين لصالح (الثورة) وفي إطار خلق المبررات لانشقاق اللواء علي محسن الأحمر واستقالات عدد من القيادات المدنية والعسكرية.
وأضاف: لقد تم وضع إشارات قماشية حمراء يربطها أولئك الاشخاص على رؤوسهم لتميزهم عن غيرهم وتم تسميتهم فرقة أبو دجانة.
وتابع: في اليوم التالي يوم الجريمة تم القنص عن قرب، وقتل 46 شاباً جميعهم حفظة قرآن من فرقة أبي دجانة ذات الإشارة الحمراء، فيما نجا الآخرون، وتمكن الشباب من القبض على 16 قناصاً، غير أن قيادة الساحة حرصت على سلامتهم وأحضرت باصاً وقالوا إنهم سوف ينقلونهم إلى بيت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وأخذوهم بعد ذلك إلى مقر الفرقة، وفي عصر اليوم الثاني تم نقلهم إلى أماكن مجهولة وعلمنا أنه تم صرف مكافاءات مالية لهم.
وتساءل القيادي السابق في حزب الاصلاح: كيف لقناص من خارج التنظيم أن ينتقي حفظة القرآن، وقال: هناك الكثير من الحقائق المفجعة والصادمة والتي كنا ننتقدها وجعلتنا بعد ذلك نعلن استقالتنا من التنظيم، والتي ربما أن -استقالتي- كانت وراء إعدام ابني في إحدى العمائر التابعة لحميد الأحمر في حي النهضة.
مبيناً أنه كانت لدى المختصين عن الشهداء والجرحى تقارير جاهزة وغير محدد فيها مسرح الجريمة بالضبط وإنما جميعها (الساحة) وموضع الإصابة (الرقبة).
وقال البحري: عندما ذهبت لأخذ جثة ابني من مستشفى العلوم والتكنولوجيا، وكان قد استشهد داخل عمارة تابعة لحميد الأحمر في حي النهضة ومعه (51) شاباً أعطوني التقرير وفيه أنه استشهد في الساحة، قلت لهم لا.. ابني استشهد في حي النهضة، قالوا: أبداً وشفت لديهم تقارير جاهزة مع ترك مساحة فارغة فقط للاسم، أما مسرح الجريمة فهي الساحة دون تحديد حتى أي ساحة في صنعاء أو تعز أو غيره، وموضع الرصاصة (الرقبة).
وأضاف: أنهم عندما أرسل أقاربه لأخذ الجثة رفضوا تسليمها وقالوا إن الجثة مجهولة، "وفي اليوم الثالث رحت بنفسي وتواصلت مع زملائي من قيادات الإصلاح وبلغوهم يسلموني الجثة، وتفاجأت أنه مكتوب عليها (مجهول)، مع أن ابني كان أشهر من نار على علم في الساحة، ويقود 50 من مسلحي شباب الثورة، فكيف أصبح في ليلة وضحاها مجهول الهوية".
وأضاف: عرفت بعد ذلك أنهم كانوا يخططون لدفن جثث الـ(51) شاباً الذين قتلوا مع ابني وجثثهم كانت متفحمة، وذلك في قبر جماعي في منطقة أرتل جنوب العاصمة ليعودوا بعد ذلك ويتحدثون عن اكتشاف مقابر جماعية لنظام علي عبدالله صالح، إلاّ أن سيطرة قوات الحرس آنذاك على الجبال المطلة على أرتل حال دون ذلك.
وبين البحري إن الــ(51) الشاب كانوا قد وجهوا لهم تهما، من بينها، أنهم مندسون وأمن قومي... إلخ، وتم جمعهم إلى عمارة لحميد الأحمر في حي النهضة تتوسط مجموعة مباني حتى أنه من المستحيل وصول قذائف إليها دون إصابة المباني المحيطة بها وتم تفجيرها بعبوات ناسفة هي نفسها العبوات التي استخدمت بعد ذلك بأيام في تفجير مسجد دار الرئاسة.
وأضاف: أول ما شفت جثة ابني وجدت قدميه مربوطتين، وكذلك هي حال جثث زملائه الذين شاهدت عددا منها، وعندما وقعت جريمة مسجد الرئاسة وطالعتنا وسائل الإعلام بصور الضحايا وجدت أنها نفس الآثار التي شاهدتها في جثة ابني وزملائه.
ولفت البحري في تصريح صحفي إلى أن إصراره على جمع المعلومات حول الجريمة قادته إلى اعترافات من البعض بأن الجريمة مدبرة من قيادة (الثورة).
وقال: "قبل شهر ونصف من الآن دخلت مقر الفرقة ووجدت صورة شخص يدعى (عبدالله محسن) وبالبزة العسكرية، ومكتوب على الصورة أنه استشهد في المظاهرة السلمية، قلت لهم وبحضور قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء محمد المقدشي أن هذا استشهد هو وابني في عمارة حميد في حي النهضة، وهو من فجر الديناميت وكان على بُعد 100 متر غير أن حجرة كبيرة ومن شدة الانفجار أصابته في رأسه وقتل على الفور، بحسب ما استطعت جمعه من معلومات، فقال أحد الحاضرين وهو أحد مرافقي اللواء علي محسن وتربطني به علاقة شخصية: (صحيح)، واعترف أمام المقدشي قائلاً: تلك كانت أكبر غلطة وأكبر جريمة ارتكبناها.
وأضاف البحري: إنه قبل أيام وهو يتابع برنامج 10/10 الذي يبث عبر قناة (سهيل) لفت انتباهه المذيع وهو يتحدث عن 240 شهيدا هم إجمالي ضحايا جمعة الكرامة قبل أن يستدرك ويصحح المعلومة أنهم 46 شهيداً، ما يعني أنه كان قد قرأ ما تم تسريبه قبيل الجريمة.
وتحدى البحري في ختام تصريحه قيادات الإخوان الذين ارتبطت أسماؤهم بثورة الشباب، مناظرته علناً حول مجزرة 18 مارس ومجزرة حي النهضة.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37605.htm