الإثنين, 24-مارس-2014
الميثاق نت -   مطهر الأشموري -
< الرئيس المصري السابق «مبارك» أبلغ عقب آخر انتخابات في عهده أن الأحزاب المعارضة انشأت برلماناً موازياً، فرد بتهكم «دعهم يتسلون».
يقول ذلك وهو يعرف حقيقة أن الانتخابات مزورة، فمادامت راضية عنه أمريكا فهي راضية عن الانتخابات، والنظام من هذا الرضا مستقر ومستمر ولا ضير من أي شيء.
وحين تفعيل محطة 2011م في مصر فإن مبارك انشغل خارجياً بالتركيز على أمريكا والتوسط لديها، فيما هو قدم للداخل من التنازلات ما لم يكن يقبل به أوحتى يفكر فيه قبل المحطة كتعديل الدستور وعدم التوريث وضمان انتخابات نزيهة بإشراف دولي.
لقد ارتبط تصرف مبارك أو بن علي في تونس بوقع وإيقاع السياسات والمتغيرات والمحطات الأمريكية.
أمريكا لو أرادت فهي كانت تستطيع بالضغط المباشر دفع نظام مبارك أو بن علي الى انتخابات أكثر نزاهة وصولاً لكامل النزاهة، والطريق غير المباشر الذي استعملته لتفعيل محطة 2011م كانت تستطيع فرضه في واقع هذين البلدين ولكن كمظاهرات شعبية مطالبية ستدفع الى حتمية إصلاحات سياسية وواقعية لصالح تطور الشعوب ولصالح الديمقراطية والحريات وغيرها.
عندما نقف أمام محطة 2001م الأمريكية فدعونا نتجاوز كيف جاءت أحداث 11 سبتمبر 2011م وملابساتها لنسأل ما إذا كانت الحرب ضد الارهاب مجرد رد فعل ودفاع عن أمريكا ومن حقها أم أن الحرب ضد الارهاب استعملت كأرضية وآلية لتنفيذ مشروع أمريكي عالمي لمخطط جاهز ومقر قبل عقود؟
لم يعد أحد في العالم يجادل في حقيقة أن الحرب ضد الارهاب كانت آلية لمشروع أمريكي تريد تنفيذه في العالم ومن ثم فالمحطة الامريكية 2011م هي في سياق هذا المشروع تعزيز لأرضيته وتفعيلاً لآليته وللتعامل مع عراقيل أي قوى معيقة كما حالة روسيا وتعملق الاقتصاد الصيني.
ولهذا فالشعوب بعد 2011م كما في تونس أو مصر أو اليمن لم تخرج في ثورات لاسقاط الاخوان وإنما في تظاهرات مطلبية شديدة الوضوح ومحددة وذات مشروعية، ولو أن رئيس شعبة الرئاسة في مكتب الارشاد للاخوان بمصر «مرسي» استجاب للحد الأدنى للمطالب المشروعة للشارع المصري التي ظلت في تكرار شهرياً واسبوعياً لكان مرسي والاخوان مازالوا في الحكم حتى الآن، فالاخوان في مصر هم الذين صعدوا المظاهرات الى ثورة شعبية غير مسبوقة في التاريخ البشري ضدهم.
الشعوب كانت تحتاج لضغط أمريكا أو غيرها للسماح للمظاهرات المطالبية وللاستجابة والتنفيذ لكل مطالب مشروعة وقابلة للتنفيذ ولكن ذلك لا يخدم حسابات وأهداف أمريكا فخططت لاستعمال هذه الأرضية المطالبية لتجعل منها بقدراتها الاستثنائية ووسائلها المتعددة والفاعلة أرضية تثوير وثورات كمحطة لها وربطاً بحساباتها ولأهدافها أساساً.
لقد كانت أمريكا تدرك صعوبة إقناع الشعوب بالاخوان كبديل كما اقتناع الشعب الايراني بالخميني مثلاً وهذا ما يجعل ما سميت ثورات 2011م غير سلمية لأن السلمية تقترن بالبديل الذي يقبل به الشعب من تموضع الثورية وليس من لعبة محطة كتنسيقات وتسويقات وصفقات دمقرطة الديمقراطية من خلال المحطة وأدواتها الداخلية.
فالمحطة الامريكية بالإبهار والإذهال وقدرات التأثير العالية نجحت في تقديم ما يجري على أنه ثورات ولكن للرحيل فقط، وتفعيل هذا التأثير والمؤثرات واستعمال الوسائل والبدائل في الصفقات هو ما أفضى الى الاخوان كما هو متفق عليه وأساس الصفقات في التحضير لمحطة 2011م.
أمريكا نسقت لموقف الجيش المصري قبل تفعيل الثورة ضد «مبارك» وهي نسقت مع المجلس العسكري الانتقالي لتفعيل ألعاب سياسية مساندة للتأثير على الواقع لديمقراطية لإنجاح الاخوان.
ولهذا فإن ما جرى هو تلاعب وتزوير الضغوط على الإرادة العامة القائمة كتزوير في أفاعيل وتفعيل سياسي وواقعي لأن الواقع تجاوز المباشرة في التزوير كما في ظل مبارك.
البديل الذي أرادته وفرضته أمريكا بأي أساليب يجعل هذه الشعوب تلقائياً تسير في ثورة البديل وهذا ما حدث في مصر وما يعتمل في واقع تونس أو ليبيا أو اليمن وإن لابد أن يظل للاخوان يد في تصعيده الى ثورة أو تخفيفه لأفضلية استقرار وتعايش.
إذا أمريكا وقطر من الداعمين الاساسيين لثورة يناير 2011م ضد «مبارك» فهذا يعطي الحق للسعودية أو الإمارات أو غيرهما لدعم ثورة يونيو 2013م ضد الاخوان مع حقيقة أن كل دول العالم لا يمكن أن يكون لها قدرات تأثير أمريكا والغرب في محطة 2011م، وقطر و«الجزيرة» لم تكن غير رأس حربة لهذا الاستعمال.
السعودية أو الإمارات دعمتا إرادة الشعب المصري لأي بديل يريده ويرتضيه الشعب المصري ولم تتواطئا في صفقات مسبقة أو مشبوهة لصالح طرف كالأخوان أو من أجل مخططات أمريكية في أجندة وحسابات.
الفارق في شعبية «طنطاوي» وشعبية «السيسي» مصرياً وعربياً يقدم فارق الدعم والداعمين ربطاً بالغائيات والأهداف.. والمثل المصري يقول: «اللي اختشوا ماتوا».
الشعب المصري الذي تختلف الآراء في واقعه تجاه ايجابيات وسلبيات الأنظمة والحكام وباختلاف المراحل والفلسفة والمتغيرات منذ عبدالناصر لم يحس على الأقل في يوم أو في لحظة بما أحسه في عام من حكم الاخوان وهو أن مصر سُرقت منه وسُلبت وليس فقط الثورة.
الذي جرى في مصر هي ثورة لاستعادة الشعب المصري لمصر أو لإعادة مصر الى الشعب المصري.
ذلك ما يؤكد أن محطة 2011م كانت تستهدف بين أهدافها ثقلي مصر والسعودية لمنع أي اتزان أو توازن إيجابي أو يمثل أرضية ممكنة وممكنات لتخليق إيجابيات من أي متغيرات أو تطورات قادمة.
الارهاب هو القاتل الأكثر للمتظاهرين السلميين في مصر أو اليمن، وتفعيل الثورات في مصر أو اليمن اقترن بتفعيل الارهاب وفي الأدوار الأهم.
إنني مع الذين اختلفوا في محطات ومواقف أو قضايا مع النظامين المصري والسعودي وذلك طبيعي في تفعيل وتفاعلات الحياة، ومع ذلك فإني بين أوائل من أحسوا حين تفعيل محطة 2011م بفقدان سقف الأمان والأمن العربي والإقليمي في ظل تغييب أو عمد تهميش دور الثقلين العربيين في إطار أبعاد تآمرية فيما يعتمل، وحين عودة الارهاب أولوية للجامعة العربية فذلك استعادة كما كان سُحب منا أو سُلب!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37607.htm