احمد مهدي سالم -
< لي زميل رافقته حيناً من الدهر كنت أقبض على الصدارة في الفصل أو القسم فيما هو مستقر في المركز السادس لايتقدم قليلاً ولايتراجع وئيداً، حتى أوشك ان يصير هذا الرقم لصيقاً، به ومن المصادفة ان ترتيبه السادس في اسرته، ثم عندما تزوج أنجب ستة أولاد فقط معظمهم معاناة من الغزال، وغدا صاحبي صديقاً او زبوناً دائماً للاطباء ومقاولاً للمستشفيات بالتردد المستمر عليها، وأكثر الأرقام حفظاً عنده ارقام الدكاترة..
راودتني أفكار هذي الذكرى، وما حياة الانسان إلا سلسلة ومحطات من الذكريات، وأنا أتفاعل مع مناظرات ساخنة متلفزة حول الأقاليم الستة التي أنتجها الحوار الوطني الشامل، والمرجح أنها سبقته، كما أثارت فكرتها عندي الهزائم الست لمنتخبنا الوطني الكروي في تصفيات الشارقة المؤهلة الى نهائيات آسيا، في استراليا كآخر انجاز للشيخ احمد العيسي واتحاد الهزائم.
أسرح متأملاً في دلالات الرقم «ستة» وتأثيراته على الحالة اليمنية وملامساته وتلازماته مع بعض الاحداث العربية والعالمية، فأجد له حضوراً قوياً في تداعيات أرض الجنتين او بلاد الحزن الدفين.. لاحظ : أهداف الثورة اليمنية.. ستة، ومحافظات الجنوب قبل الوحدة عددها ست، وبعد الوحدة معارك الجيش اليمني مع الحوثي ست حروب لم تفلح في كسر شوكته، وانتقالاً الى اللحظة الراهنة الساخنة يتضح ان هناك ست دول عربية ضربها اعصار الربيع المدمر هي : تونس، مصر، ليبيا، سوريا، البحرين، اليمن.. نحن سادس دولة داخلة في الخريطة الربيعية المتأرجحة الراقصة على براميل البارود.. ودقي.. دقي يا ربابة..
ونخرج قليلاً من الافق اليمني الى الجوار نجد ايران التي تتنافس مع تركيا في اتحافنا بسفن الهدايا، سلط الله عليها لجنة او منظمة «5+1» السداسية لمتابعة ملفها النووي وفرض الاملاءات والاشتراطات، فدفعت بالرئيس «روحاني» لينقذ البلاد من الحصار الاقتصادي الخانق الذي فعل فعله في شرايين الجسم الفارسي، وبدأت جهود روحاني تثمر في اعادة شيء من الروح من خلال تخفيف العقوبات وانفتاح محدود على الغرب.. ولا أنسى ان الرقم ستة يذكرنا بحدث جسيم وانتصار عظيم يهز المشاعر العربية هزاً.. ويشمخ بالوجوه الى العلياء.. نصر السادس من اكتوبر 1973م افضل واحسن واقوى انتصار عربي على الصهاينة في العصر الحديث، وكان فارسه القائد البطل الشهيد محمد انور السادات الذي ظُلم حياً وميتاً لحين من الزمن.. حتى أنصفته أعماله البطولية، لا مداد المزايدين والمتلونين، انه سلام الجدعان، سلام الشجعان الذين سبقوا زمانهم برؤاهم البصيرة وفكرهم الثاقب ودهائهم السياسي.
ومادمنا في مصر أرض الكنانة اشير الى ان رؤساء مصر بعد ثورة 23يوليو 1952م عددهم ستة ربما مصادفة وهم محمد نجيب، جمال عبدالناصر، ومحمد انور السادات، ومحمد حسني مبارك، ود. محمد مرسي، وعدلي منصور «الرئيس الحالي المؤقت».. ونسقط الوضع الرئاسي على اليمن الجمهوري في اوائل الستينيات، نلاحظ في الجنوب والشمال ستة رؤساء لا أدري مصادفة.. من الأول : قحطان محمد الشعبي، وسالم ربيع علي، وعبدالفتاح اسماعيل، وعلي ناصر محمد، وعلي سالم البيض، وعبدربه منصور هادي رئيس اليمن الموحد او الاتحادي.. ومن الثاني : عبدالله السلال، وعبدالرحمن الارياني، وابراهيم الحمدي، واحمد حسين الغشمي، وعلي عبدالله صالح، وعبدربه منصور هادي الرئيس الحالي، الرقم ستة متداخل في الصيرورة اليمنية التي تتحكم بتكويناتها او تدير ازماتها او تنقذها من مآزقها،.. ست دول خليجية : السعودية، الكويت، قطر، الامارات، البحرين، وعمان، وياليت دول الخليج الست تقرأ بعمق مقولة محمد حسين هيكل بأن اليمن خزان بشري كبير وأولى بدول الخليج المجاورة ان تستفيد من طاقاته الفاعلة.. بوصفه الحديقة الخلفية لها..
ولاندري هل من المصادفة أم لعنة الرقم ستة ان تكون ستة احزاب احتواها تكتل اللقاء المشترك قد تمكنت من الإطاحة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، ونصف حكومته وجزء كبير من جيشه في حركة التغيير الربيعي التي تماهت مع معطيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. حتى وصلنا الى لحظة تاريخية فارقة ومحطة تأسيس كيان اتحادي جديد..
عبث.. ولكنها قادمة..
بدون مقدمات او تنميقات لفظية تخبرني حاستي السادسة ان اليمن على شفا حفرة من النار، وان نذر الحرب تلوح في الأفق وكل المبادرات او المحاولات تؤجل الصدام الدامي، والتوجيه يشتغل على حتمية التفجير، عجلوها وريحونا.. اتمنى ان أكون خاطئاً..
إيماءات
بما أن حكومتنا تعاني من التخبط وفقدان الرؤية في بعض الاحيان فإننا ندعو أن يلهمها المولى عز وجل سلامة الابصار، وحدة النظر (ستة على ستة) لترى معاناة البسطاء وتحسن اتخاذ القرار.
آخر الكلام
وما ماضي الشباب بمسترد
ولايوم يمر بمستعاد
المتنبي