أبو بكر عبدالله -
الأمر هنا ليس مزحة بل واقع أشبه بلعنة لصيقة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وفروعه في أكثر من 80 بلدا في العالم، ستظل تطاردهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لظاهرة الكذب لدى "تنظيم الإخوان" تاريخ ولها كذلك أصول فقهية حديثة العهد ليست من الإسلام في شيء، وأحد جذورها منثور في رسائل الشيخ حسن البناء الذي أقر في مرحلة مبكرة " الكذب " وسيلة ميكافيلية للنشاط السياسي للجماعة استنادا إلى قاعدة أن "الكذب على الأعداء فريضة"، والأعداء بمفهوم البناء " كل الذين ليسوا من إخوانك في الجماعة".
الشيخ البناء ومن بعده مرشدو التنظيم غلَّفوا هذه القاعدة بصبغة فقهية محدثة، فسموا الكذب " إيهام القول للمصلحة" في مفهوم شيطاني القى بتبعات كارثية على مفهوم الإسلام للصدق هذا السلوك الديني الملتزم الذي تتفق عليه كل الديانات السماوية.
لم تكن نظرية البناء رأيا أو اجتهادا عند الأجيال التالية في "تنظيم الإخوان" بل صيرها مرشدو التنظيم وأقطابه ممارسة عبادية يتقرب بها " الإخواني" إلى الله سبحانه.
اليوم نجد الكذب عند " الإخوان " ظاهرة تطغى على خطابهم السياسي وسائر وسائلهم في الوصول إلى السلطة وهي تبدأ من إسماء الأحزاب والجماعات الإخوانية التي دائما ما تطلق على نفسها مسميات مضللة ففي مصر يسمون انفسهم "حزب الحرية والعدالة" وفي اليمن يسمون انفسهم "حزب التجمع اليمني للإصلاح" وفي تونس حركة النهضة، وفي السودان جبهة الإنقاذ .... الخ
وأكثر هذه الأذرع تخفي على اعضائها أنها منضوية تحت مظلة التنظيم الدولي للإخوان.
العديد من مرشدي التنظيم بعد سيد قطب ساروا على منهج الشيخ البناء بل وشعبوا له وفرعوا، وبعد احتجاجات "الربيع العربي" المسروقة، توسع مفهوم الكذب لدي الاخوان كثيرا ليشمل كذلك جواز قتل الأبرياء واللجوء للعنف والتفجيرات واعدام ضباط الامن بالاغتيالات باعتارها وسائل مشروعة لتحقيق أهداف سياسية.
عمليات القتل والتدمير والتفجيرات والهجمات الإرهابية واستباحة الحرمات وسرقة الأموال وانتهاك الأعراض وما صاحبها من حملات إعلامية لتشويه الوعي التي أدارتها خلايا التنظيم منذ أن سرقت منصات الاحتجاجات الشعبية المناهضة للأنظمة في بلدان الربيع العربي كلها نفذت استنادا إلى هذا الإفك.
و التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية كشفت أن عمليات القتل والتعذيب للمتظاهرين والمشاركين في حركة الاحتجاجات الشعبية التي اطاحت بنظام مبارك كانت من تدبير وتنفيذ عناصر في تنظيم الإخوان، وبعضهم يخضع حاليا للمحاكمة.
قاعدة أن " الكذب فريضة على الأعداء" الذين هم المسلمون في الدولة التي ينشط فيها فرع التنظيم يمكن اكتشافها بسهولة عند النظر فقط إلى التوصيفات التي يطلقها قادة التنظيم على أنفسهم في وسائل الإعلام، فنجدهم يقدمون انفسهم تحت مسميات " شيخ "، " ناشط حقوقي" ، " ناشط سياسي" ، " خبير استراتيجي"، " باحث في الشؤون السياسية"،" أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء" ومن النادر جدا أن تجد أحد هؤلاء يقول أنه قيادي في التنظيم الدولي للإخوان وعندما يفتضح أمر احدهم يقول: قد تركتهم قبل سنوات وانا حاليا مستقل.
شواهد قريبة
لن نذهب بعيدا لإعطاء شواهد على ظاهرة الإفك المتأصلة لدى قيادة وقواعد تنظيم الإخوان وأبواقهم الإعلامية، ولعلكم تتذكرون المذيع في قناة " سهيل " عندما كان يعرض اسماء المساجد التي أدعى كذبا على الله والناس أن الحوثيين دمروها في محافظة عمران، كان بائسا إلى حد أنه اضطر إلى اختلاق أسماء مساجد ليس لها وجود في كوكب الأرض.
تذكرون ايضا التصريحات النارية التي اطلقها قادة الفرع المصري لتنظيم الإخوان بعد فض الجيش المصري اعتصام رابعة العدوية والأكاذيب الخرافية التي كانوا يسوقونها للناس الأبرياء، لا قناعهم الاستمرار في الاعتصام. علي شاكلة مشاركة روح الله الامين الاخوان صلاة التراويح.
تذكرون أكاذيب قادة الفرع اليمني لتنظيم الإخوان خلال المواجهات المسلحة في حاشد وهمدان، وإصرارهم على تسويق كذبة أن حزب الإصلاح ليس له يد في هذه المعارك.
تذكرون اكاذيب تنظيم الإخوان في انهاء انقسام الجيش وموافقة الجنرال تحويل معسكر الفرقة إلى حديقة عامة.
تأملوا الكذب البواح الذي تسوقه الذراع الإعلامية للتنظيم الدولي للإخوان " قناة الجزيرة" ليل نهار في شأن العملية السياسية في مصر، وما تسوقه شقيقتها اليمنية " قناة السعيدة " التي لا تزال تقدم نفسها للناس على أنها قناة مستقلة رغم سقوط قناعها، وتأملوا كيف يصل الإمعان في الكذب لدى منصات الإعلام التابعة لتنظيم الإخوان في تحريف الحقائق وتسويق الأكاذيب حد الوقاحة.
الأمر بالنسبة لهؤلاء فريضة دينية، لكن الحق سبحانه يقول إنهم لن يفلحوا أبدا.
{ إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}.
الكذب حرام في الدين بل وينزع عن المسلم صفة كونه مؤمنا، ذلك قول الحق سبحانه: { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} تأمل: { لا يؤمنون }
الكذب سلوك همجي جاهلي ويقود إلى الهلكة بل أشرها، قال جل ثناؤه: { أنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا} لكنه عند تنظيم الإخوان حلال بل فريضة.
كم هؤلاء في حاجة إلى أن يتفكروا قليلا في قول الحق سبحانه : {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا انفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون} صدق الله العظيم.
دمتم بألف خير
[email protected]