الإثنين, 31-مارس-2014
الميثاق نت -    مطهر الاشموري -
ماذا تعني إعادة الحرب ضد الإرهاب إلى الأولوية عربياً؟..كيف يصبح الإرهاب ذراع حسم لثورات سلمية؟
حين القمة العربية في القاهرة 1990م فإن مسألة تحرير الكويت بالتحالف الدولي كانت محسومة وحُسمت قبل القمة وبالتالي فبين الأسئلة التي كانت تطرحها ما هو أبعد هو حال الوضع العربي وما عُرف بالنظام العربي.
لعقدٍ بعد ذلك تم التعامل مع الواقع العربي من الفرز «مع وضد» أما النظام العربي فأُختزل في السعودية ومصر في قمم ثنائية وأحياناً بحضور حافظ الأسد «سوريا» كقمم ثلاثية.
ومع ذلك لا يمكن مقارنة تحرير الكويت لشرعية ومشروعية وحق واستحقاق بالتدخل في ليبيا في تفعيل محطة 2011م..
فمنذ تفعيل هذه المحطة فكان ما يُعرف بالنظام العربي اختزل في قطر، والعقبة المتوقعة لمعارضة التدخل في ليبيا أو الممانعة كانت في مجلس الأمن وليس في المنطقة أو الجامعة العربية، وقطر هي مثل ذلك الممثل المبتدئ أو المغمور الذي يعطَ دور البطولة في أقوى أفلام الإثارة وفي ظل وجود من هم أكثر شهرة وأعلى كفاءة وقدرات يشاركون في هذا العمل «المعمعة والملحمة».
مثل قرار التدخل في ليبيا غير مسبوق في تاريخ الجامعة العربية لأن مثل هذه القرارات هي من اختصاص وصلاحيات «القمم» ولكن لم يعد أي طرف أو نظام يطلب أو يريد قمة لاتخاذ قرار هو محسوم من وقع وايقاع محطة يمارس تفعيلها في المنطقة كثورات.
بين الأسئلة الأهم بات مثلاً: ما سقف هذا التفعيل للمحطة وهذا التفعيل للجامعة العربية أو النظام العربي وكيف يمكن أن يأتي ما يحدد هذا السقف ويضع حداً لهذا التفعيل ويعيد الاعتبار لحد أدنى من معيارية منطق أو منطقة؟
الذي آراه هو أن تسليم الحكم في قطر للابن «تميم» وإقصاء حمد بن جاسم بن جبر كوزير خارجية ورئىس لحكومة قطر هو مؤشر لمستوى من فشل المحطة وفشل الدور القطري أكثر.
ولكن هذه اللعبة القطرية كان هدفها امتصاص أو تخفيف الضغوط وكأنها إعادة تأهيل واستمرارية لذات الدور القطري.
اساس نجاح محطة 2011م ليس الثورة في تونس كما يُطرح ولكن النجاح والقدوة كانت في مصر حتى وصول أو إيصال الأخوان للحكم، ولذلك فالثورة الشعبية وغير المسبوقة في التاريخ البشري ضد الاخوان في مصر قدمت فشل واخفاق محطة 2011م.
والاشكالية المحبطة لمحطة 2011م في ثورة مصر ضد الإخوان لم تكن لا في موقف الجيش ولا في الدعم الاقليمي لهذه الثورة كما طُرح أو يُطرح وبالرغم من أهمية ذلك الكبيرة..
المشكلة كانت في شعب وشعبية هذه الثورة وفي رفض واقع مصر والشعب المصري للإخوان لأن هذا الوضع الشعبي يفقد الجدوى والمردود لأي ضغوط أمريكية على طرف داخلي كالجيش المصري أو أنظمة بالمنطقة.
لقد كان دور أمريكا الأهم ايصال الاخوان في مصر للحكم وهي التي أثنت الاخوان عن عزل شفيق «المنافس» لتضمن الإثارة للديمقراطية ولها أساليبها وأدواتها لمنع نجاح «شفيق» وإيصال الاخوان، وأمريكا نجحت في هذا الدور.
قطر كان المناط بها انجاح الإخوان واقعياً في حكم مصر ولكن قطر لم يكن لديها غير المال لتقدمه وهي قدمته للإخوان الحزب والقيادات والحكم في مصر، فيما انجاح الإخوان في حكم واقع مصر هو فوق أهلية وقدرات خبرات بلد بمستوى قطر.
الاستماتة القطرية إعلامياً وسياسياً مع الإخوان في مصر حتى بعد رحيلهم من الحكم وحتى بعد التغيير الشكلي أو «التكتيكي» للحكم في قطر بات يعري قطر ويعيدها إلى حجمها بعد فقدانه إذهال وإبهار محطة2011م.
الإعلان السعودي نصص الإرهاب على اطراف وليس على طرف واحد كما الحوثية في اليمن وحزب الله في السعودية، ولكن هذا الموقف أو الإعلان لم يمثل صدامية أو اصطداماً بأمريكا إلاّ في تنصيصه ذلك على الإخوان، والخطوات التي سارت فيها السعودية ودول الخليج تجاه قطر في موازاة ذلك تؤكد أن المنطقة في أثقالها وبإسناد شعبي واسع في كل البلدان ليست مع هذه التخريجات المهترئة من محطة 2011م بأي تحضيرات سيبقى للإخونة وقطر ربطاً بتركيا كأثقال في المنطقة.
أساس فشل المحطة الأمريكية الأخوانية 2011م ليس في الرحيل الذي تريده وتفرضه ولكن في البديل الذي تمارس فرضه بأي تمرير أو تبرير.
كنت ممن ينتقدون تفعيل ثقلي السعودية ومصر لنظام عربي أو اقليمي، ومع ذلك فانتقاداتي تعني وجود نظام واحساس واحترام لهذا النظام، وهذا الاحترام يأتي منه النقد لتطوير وتحسين الأداء، فيما الممارس من تركيا وقطر والإخوان منذ 2011م لا يستحق مجرد ذكره كشكلية وليس في تشكُّل..
أعلى استحقاق للنقد سخف قروي لقرية اسمها قطر وطموح جنون أردوغان وبؤس المجون الإخواني، فتفعيل محطة 2011م وضع بلدان وبأي قدر المنطقة في مستوى من اللانظام فوجدت اطراف كما قطر والإخوان «مرسي» امكانية لتفعيل تفاهات وصفاقات هي مختلط جنون ومجون ليس أكثر.
الثورة في مصر ضد الاخوان والموقف السعودي ومعه الخليجي من الإرهاب وقطر أعاد الاعتبار لأساسات وأساسيات فهم ومنطق ولأساسات وأساسيات معايير الاحترام لمنطق ومنطقة. حرق أقسام الشرطة في كل مصر وإحراق وتدمير مقرات أجهزة الأمن وتدمير وفتح السجون هو إرهاب من أول ثورة سلمية، فإذا هذا الإرهاب هم الحسم الثوري لثورة سلمية.. فهل كانت الثورة من أجل الإرهاب أم كان الإرهاب من أجل الثورة؟
واقع مصر والشعب المصري هو الذي نصص الإرهاب على الإخوان وهذا يؤكد أن الثورة في مصر كانت من أجل الإرهاب الإخواني ليصل إلى الحكم وليحكم.
مصر والسعودية لم تنصصا غير الحقيقة واستحقاقها بتنصيص الإرهاب على الاخوان.. فهل الاخوان وأي طرف اخواني على استعداد للتخلي عن الإرهاب كفكر وتعبئة وتفعيل.. أم يظلوا يضحكون علينا بعناوين مثل «المراجعة الفكرية» أو بكذب أو تضليل مفضوح في استعمال شعارات كالديمقراطية؟
هذا شأن الإخوان الذين عرفوا الآن بالتأكيد أن حبل الكذب والتضليل يظل قصيراً حتى حين يطول، أما المنطقة فإنها ستسير في محاربة الإرهاب من كل صنف ومن أي ظرف فوق النزاعات والصراعات والعصبيات.
اطراف أية صراعات على مستوى المنطقة وفي أي واقع عليها أن تعرف وتعي أن المنطقة ستمارس الحرب ضد الإرهاب كقضية باتت الأساسية فوق أي خلافات.
المنطقة تجاوزت منطق وتفعيل ومعايير محطة 2011م وما بعدها و«الحرب ضد الإرهاب» من قبل المنطقة وفي المنطقة كأرضية لاستقرار وازدهار كل المنطقة وفوق خلافات أنظمة أو تباينات مذاهب ونحو ذلك.
الحرب ضد الإرهاب من طرف المنطقة هي لمنع دفع المنطقة إلى صراعات القرون الوسطى في أوروبا ،وذلك ما يجعل وعي وأفق هذا المدخل يتجاوز التفعيل الصراعي في اطار المنطقة كأطراف أو ربطاً بمؤثرات ومحطات الخارج..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37716.htm