إقبال علي عبدالله -
كل من يستمع أو يشاهد أو يقرأ الإعلام الرسمي سيجد للأسف الشديد أنه إعلام يسيطر عليه حزب الإصلاح، ويضحك على الشعب بل والوطن كله من خلاله.. فالأخبار كلها لا تنقل الحقيقة التي تجري على أرض الواقع.. بل إنها تتعامل مع المواطنين وكأنهم خارج هذا الوطن الذي يعيش أوضاعاً مأساوية أمنياً واقتصادياً انعكس على مستوى معيشة المواطنين وأمنهم واستقرارهم..
الحقيقة التي أحب بدايةً الاشارة إليها هي أنني لست في عداوة مع الإعلام الرسمي الذي انتمي إليه من خلال عملي في إحدى قنواته وأقصد القناة الصحفية.. بل وجدت نفسي وللأمانة أمام القارئ الذي عشت معه عبر صحيفة «الميثاق» لسنوات طويلة أن أقول إن ما ينشر ويبث في الإعلام الرسمي ينافي ما جاء في المبادرة الخليجية وكذلك البرنامج الذي تقدمت به حكومة الوفاق التي يرأسها باسندوة والذي بموجبه نالت ثقة البرلمان في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر عام 2011م وأكدت فيه أنها ستعمل على نقل الحقيقة إلى الشعب.. كما تتنافى سياسة الإعلام الرسمي مع ما خرجت به جماعة الشباب فيما يعرف ب«ثورة» ضد النظام السابق..
إن سياسة الإعلام الرسمي اليوم وتعاملها مع المواطنين يكشف بل ويعكس سياسة الإملاء التي تتلقاها حكومة باسندوة من قبل «الإخوالن المسلمين» وحزبهم الذي يسيطر على نشاط الحكومة وتعاملها مع الوطن.. وليس فقط اخفاء الحقيقة على الناس بل واستعباطهم لما يجري في الوطن من أزمات حادة تؤكد أن الإعلام الرسمي ليس توافقياً ولا محايداً بل هو إعلام منحاز لطرف سياسي وتجاهل طرفاً سياسياً مهماً في تنفيذ المبادرة الخليجية ويحظى بأغلبية شعبية واسعة في عموم الوطن..
واعتقد أن هذه السياسة التي ينتهجها حزب الإصلاح وتنفذ في معظمها من خلال الإعلام الرسمي لن تقود البلاد إلى الخروج من الأزمة التي تزداد منذ اندلاعها مطلع العام 2011م، بل سياسة ستجر البلاد إلى كارثة حقيقية تضاف إلى ما ينتظر الوطن من كوارث تفتعلها السياسة الفاشلة لحكومة باسندوة.. فشلها في كل شيء وعجزها في اخراج الوطن من أزمته الأمنية والاقتصادية.. نقول كنا نتوقع من الإعلام الرسمي أن ينقل للناس حقيقة ما تشهده البلاد من أزمات بدلاً من تلميع وتجميل حكومة فاشلة تواجه اليوم رفضاً شعبياً في كل أنحاء الوطن ومطالبة باستبدالها بحكومة كفاءات وليس بحكومة تقودها أحزاب لا تغلب إلا مصالحها كما يفعل اليوم حزب الإصلاح الاخواني.. كنا نتوقع إعلاماً يكشف للمواطنين عن الفساد الذي اصبح بفعل حكومة الوفاق كالسرطان يأكل جسد الوطن..
يجب أن يقول هذا الإعلام من هم مخربو الكهرباء الذين يغرقون البلاد ومنها العاصمة صنعاء في ظلام دامس لساعات طوال في اليوم.. وماذا عملت الحكومة لهؤلاء المخربين؟! وأن تكشف عن حقيقة الأوضاع الأمنية التي باتت تقلق وتهدد كل الناس.. أن تكشف عن الأوضاع الاقتصادية وعن من ينهبون أموال الشعب ويريدون تجويعه.. كل ما نسمعه في الإعلام الرسمي أن العالم يقف مع اليمن حتى وصلنا إلى البند السابع!!