كمران ..هل تصبح جزيرة للأشباح؟
وليد علي غالب
< باتت »كمران« مهددة بأن تصبح جزيرة مهجورة نتيجة نزوح أبنائها الجماعي غير المعلن بفعل سوء الخدمات الأساسية والغلاء الفاحش للمواد الاستهلاكية، حيث يعاني سكان الجزيرة الأمرّين في سبيل الحصول على كمية مياه كافية صالحة للشرب والاستخدام،.
وليس حال الكهرباء فيها بأفضل.. فخلال العامين الماضيين فقط هاجر من الجزيرة أكثر من 60 أسرة بحسب مصادر محلية.. وتشير احصاءات سكانية إلى أن آخر تعداد للجزيرة بلغ 2215 نسمة، فيما ذكرت سابقتها من الاحصاءات أن عدد سكانها أكثر من 7 آلاف نسمة.
كل المؤشرات والمعطيات على أرض الواقع هناك تقودنا إلى حقيقة واحدة هي ان الحياة في الجزيرة اصبحت صعبة ولا يطيقها الكثيرون من أبنائها ممن يتحينون الفرص لهجرها واللحاق بمن ساعدهم الحظ على الرحيل.
^ هناك من لايزال يتمسك بالبقاء على أمل ان يتم النهوض بالجزيرة من خلال تحسين الخدمات وإنشاء مشاريع خدمية وكذا لسماعهم عن نوايا بعض المستثمرين إقامة مشاريع سياحية عليها، إلا أنهم لم يظهروا حتى الآن جديتهم في تنفيذها فهي لاتزال في علم الغيب.
مشكلة عمرها قرنان
^ لعل أهم المشاكل في كمران والمعضلة الرئىسية هناك هي قضية المياه، وترجع أصول هذه المشكلة إلى قبل قرنين عندما انشئ الأتراك العثمانيون في العام 1882 محطة تحلية تعمل بالحطب ظلت حتى العام 1914 إلاّ أن الانجليز وبعد مجيئهم قاموا بإعادة صيانتها وتطويرها لتعمل على الفحم الحجري ومن ثم استخدموا مادة »السولار« لتشغيلها إلى أن توقفت عن العمل تماماً 1969م فأتجه الأهالي نحو حفر بئر في وسط الجزيرة يُسمى (بئر الشجرة) إلاَّ أنه نضب في العام 1977م.
الدولة آنذاك أوجدت حلولاً اسعافية بتوفير محطة تحلية لم تعمر أكثر من ست سنوات..
أنبوب الحياة
^ يقول محمد أحمد قاسم الكمراني عضو المجلس المحلي بمحافظة الحديدة عن مديرية كمران بأن كل الجهود الاسعافية لتوفير المياه ذهبت أدراج الرياح بما فيها محطة التحلية التي أحضرتها هيئة الجزر الصغيرة لم تستفد منها الآبار والآن يتم إحضار الماء من الصليف عبر ناقلة الماء لخروج الكثير من محطات التحلية عن الجاهزية بسرعة وذلك لعدم وجود كادر مؤهل وعدم توفر قطع الغيار للمعدات وعدم حضور التحلية الواصلة عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية ان تسلم إدارتها لمؤسسة المياه والصرف الصحي للإشراف عليها ولكن يظل الحل الحلم والنهائي هو ايصال أنبوب الحياة إلى جزيرة كمران.
وضع لم يتغير
^ وتابع عضو المجلس المحلي حديثه: حتى الآن وكمران لم تستفد من وضعها كمديرية مقارنة بالوضع السابق ولا يوجد شيء ملحوظ سوى المبنى الجديد للمديرية الذي لم يكتمل إلى الآن (المجمع الحكومي).
مضيفاً: أما مقومات المديرية من (مياه- كهرباء- صرف صحي- مستشفيات وطرق ومواصلات.. ليست بحالة جيدة فالماء غير متوفر بحيث يلبي احتياجات السكان ويتم توصيله من الصليف على ظهر ناقلات بتكلفة مرتفعة الثمن لايقوى عليها غالبية المواطنين، والكهرباء تعمل بمولدات من الساعة السادسة قبل المغرب إلى الرابعة فجراً.. حيث كان يصرف لتشغيلها ديزل من القوات المسلحة عشرة آلاف لتر ثم انخفض إلى خمسة آلاف لتر لمدة ستة أشهر، ثم ارتفع إلى ثمانية آلاف لتر وخمسة آلاف لتر من المحافظة والمولد الموجود في مركز المديرية قدرته أربعمائة كيلو، فتخيل هذا بالنسبة لمركز المديرية، أما بالنسبة لقريتي مكرم واليمن تعمل الكهرباء من الساعة السادسة حتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل.
أما الصرف الصحي فكان هناك صرف قديم للمديرية ولكنه أُهمل وأندثر لتبقى المديرية بلا صرف صحي.
مستشفى بدون طبيب
^ وعن الجانب الصحي يقول: يوجد مستشفى ومركز صحي لكن بدون كادر مؤهل أو أجهزة، ولايوجد حتى طبيب واحد، وقد تواجدت قبل أسبوع دكتورة نساء وولادة لكن بدون مختبر، أو دكتور آخر إلى جانبها.
رياح الشتاء
^ ويعرج الكمراني إلى مسألة التواصل والنقل فيقول: لاتوجد طرق مرصوفة وإنما معبدة طبيعياً وبالنسبة للانتقال من وإلى الجزيرة يتم بواسطة قوارب صغيرة (فيبرات) وبتكلفة 250 ريالاً للشخص الواحد من كمران وإلى الصليف، إلاَّ أنه أثناء الشتاء وشدة الرياح يصعب الدخول والخروج من وإلى الجزيرة حتى الحالات المرضية لانستطيع اسعافها مما يؤدي إلى الوفاة، أما الاتصالات متوفرة شبكة للمواصلات في مركز المديرية فقط وأتمنى أن تصل إلى بقية القرى.
السفر للتبضع
^ ويشكو الكمراني من ارتفاع قيمة المواد الاستهلاكية حيث يقول: أسعار المواد الغذائية مرتفعة جداً في الجزيرة بسبب تكلفة المواصلات بل وتتفاوت أسعارها من مركز المديرية عن قريتي مكرم واليمن ولايجد المواطنون كل حاجتهم فيها فيضطرون للسفر إلى الحديدة.
ويرى عضو المجلس المحلي بالحديدة ان الجزيرة بحاجة ماسة إلى توصيل أنبوب ماء من منطقة رأس عيسى إلى رأس اليمن لقرب المسافة لحل مشكلة الماء نهائياً وتوصيله إلى المنازل مباشرة حيث تصل قيمة استهلاك المواطن للمياه إلى خمسة آلاف ريال وقد وجه فخامة الرئىس- حفظه الله- بعمل دراسة لأنبوب الماء من رأس عيسى، وهذا يعتبر من أهم احتياجاتنا.
مولدات احتياطية
منوهاً إلى وجود ضرورة لزيادة معدل الديزل المدعوم والمستخدم لتشغيل الكهرباء من أجل إنارة الجزيرة لمدة عشرين ساعة لشدة الحر فيها والاحتياج إلى أربعة وعشرين ألف لتر مع زيادة مولدات احتياطية..
مضيفاً: أيضاً تفتقر الجزيرة إلى كادر طبي مؤهل مع أجهزته الفنية كونه غالباً ما يتم اسعاف الشخص إلى الحديدة.. مما يكلف المواطن خمسة آلاف ريال لنقل المريض.
مطالباً بتوفير عبارة لنقل المواطنين من وإلى الصليف مع بضائعهم لتخفيف التكلفة وأيضاً لحماية أرواحهم أثناء الشتاء لشدة الرياح.
وكذلك إقامة الطرقات التي تصل مركز المدينة بالقرى وإنارة المركز مع القرى.
إلى جانب إقامة أماكن للترفيه عن الأطفال مثل حديقة أطفال.
شكر وأماني
^ ويقول الكمراني أتمنى من المسئولين الاهتمام بجزيرة كمران الاهتمام المباشر وتوفير المياه والكهرباء بصورة دائمة وبما يكفل للمواطن العيش باستقرار في الجزيرة ويوقف النزوح السكاني من الجزيرة بسبب عدم توفر الماء والكهرباء..
محملاً الصحيفة في ختام حديثه أمانة نقل شكره نيابة عن أبناء الجزيرة لمحافظ المحافظة العميد/ محمد صالح شملان والحاج/ عبدالجليل ثابت- رئىس فرع المؤتمر بالمحافظة على تفاعلهما مع قضايا الجزيرة..
والشكر أيضاً للشيخ أحمد صالح العيسي لدعمه الجزيرة بباص لنقل الطلبه وتوفير شبكة كهرباء لقرية المكرم وتقديمه عدداً من المساعدات العينية الأخرى.
البحث عن 3000 لتر ديزل
❊ أبناء كمران بحاجة إلى ثلاثة آلاف لتر ديزل شهرياً حتى ينعموا بساعات إضافية من خدمة الكهرباء التي تعمل فقط من 6 مساءً حتى الرابعة صباحاً فقط نظراً لمحدودية كمية الديزل المتوافرة وهي 13.000 لتر، 5 آلاف توفرها السلطة المحلية بالمحافظة، و8 آلاف من وزارة الدفاع.
أهالي كمران بحاجة إلى كمية إضافية من الديزل لتشغيل الكهرباء.. فمن يتجاوب معهم؟!
»گمران« بحاجة لمساعدة »كمران«
❊ شركة التبغ والكبريت الوطنية تحمل اشهر منتجاتها اسم الجزيرة التي انتقلت شهرتها إلى هذا المنتج الوطني من التبغ.
إلاّ أن جزيرة كمران لاتنال شيئاً مقابل اسمها بالرغم من كثرة الاسهامات المجتمعية والخيرية التي تقدمها شركة التبغ ونرى اثرها الطيب هنا وهناك.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا متى »كمران« تدعم »كمران«؟
|