الإثنين, 14-أبريل-2014
الميثاق نت -  محمد علي عناش -
يدرك الجميع اننا نمر بمرحلة وطنية خطيرة ومصيرية، فإما أن نتجاوزها وننفذ منها إلى وضع أفضل وإلى دولة يمنية موحدة وحديثة ننعم فيها بالأمن والاستقرار والحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية والعيش الكريم أو أن نستمر في تدمير ماتبقى من مقومات الدولة والعودة الى مرحلة اللادولة وتمزيق النسيج الاجتماعي إلى كيانات عصبوية.
وعلى الرغم من ذلك فإنك تقف حائراً أمام تصرفات ومواقف أحزابنا ونخبنا السياسية المتناقضة، التي ترفع شعاراً وتمارس نقيضه، وتجلس الى طاولة الحوار وتوقع على الاتفاقيات ثم تتنصل وتعمل على عرقلة التنفيذ واثارة القلاقل، وتتكلم عن دولة النظام والقانون، لكنها تقف موقفاً سلبياً من الاغتيالات اليومية واستهداف الجنود في معسكراتهم من قبل الارهابيين، وتتكلم بإسهاب عن فساد النظام السابق، لكنها خلال ثلاث سنوات من حكمها لم تبن- جامعة أو مستشفى او سداً مائياً او تنجز طريقاً اسفلتياً، مازالت الى اليوم تفتح مشاريع النظام السابق، وتتغنى بالثورة في إعلامها بمنجزات النظام السابق، في حين تصمت أمام فساد وزير الكهرباء والاعفاءات الضريبية لوزير المالية وتوظيفه للعشرات من اقاربه، وأمام فساد وزير الداخلية السابق واصداره رخص حمل السلاح لأكثر من اربعين ألف مسلح وبشكل حزبي..
نخبنا السياسية تتكلم عن العدالة السياسية، بمقاسات حزبية وشخصانية، وتغض الطرف عن ارواح ودماء ضحايا الاغتيالات التي طالت المئات من ضباط الجيش والامن والقيادات الحزبية والاجتماعية، سُفكت دماؤهم على الطرقات والشوارع العامة، وليس هناك من نخبنا من ينتصر لدمائهم وأرواحهم، ويبتكر لهم قانون عدالة انتقالية، لذا تم التواطؤ بقيدها جميعاً ضد مجهول، بينما دماء المناضل التونسي شكري بلعيد أيقظت شعب تونس ووحدت نخبه واحزابه ونقاباته ومثقفيه، وصححت المسار الثوري، ومن دمه انتصروا لتونس الحرية والثورة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي، بصياغة دستور تونس الجديد وقانون العدالة الانتقالية الجديدة، كما يريد الشعب الممثل بنخبه وقواه الحية، لا كما يريد راشد الغنوشي وحمد بن جاسم وأردوغان، كما يتكلمون عن حقوق الانسان ويدافعون عنها، بشكل مأزوم ووعي الخصومة، لكنهم يصمتون أمام مغالطات وزير حقوق الانسان التي حولت قَتَلَة الى معتقلي ثورة وطالبت بإطلاق سراحهم وتمكنت بمباركتهم من استخراج توجيه بذلك من رئيس الجمهورية.نخبنا يريدون دولة مدنية من مقيل ديوان الشيخ حميد الذي يداومون عليه يومياً، والذي يتحول في كثير من الاحيان الى مكان لإصدار القرارات والتوصيات واجراءات المناقصات خاصة عندما يكون رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة موجوداً في هذا المقيل.
انشغلوا كثيراً بقانون العزل السياسي لرجل سلم السلطة سلمياً وسلم لهم دولة بكاملها، إلاّ أنهم تركوا الحبل على الغارب للفوضويين والمخربين ولغول الفساد الذي صار يبتلع مقدرات البلاد ويدمر الاقتصاد الوطني.
كما انشغلوا بممارسة الكيد السياسي ورفع التقارير المضللة الى مجلس الأمن عن المعرقلين لمخرجات الحوار الوطني باتهام مباشر للنظام السابق ليأتيهم الرد كالصاعقة من مجلس الأمن «ألزموا علي محسن الاحمر باحترام القرارات الرئاسية وتسليم حديقة 21 مارس»..
بالفعل تقف حائراً أمام النخبة اليمنية وتناقضاتها وبؤس مواقفها وتعاطيهاالمأزوم مع القضايا الوطنية المصيرية، إلى الآن لم يرتقوا إلى مستوى المرحلة وطبيعتها وماتفرضه من مصداقية وشعور بالمسؤولية الوطنية،لأن الوطن لديهم ضئيل بضآلة وطنيتهم وانحراف تفكيرهم وتطلعاتهم،التي لاتتعدى حدودهم من المواقع والمناصب التي سيحصلون عليها، وفي نفس الوقت لديهم رهاب اسمه النظام السابق، ويعانون من حالة إدمان التناقض والتضليل والكيد السياسي، الذي يبدعون فيه بشكل كبير، غير أنهم فاشلون وصغار أمام القضايا الراهنة، فيقفون منها موقفاً سلبياً للغاية، يتجاوزون الحقائق إلى الوهم والتلفيق، أو إلى الصمت والهروب من المواجهة وتحمل المسؤولية.. هؤلاء هم نخبنا يتعنترون في خطاباتهم على كل موقف صادق وشجاع لأي مسؤول محسوب على النظام السابق، كالموقف الشجاع لمحافظ إب أحمد الحجري، من باسندوة وحكومته الفاسدة والفاشلة ،إلا أن النخبة التي تعيش حالة رهاب من النظام السابق، تنبري لتدافع عن الفاسدين والفاشلين وتغض الطرف عن كل مايتهدد هذا الوطن من مخاطر ، إنهم يجيدون التلفيق والتضليل والكيد، لذا هم فاشلون مستلبون.. لم يعملوا شيئاً مشرفاً لهذا الوطن والشعب،لأنهم يحفظون نصاً واحداً اسمه النظام السابق!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-37933.htm