الإثنين, 21-أبريل-2014
الميثاق نت -  حاوره/ توفيق عثمان الشرعبي -

قال: إن محافظة لحج هي الأنسب لتكون حاضنة للاستثمارات، وطالب القيادة السياسية بإعلانها عاصمة استثمارية لليمن..
وانتقد بشدة عدم تفاعل الحكومة مع مخرجات الحوار الوطني وتباطؤها في تنفيذ النقاط الإحدى والثلاثين المتعلقة بالقضية الجنوبية وقضية صعدة.. كما نفى اشاعات وجود قاعدة أمريكية في العند..
وقضايا أخرى مهمة تحدث عنها الدكتور قاسم لبوزة رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة لحج في الحوار التالي:

♢ في البدء كيف تقرأ المشهد بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني؟
- بدايةً أشكر صحيفة «الميثاق» على دورها النضالي خصوصاً خلال الأزمة الخانقة التي مر بها الوطن والمؤتمر الشعبي العام.. المشهد السياسي بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني يكتنفه بعض الغموض، أو بالأحرى تطرأ عليه أحداث لا تتناسق مع مخرجات مؤتمر الحوار، ومهما يكن فلا أعتقد أن هذه الاحداث قادرة على عرقلة المخرجات، لأن اليمنيين جميعاً تحملوا الصعاب وحبسوا أنفاسهم حتى ظفروا بهذه المخرجات.
وربما تكون التعقيدات التي طرأت على المشهد قد أثرت على سير التسوية وأخرت خطوات تنفيذ مخرجات الحوار.
♢ برأيك ما الذي يهدد أو يؤثر على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار؟
- عدم تفاعل الحكومة مع الحوار منذ البداية وأثناء الانعقاد وكذلك عدم تفاعلها مع مخرجاته.. إضافة الى تصرفات بعض القوى التي لا تثبت على موقف وتنظر للأمور برؤية ضيقة، ولذا تسعى للتصعيد سياسياً وإعلامياً وعسكرياً، وهذا بالتأكيد لن يخدمها ولن يخدم الوطن.
♢ وماذا عن دور المؤتمر الشعبي في ظل الرؤى القاصرة لبعض القوى كما أشرت أنت؟
- نحن في المؤتمر الشعبي تحملنا منذ البداية جرائم الإقصاء والتهميش والاتهامات ولكننا غلبنا مصلحة الوطن واستطعنا امتصاص كثير من النزق والطيش والاستفزاز والافتراءات خدمة لإنجاح الفترة الانتقالية والخروج باليمن الى بر الأمان.. وما نتمناه من القوى الأخرى أن تعي أنه لا مخرج من الأزمة إلا بتنفيذ مخرجات الحوار.. وأنه لا أحد يستطيع فرض رأيه بالقوة أو التأثير على مخرجات الحوار بالفوضى والابتزاز، كما أنه لا أحد يستطيع إقصاء الآخر مهما كانت الظروف مهيأة له أو تخدم توجهه.
♢ إذاً إلامَ ترجع التصعيد الأخير لحزب الإصلاح سواءً في محافظة عمران أو محافظة إب؟
- هذا التصعيد- أكان بعمد أو بدون عمد- يؤثر على حزب الإصلاح قبل أن يؤثر على مخرجات الحوار الوطني.. ويفترض على كل القوى الوطنية أن تشجب هذه الأعمال وتدين من يقف وراءها وتستنكر استمرارها.
احتكام الاصلاح وأنصار الله للسلاح- وهما مكونان شاركا في الحوار- دليل واضح على نوايا مبيتة مسبقاً، ومحاولة منهما لخلط الأوراق من أجل الوصول الى غايات تخدم مصالحهما السياسية الضيقة.. وأؤكد أنهم خاسرون بأفعالهم هذه قبل غيرهم.
♢ ما الذي يجب على الدولة القيام به إزاء المتغيرات الدولية بخصوص جماعة الاخوان المسلمين باعتبار أن هذه الجماعة تجعل من اليمن موطنها بعد سقوطها في مصر وغيرها؟
- نريد من اخوان اليمن أن ينأوا بأنفسهم وبوطنهم عن الدخول في معمعة لن تجلب سوى الشر، كما عليهم ألاّ يكونوا أداة بيد تنظيم عالمي لا يجلب للشعوب الا الموت وللأوطان الا الدمار والخراب.
نحن شعب معروف بوسطيته واعتداله وحكمته ولا نحتاج أحداً يتحكم بتوجهاتنا أو التزامنا بديننا أو يجرنا الى مربعات لا تخدم بلادنا ولا تخدم الاسلام بشيء.
♢ هل تتوقع أن الاخوان المسلمين في اليمن استوعبوا حجم الخطورة التي تتهدد اليمن جراء مواقفهم المساندة للتنظيم العالمي الذي ينتمون إليه؟
- اعتقد أن الكثير منهم استوعبوا الخطورة وأدركوا المستقبل الذي ينتظرهم إذا هم لم يغيروا من سياستهم ويصلحوا نهجهم ويغيروا مواقفهم.. وهناك جزء منهم لم يستوعبوا وهم الذين لهم مصالح ضيقة خاصة بهم وبتنظيمهم العالمي، وهؤلاء لن يألوا جهداً في تحقيق مصالحهم على حساب حزب الاصلاح.. هؤلاء يريدون تحقيق مصالحهم على حساب الناس العقلانيين من حزب الاصلاح.
♢ برأيك هل الذين لم يستوعبوا من حزب الاصلاح المتغيرات الدولية سيؤثرون على علاقة اليمن بدول الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات؟
- بدون شك خصوصاً وهذه الشخصيات الاخوانية تحتل مراكز مرموقة في اليمن وفي حزب الاصلاح الذي يتحكم بالحكومة.. وبالتأكيد أن أي موقف لهذه الشخصيات سيحسب على الإصلاح وقبل ذلك سيحسب على اليمن باعتبار الخارج ينظر اليهم من منظور أنهم مشاركون فاعلون في رسم السياسة اليمنية.
♢ وما الذي يجب على الدولة القيام به إزاء هذه الشخصيات الاخوانية؟
- يجب على الدولة تغليب المصلحة العليا، والكرة في ملعب الاخ المناضل عبدربه منصور هادي كونه رئيساً توافقياً أجمعت عليه كافة القوى السياسية، وبالتالي يجب عليه ايقاف أية قوى أو شخصيات تريد أو تسعى للإساءة لعلاقة بلادنا بالدول الشقيقة أو الصديقة- إيقافها عند حدها.
ظروف اليمن تتطلب وقوف كل دول العالم الى جانبها حتى تتمكن من الخروج من وضعها المأساوي وتتجاوز كافة التحديات الماثلة أمامها.
مستقبل اليمن مرهون بدعم الاشقاء والاصدقاء ولهذا نطالب الرئيس ألا يسمح لأي كان أن يسيئ لعلاقتنا مع الآخرين خصوصاً جيراننا الذين يمثل أمننا أمناً لهم والعكس.. وقبل ذلك ألا يسمح بتشويه سمعة بلدنا أو ديننا من قبل أتباع التنظيم العالمي للاخوان لأنهم قبل أن يؤثروا على علاقة اليمن بدول الخارج سيكون تأثيرهم في الداخل قد مزق المجتمع وعبث بوحدته وأمنه واستقراره.
♢ قراءتك لدوافع وأهداف الحملة الإعلامية الشرسة التي يشنها حزب الإصلاح الاخواني على الرئيس هادي؟
- يبدو أنها تعتمد قاعدة «الهجوم خير وسيلة للدفاع»، فهم يدركون أن عقلانية الرئيس هادي وسعة صدره وحلمه وصبره قد بلغت مداها وأنها لن تدوم، وقد بدأوا يلاحظون مؤشرات ذلك، وأن المرحلة تفرض عليه القيام بواجبه كما يجب وكما تفرضه المصلحة الوطنية العليا لا كما يريدون هم.. الاخوان أدركوا أن سياسة الضغط والابتزاز والإملاء على الرئيس لم تعد مجدية، وأنه آن الأوان ليضع الرئيس هادي حداً لتلك السياسات خصوصاً وقد بدأ تأثيرها يتجاوز حدود الدولة ويمس أمن واستقرار دول الجوار، ولهذا بدأوا يشنون هذه الحملة التي يقف وراءها قيادات اخوانية معروفة وليس كل قيادات الاصلاح، وللأمانة أعرف قيادات إصلاحية في محافظة لحج على سبيل المثال عقلانية وتدرك جهود الرئيس هادي وتقف الى جانبه وتسانده في جهوده.
♢ في ظل التطورات المتسارعة ضد الاخوان وفي ظل فشلهم الذريع في الحكم.. هل سيكون لذلك انعكاسات على المؤتمر الشعبي العام باعتبارك رئيس فرعه بلحج؟
- الاخوان لم يغرروا سوى بالسذج من المواطنين وخدمتهم الظروف في حين غفلة من التاريخ، ليتصدروا المشهد ويكونوا في المقدمة، ولأن الزعيم علي عبدالله صالح كان أكثر الناس دراية بهم وكيف يفكرون أكد أنهم لن يستطيعوا أن يحكموا لمدة عام، وصدقت رؤيته وتحققت قراءته.. وبالنسبة للمؤتمر الشعبي العام فقد استمر بحصاد أخطائهم التي زادت من شعبيته وعمقت ثقة الجماهير به والتفافها حوله.. حقيقةً المؤتمر بقياداته وبخبرته وتاريخه وبوطنيته أدار الأمور بحكمة وبروية واستفاد من تهافت خصومه على السلطة وطيشهم في تحملهم للمسؤولية، إضافة الى أن أبناء الشعب شبوا عن الطوق وأصبحوا يدركون من يعمل للوطن ومن ينخر فيه، زد على ذلك أن رعاة المبادرة الخليجية كانوا يدركون أن المؤتمر الشعبي العام هو عامل توازن لأمن واستقرار اليمن وهو الآن محط رهان الداخل والخارج في إنقاذ اليمن وقيادة مشروع التغيير بعد أن انكشف الوجه الحقيقي للاخوان.. واعتقد أن قادم الأيام سيكشف عن تحالفات جديدة مع المؤتمر والتفاف منقطع النظير من قبل القوى الوطنية حوله والدفع به لقيادة المرحلة.. وسيتضح عما قريب أن المؤتمر أصبح رقماً صعباً أكبر مما كان عليه وهو حاكم.
♢ هناك أحاديث متداولة على الساحة تأكد بعضها على لسان قيادات مؤتمرية.. تلك الأحاديث تشير الى وجود مساعٍ من قبل المتساقطين وقيادات اخوانية تتودد لإقامة تحالف مع المؤتمر من جديد.. فهل تأتي هذه المساعي ضمن ما أشرت اليه من تحالفات قادمة.. وهل تتوقع أن يكون المؤتمر طوق نجاة لهم؟
- المؤتمر كان منذ بداية الأزمة المفتعلة 2011م هو طوق النجاة لليمن - أرضاً وإنساناً- ولولا المبادرة التي قاد مشروعها الزعيم علي عبدالله صالح ومعه قيادات الدول الخليجية وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكانت اليمن انزلقت الى حرب أهلية سيكون لها بداية ولا يعلم بنهايتها الا الله سبحانه وتعالى.
كما أن المؤتمر كان طوق نجاة لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية بتمسكه بنهج الديمقراطية لنقل السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع.
وبالتالي سيظل المؤتمر طوق نجاة لكل مشروع سياسي يخدم الوطن ولكل قوى تغلب المصلحة العليا للوطن والشعب على ما سواها من مصالح..
نهج المؤتمر لا يقوم على الثارات السياسية أو الأحقاد الشخصية أو المصالح الحزبية ولهذا سيظل يمد يديه لكل من يتبنى أو يقود مشروعاً وطنياً.. وسيظل يعمل في العلن مع كل القوى المخلصة والشريفة لبناء يمن جديد.. ولا يمكن له أن يكون ملاذ آمناً للقتلة و الارهابيين أو أصحاب المشاريع التفكيكية أو الأفكار الظلامية.
♢ لو انتقلنا معك إلى الوضع التنظيمي للمؤتمر في لحج؟
- دعني أعرج على وضع المؤتمر الشعبي إجمالاً .. بالقول إن على المؤتمر أن يجدد نفسه ويتخذ أساليب جديدة.. نحن مع الاستقلالية التامة والابتعاد عن المركزية الشديدة في الجوانب التنظيمية والسياسية.
للأسف الشديد ورغم الجهود الجبارة التي تُبذل من قبل القيادة العليا للمؤتمر لمواجهة الأوضاع السياسية الكبيرة إلا أن علاقة القيادة بالفروع لاتزال تحت المركزية الشديدة، فهم يريدون أن يفكروا بدلاً عنا ويعملوا بدلاً عنا من غير أن يعطوا فرصة للفروع أن تبدع.. وترك كل فرع يعمل على ضوء ما هو موجود ومستجد عنده في الميدان..
لم نعد ذلك الحزب الحاكم الذي كل السلطات في يده.. نحن الآن نعمل في الميدان مع قوى سياسية أخرى نشطة وتعمل ليل نهار وتستغل كل فرصة لصالحها، كما أن المتغيرات تحصل بين ساعة وأخرى في ظل وضع إعلامي متسارع ودقيق.
حقيقةً الفروع يجب أن تعطى استقلالية تامة للعمل بروح المسؤولية ووفقاً للظروف الماثلة أمام كل فرع، فما يحدث في المهرة لا يحدث في لحج، وما تعانيه الضالع لا يوجد في الجوف.. و.. فلكل محافظة مشاكلها وهمومها وخصوصيتها، ولكل فرع مشاكله الخاصة، فالنشاط الذي يواجهه فرع أمانة العاصمة ربما يكون مواجهة الإصلاح، ولكن فرع لحج يواجه الحراك المسلح وتنظيم القاعدة و.. و.. الخ.
نحن مع المرونة في العمل التنظيمي والبدء بوضع هياكل تنظيمية جديدة تتواكب مع اليمن الاتحادي، ولا نجعل نشاطنا موسمياً أي عندما يكون هناك استحقاقات فقط، يجب أن تكون المواسم حصاداً لنشاط تنظيمي مسبق على مستوى كل مركز، خصوصاً وأن الانتخابات القادمة ستكون على ضوء القائمة النسبية وليس على ضوء شخصيات وهذا يتطلب منا التفكير ملياً ووضع خطط مرنة ونثق بأن قيادتنا ستستوعب كل هذه الأمور وستتيح للفروع العمل باستقلالية تامة ووضع المركز للاشراف على عمل الفروع وليس بديلاً عنها.
♢ يقال إنكم في قيادة الفروع تتعاملون بنفس المركزية مع فروع الدوائر والمديريات؟
- عندما نتكلم هكذا يُفترض أن ننفذ هذا على أنفسنا قبل أن نطلبه من الآخرين، نحن في لحج نواجه وضعاً صعباً، فخلال الفترة السابقة اشتغلنا في ظروف صعبة لم نكن نواجه عملاً سياسياً وإنما عملاً مسلحاً، أغلب مقرات فروعنا أحرقت وتم الاعتداء عليها ووصل الأمر الى حد أنه يصعب الحصول على من يؤجرك مقراً، كانت الظروف معقدة أمامنا، فلو خرجت مسيرة ومرت في شارع يتواجد فيه مقر للمؤتمر يحاولون الاعتداء عليه، وتجاوزنا هذه الظروف بالعمل المتكامل.
♢ هل كان هناك تواطؤ أمني إزاء ذلك؟
- الأجهزة الأمنية ليست قادرة على حماية مقراتها ومواقعها فكيف لها أن تحمي مقرات الأحزاب.
♢ لماذا كان التركيز على مقرات المؤتمر ومن يقف وراء ذلك؟
- كان هناك تحريض من بعض القوى على المؤتمر.. كما أن وضع المؤتمر كحزب حاكم يجعل من السهل تحميله كل الأخطاء حتى لو كانت القوى الأخرى هي من تقوم بها.
♢ كيف تقيّم الوضع الذي تشهده محافظة لحج حالياً؟
- الوضع في لحج ليس بعيداً عن الوضع العام الذي تشهده البلاد.. وبكل تأكيد أن لكل محافظة خصوصيات، يعني الوضع بدأ يتحسن في لحج وهو الى الأفضل .. الناس بدأت تفهم وتدرك الفبركات والمغالطات والمزايدات التي كانت تبثها بعض القوى.. المواطنون بدأوا يملون أساليب العنف والسلاح ولغة الأحقاد والكراهية، حتى الاخوة في الحراك بدأوا يستوعبون أهمية السلمية في نشاطهم.
♢ وماذا عن جهود قيادة السلطة المحلية بالمحافظة؟
- بصراحة المحافظ أحمد المجيدي لعب دوراً كبيراً في مواجهة القوى الخارجة عن القانون والقوى المتشددة من تنظيم القاعدة، ونستطيع القول بأن عمله في الجانب الأمني ممتاز، ولكن في الجانب التنموي لم يكن بيده انتشال الوضع الضعيف، وتتحمل السبب الحكومة، فبعد 2011م لم تشهد محافظة لحج أية مشاريع تنموية.. كان يجب أن يرافق الجهد الأمني جهد تنموي.
♢ يعني لم يكن هناك أي دور للحكومة في محافظة لحج؟
- ولا في المحافظات الاخرى.. هذه حكومة صراعات وليس خدمات.. كان يفترض على رئيس الجمهورية المناضل عبدربه منصور هادي أن يستبدلها بحكومة كفاءات بعيداً عن التقاسمات والمحاصصة، فمن الصعب جداً تنفيذ مخرجات الحوار في ظل إدارة هذه الحكومة لأمور البلاد.
♢ ماذا عن لحج في لجان الأراضي والمبعدين؟
- اللجان لاتزال تعمل في تجميع الملفات ولم تبدأ بإجراءات تنفيذية حتى الآن.. القضية كبيرة وتحتاج لسنوات والناس متفاعلون مع اللجان واعتقد حتى لو كانت قد انهت عملها الميداني فمن الصعب التنفيذ في ظل اللادولة التي تعيشها البلاد.
♢ يتردد أن هناك قاعدة أمريكية في العند.. ما صحة ذلك؟
- هذا إذا كنا نعيش في كوكب آخر وليس في لحج من وجهة نظر من يقول ذلك وربما وراء هذه الشائعات أهداف سياسية.. وخلاصة القول لا توجد قاعدة أمريكية في العند إطلاقاً ولا في غير العند.
♢ ما الذي تحتاجه لحج كأولويات؟
- تحتاج إلى إعادة هيبة الدولة وإيجاد أمن قوي يفرض الأمن في المحافظة بشكل تام.. كما أنه لابد من مشاريع تنموية في مجال الكهرباء والمياه والطرقات بصورة سريعة ومعالجة أوضاع البطالة..
لحج محافظة واعدة بالاستثمارات لتوافر المساحات فيها، لذلك ومثلما عدن عاصمة اقتصادية وتعز ثقافية وإب سياحية نتمنى أن تكون لحج عاصمة استثمارية لليمن.
♢ القضية الجنوبية مفتاح حل لكافة القضايا الشائكة في البلاد.. فهل لاتزال هذه القضية تتصدر المشهد في المحافظات الجنوبية أم أن هناك استراحة محارب في الشارع؟
- هي تصدرت المشهد في السابق ولاتزال تتصدر المشهد، ولم تعد قضية حقوقية فقط وإنما قضية سياسية ويفترض على كل المزايدين ترك مزايداتهم، ففي المحافظات الجنوبية وحدويون أكثر من غيرهم في أية منطقة أخرى.. وليس كل من طرح رؤية أو قدم مقترحاً يطلق عليه انفصالياً، القضية تحتاج الى إجراءات عملية على الواقع لإعادة الثقة بين أبناء المحافظات الجنوبية والدولة.. المواطنون بحاجة الى أمن واستقرار، يريدون اشعارهم بأنهم مشاركون في بناء دولة عادلة..
وبدون ذلك ستظل القضية قائمة، وإذا كان الظرف الدولي الراهن ساعدنا على أن نكون أكثر توحداً ولم نستغل ذلك في حل القضية، فقد يأتي ظرف دولي آخر يحاول أن يمزق اليمن، حينها سنندم على ما فرطنا فيه سابقاً.
♢ أشرت الى ضرورة البدء باتخاذ إجراءات على الواقع لحل القضية بشكل عاجل وألا نظل ننتظر تنفيذ مخرجات الحوار .. ما الاجراءات التي يجب البدء بها؟
- مخرجات الحوار تناولت حل القضية الجنوبية بشكل عام وعلى المدى المستقبلي الذي يخضع لتزمين معين يساير بناء الدولة المدنية الحديثة، أما الإجراءات فهي آنية لتعزيز الثقة لدى المواطن واشعاره بأهمية مخرجات الحوار لحل القضية، ومن هذه الإجراءات تنفيذ النقاط العشرين التي كان يفترض تنفيذها قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، لأنها عندما وضعت من قبل اللجنة الفنية كان الغرض منها التهيئة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني، بعد ذلك تم إضافة إحدى عشرة نقطة لتصبح إحدى وثلاثين نقطة شملت قضيتي صعدة والجنوبية..
هذه النقاط يفترض البت فيها، لكن الى الآن لم يُعَدْ شخصٌ إلى عمله.. ولم يتم تسوية مرتبات الموظفين الذين رفعت أسماؤهم لغرض الترفيع، حتى الذين صدرت بهم قرارات لم يتم ترفيعهم بحجة عدم وجود الميزانية وبحجج غير منطقية وغير مقبولة.. لا ندري كيف تتوافر ميزانيات لتجنيد مئات الآلاف وتنعدم عندما يتعلق الأمر بحل القضية الجنوبية.
الشيء الغريب أننا نسمع من يطبل ويستعجل البدء في تأسيس وتدشين الأقاليم حتى قبل صياغة الدستور أو الاستفتاء عليه.
مخرجات الحوار واضحة، فما هو دستوري يذهب الى الدستور وما هو قانوني يدرج في القوانين وما هو إجراءات يجب البدء بتنفيذها على الواقع ومنها هذه النقاط المتعلقة بالقضية الجنوبية وقضية صعدة.
♢ الرئيس وجه الحكومة بتنفيذ النقاط أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني؟
- فعلاً وجه الحكومة، والجميع يدرك فشل هذه الحكومة في كل شيء.. ها هي متمردة على توجيهات الرئيس ولا ندري من سيحاسبها على ذلك.. وأكرر القول: يفترض على رئيس الجمهورية تشكيل حكومة جديدة من الكفاءات لنضمن أننا عازمون فعلاً على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
♢ يقال إن هذه الحكومة ستستمر حتى تمرير جرعة سعرية جديدة؟
- ربنا يلطف على الشعب من جرع صخر الوجيه.
♢ كنتَ عضواً في فريق الجيش والأمن في مؤتمر الحوار الوطني.. برأيك لماذا يركز الارهابيون على المؤسسة العسكرية في عملياتهم الإرهابية وأعمالهم الاجرامية؟
- هذه المؤسسة في كل البلدان هي صمام أمان للسيادة وللنظام وللجمهورية وبالتالي هي هدف رئيسي لكل من يريد تقويض أمن واستقرار أي بلد..
والمؤسسة العسكرية في بلادنا مؤسسة وطنية لها تاريخها وبطولاتها وقدراتها في إفشال المخططات التآمرية والانقلابية والتمزيقية، ولهذا ومع بداية الأزمة والانقسام الذي حصل في هذه المؤسسة وكذلك مع البدء بالهيكلة استغل الأعداء الظرف الذي تمر به المؤسسة العسكرية وكثفوا من استهدافها بغرض إضعافها.. وقناعتي كرجل عسكري أنه مهما قتل الأعداء من ضباطها وجنودها ونفذوا عمليات ارهابية في بنيتها التحتية فإن هذه المؤسسة قادرة على تجاوز ذلك واستعادة هيبتها وقوتها، ولعل موقفها البطولي في المنطقة الرابعة في محافظة عدن وصدها للهجوم الارهابي الذي استهدف قبل أسابيع مقرها في التواهي.. هذا الموقف البطولي أؤكد أنه بداية حقيقية لوضع حدٍ لتجار الموت وأعداء الجيش، ولن يتجرأ الارهابيون على الإقدام على مثل هذه المغامرات الانتحارية التي لن تجد إلا الردع العنيف من قبل قواتنا المسلحة العظيمة القادرة على إفشال كل المخططات التي تستهدف الوطن ومؤسساته.
♢ كلمة أخيرة؟
- أتمنى من كل القوى السياسية أن تترفع وتضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة.. وعلى كل القيادات العليا في الدولة والأحزاب التي تمارس سياسات الانتقام والمكايدات أن تتخلى عن هذه السياسات من أجل اليمن لأن من الصعب أن يقصي طرف طرفاً آخر.. فاليمن للجميع.
كما أتمنى من كل قيادات الأحزاب في محافظة لحج أن تستمر في علاقتها التشاركية والوقوف الى جانب قيادة المحافظة من أجل أمن واستقرار أبناء المحافظة وحفاظاً على الدور الذي قدمه المناضلون من أبناء لحج في انتصار الثورة «سبتمبر واكتوبر» والحفاظ على الوحدة اليمنية المباركة.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 02:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38052.htm