عبدالفتاح علي البنوس -
* تُضحكني كثيراً تلكم المؤتمرات الصحفية التي يعقدها الناطق الرسمي باسم حكومة الوفاق راجح بادي، والتي تنصَبُّ في جانب تلميع الحكومة وتحسين صورتها "القبيحة" باستخدام مختلف مساحيق التجميل ذات الماركة "الإصلاحية" المُسَجَّلة التي يتقنها "بادي"،
ورغم كل هذه التحسينات وما يترتب عليها من خسائر مادية إلا أن "القُبح" لا يزال هو الطاغي على صورة الحكومة؛ ولذا فلا غرابة أن تكون البيانات الصادرة عن هذه الحكومة مشبعة بالقبح والإسفاف لأن "كل إناء بما فيه ينضح".
* حكومة فاشلة بكل المقاييس، فاشلة سياسياً، فاشلة اقتصادياً، فاشلة أمنياً، فاشلة خدمياً وتنموياً، فاشلة مالياً، فاشلة حتى أخلاقياً، الفشل هو ما قدمته للشعب اليمني الذي ظن بها خيراً فاستحق اجترار الإثم، حكومة "رفع الضغط" و"فُوَّار المِش" و"حريق الدم" و"وجع الرأس"، رئيسها في وادٍ ووزراؤها في أودية أخرى، رئيسها قاطع الحوار، وأصاب أبناء الشعب بالدوار نتيجة مواقفه "السخيفة" وقراراته "الخاطئة" وسياسته الرعناء، يعمل ضد الشعب، ولا يبالي في إهدار مصالح هذا الشعب والعبث بمقدراته من أجل الحفاظ على مصالح "حميد" الذي يقود الحكومة ويُسَيّرها وفق توجهاته وتنفيذاً لأوامره التي تصب في خدمة مصالحه والقوى المتحالفة معه، يبكي باسندوة أمام الشعب متناسياً أن الشعب ملّ البكاء جرّاء كثرة الأحزان والمنغصات والأزمات، وكان يعول عليه أن يكون وحكومته سبباً في إعادة رسم الابتسامة على محيا كل فرد من أفراده.
* الشعب لا يريد البكاء من باسندوة، ولكن يبدو أنه ما باليد حيلة، فالأخير لا يُجيد غير البكاء للتعبير عن خيبته وفشله وعجزه؛ لذا لا غرابة أن يزداد كره وسخط السواد الأعظم من أبناء الشعب على باسندوة كلما ظهر باكياً، اليوم تحوّل باسندوة إلى أزمة للشعب لأنه لا يعمل لمصلحة الشعب، ولأنه لا يمتلك القدرة على مخالفة ما يُطلَب منه، لقد رسخ الفرقة والانقسام داخل الحكومة، وقضى على ما يسمى الوفاق، وقتل عمداً وإصراراً التوافق من أجل شموس الإصلاح وعيون حميد وابتسامة الجنرال، وفوق كل ذلك يدّعي أنه بلا صلاحيات ويغادر البلاد بتلكم الحجة الواهية تنفيذاً لأوامر شيخه "حميد"، وكل ذلك لأن الرئيس هادي رفض إقالة المحافظ الحجري ورفض الزج بالجيش في حروب وصراعات سياسية انتصاراً لمشاريع الفتوحات الإصلاحية واستعادة الكرامة المشبعة باللون "الأحمر" التي تمرغت لأكثر من مرة وعلى أكثر من جبهة في الوحل.
* أشفق كثيراً على "راجح بادي" خاصةً والإصلاحيين عامةً وهم يحاولون إظهار الحكومة بأنها "صانعة الإنجازات" وتصوير باسندوة على أنه "الرجل الوطواط" أو "بات مان" إلى الدرجة التي تجعلهم يتمسكون بها ويرفضون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ذات الصلة بتشكيل حكومة شراكة وطنية تضم كافة القوى والمكونات التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني، ويدفعون باسندوة إلى مهاجمة هذه القوى والتشكيك في وطنيتها ويدعو صراحةً إلى مقاطعتها وحرمانها من حق المشاركة في صياغة مبادئ اليمن الجديد ورسم ملامحه، مستغلاً موقعه الرسمي، ولا أعلم كيف يبرر الإصلاح وبقية "شلة حَسَب الله" دفاعهم عن باسندوة وحكومته الكسيحة؟! بأي منطق يتحدثون وعلى أي شيء يراهنون؟! إنهم يراهنون على الفشل وهو رهان نتيجته محسومة سلفاً، فالرهان على حكومة باسندوة رهان على الفشل، وسيكون المآل لهم وللحكومة الفشل الذريع والسقوط المدوي أمام الشعب اليمني الذي صبر عليهم وتحملهم كثيراً.
* أيها المراهنون على الفشل، اتقوا الله في شعبكم ووطنكم، تجردوا من الولاءات والمصالح الحزبية والشخصية الضيقة، أين عقولكم؟! أين ضمائركم؟!! وأين وطنيتكم التي تتغنون بها؟! إلى هنا ويكفي رهانكم على الفشل والفاشلين، المرحلة في غاية التعقيد وهي تتطلب الدخول في شراكة وطنية فعلية من أجل العبور بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان.
* لا تجعلوا السلطة ومغرياتها وملذاتها تعمي أبصاركم وتسلب منكم عقولكم وتجردكم من مشاعركم وأحاسيسكم، لا تكرروا أخطاء "إخوان مصر" فالعاقبة ستكون وخيمة ولن تجدوا من يتعاطف معكم غير أنفسكم، ولا جدوى من ذلك.
* ألا يكفي "سرقتم الثورة" و"تاجرتم بالشباب" وبسطتم على الحكومة ودمرتم الجيش وأحلتم الوطن إلى كومة من خراب، وجرعتم الشعب صنوف العذاب؟!
* دعوا البلاد تنهض وتستعيد عافيتها من جديد، اتركوا الشعب يعيش في أمن واستقرار وطمأنينة وازدهار، تصالحوا مع أنفسكم ليشفع لكم ذلك أمام الشعب، لم يعد هناك من فاعلية لمساحيق التجميل لإخفاء قبح الحكومة والتغطية على فشلها، فالعالم أجمع على ذلك وأنتم لوحدكم مَنْ تغردون خارج السرب، برهانكم على الفشل أيها الحمقى؟!
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
[email protected]