الإثنين, 28-أبريل-2014
الميثاق نت -   عبدالفتاح علي البنوس -
* في علم المنطق المقدمات تدل على النتائج، فكلما كانت المقدمات إيجابية، فإن النتائج قطعاً ستكون إيجابية، وانطلاقاً من هذه القاعدة المهمة من قواعد القياس المنطقي فإن المتابع للخطوات التي قام بها وزير الداخلية الجديد اللواء عبده حسين الترب والتوجهات المستقبلية التي أعلن عن تنفيذها عقب توليه مهام قيادة الوزارة يلحظ أنها خطوات إيجابية مبشرة بخير بإذن الله، ونتطلع قياساً على هذه المقدمات إلى أن تكون النتائج مثمرة رغم أننا نعرف صعوبة وتعقيد الأوضاع الأمنية والمعوقات والعراقيل التي تحول دون تحقيق الأمن والاستقرار في ظل الظروف الراهنة، إلا أن حماس الوزير الترب ونشاطه ووقوفه على الأوضاع الأمنية في المحافظات على أرض الواقع يجعلنا نتفاءل بأن استمراره على هذه الوتيرة وتركيزه في عمله على الأداء الأمني الذي يعتمد على الكفاءة والمسؤولية والحرص على المصلحة الوطنية سيجعل منه محط تقدير واحترام كافة أبناء الشعب على اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم السياسية والحزبية.
* الخطوات التي قام بها الوزير الترب صححت الكثير من الممارسات السلبية التي قام بها سلفه عبدالقادر قحطان الذي تعامل مع وزارة الداخلية باعتبارها وزارة إخوانية بامتياز وظيفتها القيام بدعم وإسناد برامج ومخططات وأهداف الإخوان على حساب المهام الوطنية الموكلة إليها، وأعتقد جازماً أن قرب الوزير الترب من العمل الأمني والمسؤوليات الأمنية قبل توليه الوزارة سيساعده كثيراً في قيادة الوزارة بحنكة واقتدار وتحقيق نتائج إيجابية وخصوصاً إذا ما تكاتفت الجهود وعمل الجميع على تهيئة كافة الأجواء لقيامه بتنفيذ المهام الأمنية المسندة إليه على الوجه المطلوب، فاليد الواحدة لا تصفق ومهما كانت طموحات وتطلعات وخبرات الوزير الترب فإنه بمفرده لن يحقق شيئاً ملموساً فالأمر يتطلب شراكة وطنية للقوى السياسية والمكونات الفاعلة في المجتمع وكافة أبناء الوطن للوصول إلى النجاح الأمني المنشود وإنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني القائم.
* الوزير الترب زار العديد من المحافظات للوقوف على الأوضاع الأمنية فيها وشاهدنا جميعاً الاستعدادات المسبقة من قبل القيادات الأمنية في تلكم المحافظات لاستقبال الوزير، حيث هجر البعض منهم منازلهم والتي كانوا يمارسون مهامهم الأمنية منها وعكفوا على القيام ببعض الإجراءات التجميلية لتحسين صورتهم أمام الوزير، هناك أقسام شرطة لم تعرف النظافة منذ أشهر وفجأة وبقدرة قادر تم تنظيفها وإعادة ترميم أثاثها وتحولت بعض سجون أقسام الشرطة إلى متنزهات بعد أن ظلت أشبه بأسطبلات البهائم لدرجة أن الكثير من المواطنين تمنوا أن يكونوا سجناء بعد أن شاهدوا التغييرات التي طرأت عليها، معدات وآليات تواجدت بعد أن كانت غائبة طيلة الفترة الماضية وبتواجدها تواجد أيضاً العديد من أفراد الأمن المنقطعين عن العمل في إدارات الأمن وأقسام الشرطة خوفاً من الوزير الترب، تم الإفراج عن بعض السجناء المعتقلين في أقسام الشرطة تعسفاً من أجل "حق ابن هادي" أو تنفيذاً لأوامر "المشائخ"، انضباط مروري غير مسبوق، وكله من أجل سواد عيون الوزير والذي أنا على ثقة مطلقة بأنه على علم تام بالأوضاع الأمنية في تلكم المحافظات، ولن تخدعه تلكم التحسينات الآنية، وستشهد المرحلة الراهنة سلسلة تغييرات مهمة من شأنها الدفع بالأوضاع الأمنية نحو الاستقرار والحد من الجريمة.
* المطلوب اليوم من الوزير الترب العمل على إعادة تموضع الدوريات والنقاط الأمنية داخل العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات وعلى امتداد الطرق الحيوية ومنح كافة العاملين فيها كامل الصلاحيات في مواجهة قوى الإجرام والعناصر الخارجة على النظام والقانون والعمل على تكثيف الدوريات وتزويد إدارات الأمن وأقسام الشرطة والدوريات والنقاط الأمنية بالمعدات اللازمة الكفيلة بالقيام بالمهام الموكلة إليها؛ لضمان اليقظة الأمنية والتي من شأنها الحد من الجرائم والاختلالات الأمنية، والعمل على سرعة تنفيذ الأحكام الشرعية في حق المجرمين والقتلة وقطاع الطرق، وذلك بالتنسيق مع السلطات القضائية المختصة بصورة مستعجلة، وإنهاء كافة أساليب الاستغلال والابتزاز التي يمارسها بعض أفراد الأمن في حق المواطنين، ومن ذلك "الرسّامة وأجرة العسكر وتكاليف الطقم وحق شاوش الحبس وحق القات" وغيرها من الحقوق التي فرضها البعض على المواطنين بالقوة، نريد تأمين الطرقات وإعادة ثقة المواطن في رجال الأمن وترجمة شعار "الشرطة في خدمة الشعب" على أرض الواقع.
* نريد أن يضع حداً لسلسلة جرائم الاعتداءات الممنهجة التي تستهدف خيرة أبناء اليمن من المدنيين والعسكريين وخصوصاً تلك التي تحدث وسط أمانة العاصمة وعلى مقربة من نقاط الجيش ودوريات الأمن دون أن يتم التعرف على هوية المتورطين فيها، المواطن يريد أن يأمن على نفسه وأولاده وممتلكاته، وهي مهام ومسؤوليات منوطة بوزير الداخلية في المقام الأول وعلى مستوى إنجاز ذلك يُقَيَّم فشل أو نجاح الوزير، فالمواطن الذي يتعرض للتقطع على الطريق العام ويتعرض للنهب والسلب وأحياناً للقتل لا يهمه موضوع إخضاع الوظائف داخل الوزارة للمفاضلة، حيث يرى في ذلك حدثاً طبيعياً يخص قيادة الوزارة، بل هناك من يعتبر ذلك إجراءات شكلية وغير ذات جدوى، ويرى هذا المواطن أن تأمين الطرق وضبط عصابات النهب والتقطع أهم وأجدى نفعاً وأكثر ضرورةً بالنسبة له، بمعنى أن المواطن لا يحتاج إلى مظاهر وشكليات أمنية تقوم بها وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها، وإنما هو بحاجة إلى أمن يحفظ عليه حاله وماله وأسرته وحياته ويكفل الأمن والاستقرار لمجتمعه ووطنه، المواطن بحاجة إلى هيبة الدولة التي يجسدها الأمن، المواطن يريد الأمن أفعالاً لا أقوالاً.
* صحيح الحمل ثقيل على الوزير الترب، ولكنني أجدد التأكيد أنه يمتلك القدرة على النجاح ما دام يعمل من أجل الوطن، لا من أجل الحزب أو التنظيم أو لمصلحة "زعطان أو فلتان"، وأعتقد أنها فرصة تاريخية حصل عليها لإثبات ذاته وإصلاح ما أفسده قحطان وتسجيل اسمه بحروف من ذهب في سجل الخالدين في تاريخ اليمن الحديث.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38161.htm