محمد علي عناش -
< يصر إعلام حزب الاصلاح على ألا يتعاطى مع القضايا والمشاكل الوطنية، بمهنية وأخلاقية ووفقاً للحقائق والمعطيات الواقعية، وفي مقدمة هذه القضايا فشل وفساد حكومة الوفاق الوطني، كما يصر على ان يواصل مشوار التضليل وقلب الحقائق وامتهان عقول الناس، وتمييع القضايا، واختلاق الازمات تلو الأزمات كي يستمر الوضع في مسار منحرف وهو مسار تنفيذ أهداف الاصلاح في الاستيلاء على السلطة وكيفما كانت النتائج..
في البداية ظل المشترك وبالذات الاصلاح وإعلامه الذي أدمن الكذب والتضليل يتهم النظام السابق بأنه وراء فشل الحكومة، وانه وراء كل مايحصل في البلاد من مشاكل وأحداث وعندما لم تنفع هذه الاتهامات التي أصبحت غير مقبولة وغير مستساغة من قبل الغالبية العظمى من ابناء الشعب، خاصة مع انكشاف الكثير من الحقائق عن تورط الكثير من عناصر الاصلاح في قضايا فساد وقضايا تخريب وتقطع وصفقات مشبوهة وتواطؤ أمني في حوادث الاغتيالات والاختطافات ابتكر اليوم نغمة جديدة كي يختلق الاعذار والمبررات لهذه الحكومة الفاشلة التي نكب الوطن والشعب بها، بإرجاع كل فشلها وفسادها الى تراكمات النظام السابق طوال 33 سنة، وهي كلمة مطاطية تهدف لتزييف الوعي بحقائق المرحلة والى مداعبة بعض العقول القاصرة وجرها الى حظيرة الخطاب الموحد في التضليل والبعد عن الحقيقة.
وأمام هذا النهج التضليلي الذي يمارسه الاصلاح وبعض قيادات المشترك الذي ينحرف بنا عن رؤية الواقع ويعيق تفكيرنا عن التمييز بين حقائق المرحلة وحقائق الماضي، يصبح وزير المالية صخر الوجيه معذوراً عندما يقوم بإعفاء شركة سبأ فون التابعة للشيخ حميد الاحمر من تسديد ماعليها من ضرائب أرباح تجارية وضرائب مبيعات لعامين متتاليين 2012 - 2013م والتي تبلغ أكثر من 14 مليار ريال لان ذلك تراكمات من النظام السابق، ويصبح مزوراً عندما يقوم بتوظيف اكثر من (45) شخصاً من اقاربه وجماعته لان ذلك تراكمات من النظام السابق، ولايجب مساءلة وزير الكهرباء صالح سميع فيما يتعلق بفساد مناقصات شراء الطاقة، حتى الانفلات الامني والاغتيالات اليومية لاتتحملها الحكومة لانها تراكمات، كما انها معذورة عندما تقوم بتجميد المشاريع الاستراتيجية وتوقيف التوظيف وعدم القبض على مخربي الكهرباء ومفجري انابيب النفط والغاز، لدى اعلام الاصلاح مبررات لكن ذلك تحت بند تراكمات النظام السابق.
نحن لانتكلم عن النظام السابق كنظام ملائكي مبرأ من الاخطاء والسلبيات فليس هناك في العالم نظام مثالي خالٍ من الاخطاء والانحرافات الا في مخيلة الشعراء والفلاسفة والمنظّرين والطوباويين، لكننا ندافع عن الحقيقة، عندما يصل خطاب التضليل والتلفيق الى هذا المستوى من الرخص والامتهان والانحراف بالوعي عن رؤية الواقع كما هو..
المشترك بقيادة الاصلاح يتعامل مع القضايا الوطنية باستخفاف ويتعاطى مع الحقائق بمنتهى التناقض وبوعي انتهازي تلفيقي، فهو يبحث دائماً عن كبش فداء سواءً وهو في المعارضة او هو حاكماً، يريد ان يواري فضائحه التي انتجها في هذه المرحلة بترحيلها على النظام السابق، كتراكمات واعباء متوارثة وهو نوع من المكر والتلفيق السياسي السييء، كي يعطوا لمساوئهم مبررات واعذاراً، وفي نفس الوقت تبقى الصورة المشوهة عن النظام السابق مرسومة في ذهنية الكثرين ممن يحملون وعياً قاصراً في قرارة الواقع كما هو، بينما التراكمات الحقيقية التي تحملنا أعباءها من النظام السابق لايتكلم عنها اعلام المشترك حتى لايقال ان الاصلاح كان حاكماً ومكوناً رئيسياً في النظام السابق، وحتى لاتنكشف سوء نواياهم وحقيقة التغيير والمبادئ الوطنية لديهم، عندما يقومون بتوظيف اخطاء المرحلة السابقة واستغلالها لصالحهم بشكل سافر وبمنتهى التناقض بين اقوالهم وافعالهم، وأهم هذه التراكمات التي لايتكلم عنها المشترك ان معسكرات الفرقة كانت تضم عشرات الآلاف من المجندين الوهميين والفارين، وكانت مرتباتهم تنهب الى جيب قائد الفرقة علي محسن الاحمر، الذي وقف في فترة سابقة عائقاً امام حركة الاصلاحات التي تبناها العميد احمد علي عبدالله صالح داخل المؤسسة العسكرية وهو ايضاً الذي مانع وبشدة تطبيق نظام البصمة على معسكراته، ومع بداية ازمة 2011م نزل علي محسن الى الساحة هرباً من المسئولية وليطوي تاريخاً من فساده وعبثه في المؤسسة العسكرية بفساد وعبث جديد اكثر انتهازية وكارثية بإحلال واستبدال هؤلاء الجنود الوهميين والفارين من كوادر الاصلاح مع اعطاء بعض الفتات لبقية احزاب المشترك، مثل هذه المسائل والقضايا الخطيرة لايتكلم عنها المشترك ولايتبناها إعلامه لانها تفضحهم وتكشف وعي المشترك بالتغيير وحقيقة شعاراته الوطنية التي يرددها، فقد أثبتت الوقائع على مدى ثلاث سنوات، أن وعي المشترك بالثورة والتغيير ليس الثورة على منظومة قيم سلبية كانت سائدة ولاتغيير سياسات وبرامج فاشلة، ولا تغيير عقلية معيقة للتغيير على مستوى الادارة والتعامل والأداء المؤسسي، لذا لم يأت بفلسفة جديدة في الحكم وادارة شئون البلاد، لأنهم فهموا الثورة والتغيير بأنه تغيير اشخاص واقصاء معارضين، وحزبية مؤسسات والبحث عن محاصصة وعن عوائد ومصالح مادية، فكانت النتيجة هو هذا الفشل وهذا الفساد وهذا الانفلات والانهيار على جميع المستويات، وخاصة على المستوى الامني والمستوى الاقتصادي المنهار تماماً..
هم الآن يقرون بأن البلاد تعيش وضعاً اقتصادياً خطيراً لكنهم لايقرون بفشل وفساد الحكومة بل يختلقون لها الاعذار ويبحثون عن كبش فداء لتحميله وزر هذه المرحلة ومساوئها، بأن هذا التداعي والانهيار ليس بسبب الحكومة وانما بسبب تراكمات النظام السابق، هم يسعون لفرض جرعة قاتلة لكنهم يريدون تنفيذها بعد رسم صورة في ذهنية الغالبية العظمى من الشعب مفادها ان النظام السابق هو السبب.