الميثاق نت - مطهر الأشموري

الثلاثاء, 29-أبريل-2014
مطهر الأشموري -
< منطقتي الواقعة في طريق عمران- حجة كآخر منطقة تابعة لمحافظة عمران عايشت وعانت التموضع والتفعيل في عمران منذ 2011م ربطاً بمحافظة حجة..

الناس تشدهم الأخبار المثيرة مثل محاولة اغتيال الحاكم العسكري لعمران «القشيبي» فيما محاولة اغتيال «دهشوش» رئيس فرع المؤتمر الشعبي بحجة مجرد تفعيل مسرحي لصراع له خلفيات وخفايا..

لا أحد يتوقع من الحوثيين في ظل تفعيل حروب صعدة أن يطالبوا بتأمين الطرق لهم كما للآخرين، ولا يتوقع ذلك من طرف الإخوان لو بات وضعهم هو ذات وضع الإخوان في مصر..

الإخوان يريدون التعامل مع أنصار الله كما لو أننا مازلنا في ذروة حروب صعدة، وإذا الأمر الواقع هو ما يريده الإخوان ويحاولون فرضه على طرف في الواقع فإننا لم نكن بحاجة للمبادرة الخليجية والاتفاق والوفاق والقرارات الدولية والحوار الوطني ومخرجاته..

طرف يفرض قطع الطريق «الإخوان» لاستهداف أنصار الله الذي يرد بفرض تأمين الطريق، فإذا الرئىس أو الدولة أو الجيش أراد حل المشكلة فالحل هو في الطريق ومن الطريق وإلى الطريق..

إذا المبادرة الخليجية والقرارات الدولية والحوار ومخرجاته هي مع فتح وتأمين الطرق لكل الأطراف التي شاركت في الحوار فعلى الدولة والجيش منع الطرف الذي يمارس هذه الأفعال..

وإذا المبادرة والقرارات الدولية والحوار ومخرجاته تمنع طرفاً شارك في الحوار من المرور في الطريق فعلى الدولة والجيش تفعيل هذا المنع.

قبائل الإخوان تقطع الطرق بأوامر الإخوان، وقبائل أنصار الله تحاول فتحها وتأمينها بأوامر أنصار الله كطرف، والجيش يمارس ما يمثل المشروعية كقطع أو فتح وتأمين للطرق، وحروب الاقتلاع والاجتثاث التي جرت بصعدة تجاوزها الواقع وإن ظل أي طرف يُمنّي نفسه أو يحلم بإعادة تلك الحروب أو إعادة واقع اليمن إليها..

إذا الدولة والمشروعية متمحورة حول شخص الرئيس المنتخب اقتنعت بتنصيص الإعلان السعودي للإرهاب فالجيش قد يصبح معنياً بأن يحارب الإخوان وأنصار الله معاً كإرهاب، وهذا يؤكد أوهام أي طرف منهما يريد أن يحارب الجيش بالنيابة عنه.

خلال 2011م استحدث المشترك نقطة للتفتيش، فرد المؤتمر بنقطة ولكن نقطة المشترك اقتلعت النقطة المؤتمرية وقذفت برميلها إلى هوة سحيقة، ومؤخراً جاء أنصار الله إلى موقع نقطة المشترك ولكنها تلقائياً أزالت نفسها فتم التفاهم على منع قطع الطريق من أي طرف على آخر..

كادت الأحداث تشتعل في المنطقة المجاورة التابعة لحجة وتمترست قبائل أنصار الله وقبائل الإخوان استعداداً لنقطة الصفر، وقبائل الإخوان معروفة أكثر بانتمائها السياسي الإخواني بحكم الأقدمية..

لقد تدخل الشيخ جبران النقيب وأوصل الطرفين إلى اتفاق أن الطريق حل لكل الأطراف وتم سحب قبائل الطرفين المتمترسة.

لا أحد يستطع الجدال حول حق الجميع في الطريق وحرية أي فكر في النشر والانتشار ولذلك فالإخوان يجادلون بأن الحوثية يمارسون تجمعات تفتعل المشاكل أو تصنعها فتعالج بتخريجة شكلية مطاطية «من يستدعي أناساً من أي طرف لاجتماع في منزله يتحمل مسئولية أي مشكلة تأتي من هذا الجمع»..

الإخوان كطرف عليه إلزام مليشياته وقبائله ألا يمارسوا قطع الطرق، فيما هو من يوجه ويأمر بذلك ويعتقد أنه مادام نصص فقط القبائل على هذا التفعيل يصبح من حقه أمر أن يحارب الجيش مع قطاع الطرق من مليشياته وقبائله، فهل من هراء أكثر من هذا الهراء الإخواني؟!

جاء إلى قريتي ضيف يعرف كل أهل القرية انتماءه لأنصار الله وهو من أبناء القرية وساكن بالعاصمة، فخرج اثنان أو ثلاثة من ذات القرية يعرف كل أبنائها انتماءهم للإخوان لمنع استضافته والضغط على المضيف لطرد ضيفه من منزله، ولو حدث شيء لقال إعلام الإخوان انه اشتباك بين الحوثية والقبائل.

المثل الشعبي يقول: «من تغدى بكذبة ما تعشى بها»، فالوعي في هذا المثل هو في التركيز على القدرة المحدودة لنجاح الكذب وبطريقة الاختزال للزمن اعتبر المسافة الزمنية بين الغداء والعشاء تعري الكذاب وتعدم أي امكانية لنجاح أو إنجاح كذبه..

أما حين يصبح الكذب ديناً لكذاب فيكفي أنه بات في وعي ومعرفة وتعامل الناس كذاب وبالتالي فهو يكذب من إدمانه للكذب حتى وهو يدري بانكشافه أو انفضاحه وأن أحداً لم يعد يصدق كذبه..

ما دام المجتمع لم يعد يصدق نفاقه فيكفي منع تأثير هذا النفاق ويصبح استمرار النفاق ظاهرة صحية لأن الأضداد تقدم بعضها كما الليل والنهار والأبيض والأسود والكذب والصدق..

لواء القشيبي في عمران عزز في أبريل 2014م بأسلحة وقرابة الآلف من الذين جندوا في جامعة الإيمان أو أكثر فدفعهم القشيبي مع البعض من قوات اللواء لعرض أو استعراض في شوارع عمران وهم يحملون القذائف الأحدث التي تُحمل على الكتف وغيرها على الأطقم المسلحة المصاحبة..

عامة الناس يتناقلون مثل هذا الحدث والمشهد إما للتسلية والتهكم أو للسخرية والتندر.. فهل المراد من هذا إرهاب عمران أم إرهاب خصوم الإخوان؟

سيطرة أنصار الله بعد ذلك على نقطة «قارن» وتشديد الضغط على تموضع الإخوان في عمران من كافة منافذ المدينة أكد فشل هذا العرض أو الاستعراض في إرهاب خصوم الإخوان، فهل المراد تحقيقه هو فقط إرهاب عمران؟

الحل البسيط والسهل من أولها هو أن نشر الفكر حق لكل أطراف الواقع المشاركة في الحوار الوطني، والطريق الآمن حق لكل الأطراف ولكل الناس.

مادام الإخوان يرفضون هذه البدهية كحل فهم المشكلة للدولة وللجيش وللأمن وللواقع والمجتمع والقبائل، فعمد الاستمرار في الأخطاء والاستمراء في تفعيلها لا يوصل إلاّ إلى خطايا، ومن ذلك استعمال «القبائل» سياسياً وإعلامياً من قبل الإخوان كما مع «القاعدة»!!

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38183.htm