الميثاق نت -

الإثنين, 05-مايو-2014
الميثاق نت: -
< 33 عاماً وهو يرافق الرئيس علي عبدالله صالح.. نال ثقة الرئيس فكان أحد أهم الضباط المقربين والمعتمد عليهم بصورة شخصية في كل أعمال وتحركات الرئيس..
الضابط القادم من بلاد الروس محافظة صنعاء لم يخيب الظن فكان عند مستوى الثقة والمسئولية والشجاعة.. ففي الوقت الذي كان المغدور بهم في جامع دار الرئاسة عام 2011م يتحسسون أجسادهم ويبحثون عن بصيص حياة كان العقيد احمد صالح عبده يبحث عن الرئيس بين الركام والآلام بين اللهب والصخب.
استقوى على اصاباته العميقة وتعاون مع طارق والعامري ونجاد وحملوا الرئيس الى السيارة واتجهوا به الى مستشفى العرضي وعندما اطمئن العقيد احمد علي الرئيس صالح استسلم لاصاباته فتم اسعافه الى المستشفى العسكري ومن ثم الى المملكة العربية السعودية.
»الميثاق« التقت الضابط احمد صالح عبده ووثقت شهادته للتاريخ فإلى التفاصيل:
< ونحن نعيش الذكرى الثالثة للجريمة الإرهابية التي استهدفت الرئيس علي عبدالله صالح وكبار رجال الدولة في جامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب عام 2011م.. هل لك أن تستعيد مشهد ذلك اليوم كونك أحد من كانوا في الجامع؟
- أولاً هذا الحدث الكبير أليم جداً.. الكل كانوا يصلون وفي غمضة عين تحول الجامع إلى كتلة من لهب وحينها لا أحد عرف ما الذي حصل.. الكل يلهب ومن استطاع الحركة خرج إلى خلف الجامع يطفئ النيران من جسده..
أنا ممن اتجه إلى خارج الجامع لأطفئ النار من جسمي ومن رأسي ومن يدي ومما تبقى من ملابسي التي كانت شبه منتهية، لكنني لم أفقد وعيي وكنت مركزاً بأنه حصل شيء ما..
وبعد أن أطفأت النيران من جسمي وملابسي عدت إلى داخل الجامع أبحث عن الرئيىس في مكانه لأشوف وضعه وأطمئن عليه وجدت الجامع كله ركام اخشاب وبشر والأنين والصياح يملئان الجامع، والمنظر لا يسر صديقاً ولا عدواً.. شيء مزعج ومؤلم..
ذهبت مباشرة إلى حيث كان يصلي الرئيس فلم أجد إلاّ ركاماً وحطاماً فاتجهت ناحية باب الجامع فوجدت الرئيس عند الباب يحمله الفندم طارق وأحد أفراد الحماية اسمه عارف العامري، واحد من اليمين والآخر من اليسار والرئيس قائم بينهما ومتجهان به نحو السيارة، فخرجت معهم أبحث عن السيارة التي سنسعفه فيها، وجدت السيارة التي بالقرب من باب الجامع وكان الباب قد انخلع عند الانفجار وارتطم بها وتكسرت زجاجات أبوابها.. ففتحنا الأبواب بصعوبة وبالكاد أدخلنا الرئيس فيها وطلعنا السيارة وكنا أنا وطارق والعامري وسائق السيارة حسين نجاد ومعنا الرئيس، وكنا في حالة مأساوية حتى لم نكن من هول ما نحن فيه - نتكلم فيما بيننا..
المهم أنه بعد ما اغلقنا أبواب السيارة تحرك السائق وكان هو الوحيد بيننا الأكثر تركيزاً ويستحق الشكر على ما فعله حينها لإنقاذ الرئيس.. واتجهنا نحو العرضي.. طبعاً خرجنا من الرئاسة في تلك اللحظة وفي الزمان والمكان، لم يكن أحد يدري ما الذي حصل، خرجنا من البوابة باتجاه السائلة.. نظرت إلى الرئيس ونحن في السائلة ووجدته في حالة لا يمكن لأحد أن يتوقعها ولم أكن اتوقع أن أراه بتلك الصورة.. كان في رأسه شظايا خشب، وفي جبهته ، والعود الأكبر من تلك الشظايا كان مغروساً في رقبته وكان الدم الحارق يخرج منه..
وعندما وصلنا إلى العرضي وجدنا الناس يتغدون وبصعوبة فتحوا الباب لأنهم مش عارفين من نحن لأن السيارة مش معروفة يعني الوضع مربوك.. وصلنا إلى باب مستشفى العرضي ولقينا اثنين مناوبين فقط ادخلنا الرئيس العناية وبدأ الدكتور يعمل له الجلوكوز ويعمل له بعض الأدوية فبدأ الرئيس ينتعش وحينها أحسسنا أنه بخير..
ودعني أقول إنها أسوأ عشر دقائق أو ربع ساعة عشتها في التاريخ، من جامع النهدين إلى مستشفى العرضي.. دقائق موحشة ومزعجة بعدها أوصلوا عبدالعزيز عبدالغني ورشاد العليمي وصادق أمين أبوراس وعبده بورجي وغيرهم.. طبعاً ومثلما أشرت سابقاً ان ملابسي كانت ممزقة.. وكنت شبه عارٍ فبحثت عن »ملاية« في المستشفى لأتغطى بها.. وبعد أن تحسن الرئيس حينها كنت أشعر بالدوخة وقام بعض الأخوة بإسعافي أنا وخالد عبداللطيف وعبده بورجي على سيارة واحدة كنا محروقين وبدأ الألم يشتد في اجسامنا بشكل فظيع.. اسعفونا نحن الثلاثة إلى المستشفى العسكري، ويومها علي محمد ناجي هو الذي استقبلنا وما أن فتح البوابة للسيارة ورأنا حتى صُعق من هول ما نحن فيه.. وسألنا مباشرة كيف الفندم؟ قلنا له: بخير.. وادخلنا كاسعاف أولي، ولحق بنا نعمان دويد، وسنان دويد وأحمد الحميدي.. حقيقةً كان الوضع مرعباً فعلاً!!

< أين كان موقعك عندما حصل الانفجار في الجامع؟
- كنت في الصف الثاني وبيني وبين الرئيس حوالى متر ونصف أو مترين فقط من الجهة اليمني للرئيس..
< نوع الاصابة التي أُصبت بها؟
- حريق في وجهي ورأسي ويدي ورجلي واحترقت ملابسي ولكن تمكنت من اطفاء الحريق خارج الجامع، ولم أفقد وعيي وكنت مركزاً وعدت أبحث عن الرئيس.. ولم يشتد بي الألم كثيراً إلاّ بعد أن اسعفنا الرئيس إلى العرضي..
< هل السائق الذي قاد السيارة من الرئاسة إلى العرضي كان ضمن المصابين في الجامع أم كان خارج الجامع عند الانفجار؟
- ربما كان في الصف الأخير للجامع.. المهم أنه كان الوحيد الأكثر تركيزاً وعمل معنا بكل جهد لانقاذ الرئيس وأعتقد أنه لو لم يكن هذا السائق موجوداً لكانت الأمور ربما على غير ما آلت إليه.

< هل كانت السيارة التي أسعفتم الرئيس بها ضمن سيارات الرئاسة؟
- سيارة »لكزس« صغيرة وكان يمشي بها الرئيس داخل دار الرئاسة وهي سيارة عادية وليست مدرعة وخرجنا بها وحدها ولم يكن معنا أحد..
< يعني اسعافكم للرئيس بها لم يكن القصد منه التمويه والحذر من كمين آخر؟
- لم يعد هناك مخططات، قد كملوا الناس، قد احنا في الشارع الكل حالته حالة.. وهذه السيارة هي الوحيدة التي تخرج معه إلى جوار الجامع يمشي بها من الجامع إلى البيت ومن البيت إلى الجامع.. سيارة عادية جداً..
< هل تقصد أنه لم تعترضكم كمائن أخرى كانت مجهزة تحسباً للحظة التي قد يتم فيها محاولة انقاذ الرئيس؟
- لم يعترضنا أحد ولا أحد شافنا ولو كان هناك حتى صاحب موتور لكان قادراً على أخذنا حتى إلى بني ضبيان.. نحن لم نبصر أحداً وسرنا بسيارة لم يعرفها أحد وكنا الأربعة ومعنا الرئيس من باب الجامع حتى وصلنا إلى العرضي..
< هل لاحظت قيادات من الذين كانوا في الجامع بعد أن عُدت تبحث عن الرئيس؟
- بعد الانفجار كل واحد اتجه نحو باب من أبواب الجامع، هذا بالنسبة للذين يستطيعون الحركة أما المصابون بكسور وجروح عميقة فلم يكن أمامهم سوى الأنين والصراخ وسط الركام والدخان الممزوج بألسنة النيران كأننا في يوم القيامة.. عندما عدت لم أرَ أي واحد منهم، كنت ابحث عن الرئيس ولم أرَ سوى طارق قائد الحرس الخاص الذي كان يحمل الرئيس وبجانبه العامري أحد أفراد الحماية وهم بقرب الباب ولحقت بهم وفتحت أنا والسائق نجاد أبواب السيارة بصعوبة وساعدناهما بإدخال الرئيس إلى داخلها ودخلا بجانبه في الوسط وأنا ركبت بجانب السواق واتجهنا إلى العرضي..
< أنتم كحراسة محترفين أمنياً ومدربين على أعلى المستويات.. هل كان هناك مقدمات للانفجار بمعنى هل استشعرت الأجهزة التي لديكم وجود متفجرات ولو قبل الانفجار بثوانٍ؟
- كنا نصلي في الجامع مطمئنين ولم نتوقع أن تصل بهم الدناءة إلى استهداف الجامع مطلقاً.. كنا في الركعة الأولى ولم يكن الإمام قد أنهى قراءة الآيات ولم ندر إلا والجامع كتلة لهب..
< لكن بعض التكهنات تشير إلى أن بعض أفراد الحراسة ارتموا على الرئيس وأنهم كانوا سبباً في نجاته؟
- كما قلت لك سابقاً مجرد غمضة عين وكل واحد في الجامع قذف به الانفجار إلى مكان آخر، ما هي إلاّ لحظة انفجار وجميع المصلين بين شهيدٍ ومحروق ومكسور ومغمى عليه.. الكل يبحث عن ضوء قادم من باب ليدله على منفذ يخرج من خلاله إلى خارج الجامع..
الحدث كان أكبر بكثير من أن يكون هناك من يشعر بغيْرِهِ في تلك اللحظة.. من تمكن من الخروج استجمع قواه حتى يتمكن من استيعاب ما حصل.. أما الارتماء على شخص الرئيس فهذا لا يكون إلاّ في موكب أو عند اطلاق رصاص وهكذا، أما ما حصل في جامع دار الرئاسة فهو مشهد قرأناه عن يوم القيامة.. والذي حفظ الرئيس هو الله سبحانه وتعالى، رغم أن المتفجر كان أمامه ومباشر على صدره، والحمد لله فهو من يستحق الحمد والشكر..

< بعد الانفجار وبعد عودتك إلى الجامع بحثاً عن الرئيس وبعد خروجك معه من دار الرئاسة.. هل كنت تعلم ما الذي حلّ بالجامع.. بمعنى هل أدركت أن قنبلة كانت مزروعة فيه؟
- الذي عرفناه أننا ضُربنا بصاروخ.
- هل عندك علم من الذي أبلغ قائد الحرس الجمهوري نجل الرئيس صالح الذي لم يكن معكم في دار الرئاسة أثناء الحادث بما جرى؟
- عندما أخذنا الرئيس في السيارة واثناء ما نحن بالقرب من بوابة دار الرئاسة طلبت من طارق أن يتصل بقائد الحرس وقلت له ابلغه انت حتِى لا يسمع من أحد آخر لا يعلم عن صحة الرئيس شيئاً.. وفعلاً اتصل طارق بقائد الحرس وأخبره بما جرى وطمأنه على صحة الرئيس..
< ما الذي قاله له بالتحديد؟
- قال له: نحن ضُربنا بصاروخ في الجامع، والفندم بخير ونحن متجهون الآن إلى العرضي..

< باعتبارك ضابطاً محترفاً من ضمن المسئولين عن حماية الرئيس برأيك كيف استطاع منفذو هذه الجريمة الشنيعة اختراق أهم وأعلى مؤسسة في الدولة رغم تحصينها الشديد؟
- الموضوع كبير وليس سهلاً وتقف وراءه أجندة ومخططات منذ وقت مبكر بالإضافة إلى أن هناك اهمالاً موجوداً لكن لم تكن العملية وليدة يوم أو يومين أو اسبوع أو شهر..
العملية كان مرتباً لها بدقة وكانت عملاً ممنهجاً فيه مراكز قوى وفيه اخوان مسلمون وفيه اطراف وشخصيات نافذة..
المهم من كل هذا أنهم وبعد تخطيط عرفوا أين المكان الصحيح الذي يصطادون فيه »الرئىس« وكان الجامع ولهذا نجحوا، وعلى كل حال كل واحد عارف من هو غريمه وسيلحقه سواءً اليوم أو غداً أو بعده.. الناس موجودون وهم قائمون على أنفسهم..
< هل اقتصر علاج اصابتك من الحادث داخل اليمن أم في الخارج؟
- اخذنا في بلادنا علاجاً أولياً ومن ثم اسعفنا إلى جدة في المملكة العربية السعودية وكان العلاج على نفقة المملكة التي قدمت في هذه الحادثة الشيء الكثير الذي تستحق عليه كل الشكر..
< وكيف حالتك الصحية الآن؟
- الحمد لله أنا في صحة جيدة تماماً وإنْ لم تُعد اليدان كما كانتا بالنسبة للجلد.. وربما هذه نعمة من الله حتى نتذكر ما حدث لنا ولا ننسى من ارتكب تلك الجريمة الإرهابية البشعة..

< نحن نسمع عن انشاء صناديق لشهداء وجرحى أزمة 2011م فهل تم إدراج اسمائكم ضمن كشوفات هذه الصناديق؟
- ليس عندنا علم بهذا ولا نحن ممن يبحث عن مثل هذه الصناديق.. نحن أُصبنا بحادث إجرامي بشع وتم معالجتنا والحمد لله.. ولم ننتظر من أحد ان يسجلنا في صناديقه ولا نريد منهم لا كبيرة ولا صغيرة.. المطلوب منهم أن يخلوا لنا حالنا فقط ونحن سندبر أمرنا بأنفسنا..
< هل تم أخذ شهادتك عن الحادثة من قبل فرق التحقيق أو من قبل القضاء؟
- طبعاً بعد أن عدنا من المملكة العربية السعودية إلى الرئاسة التقينا بتحريات قطاع الرئاسة.. وبالنسبة للقضاء فقد رفعت ملفات من دار الرئاسة عن كل واحد اسمه ونوع اصابته و.. و.. الخ، لكن القضاء هو الضعيف وهو الذي سيجعل الناس يدخلون في وادٍ ثانٍ، لأنه لو كان هناك قضاء عادل ما ظلت الأمور تراوح مكانها إلى الآن.. كان يفترض في ذلك الشهر الذي حدثت فيه الجريمة أن تحسم الأمور ويتضح للناس ما حدث ومن يقف وراء ذلك ويتم تعقب الغرماء.. ولكن للأسف الشديد ترك الحبل على الغارب والآن يستعطفون الناس »ستركم جبركم« اذهبوا عند النائب العام..
كان يفترض بمجرد وصول الرئيس علي عبدالله صالح إلى الرياض أن تكون هناك غرفة عمليات في دار الرئاسة تجمع كل الجهات ذات العلاقة وتحدد الغرماء ودور كل واحد فيما حدث على ضوء ذلك..
< هناك اصرار من قبل الإخوان المسلمين على إطلاق السجناء على ذمة القضية، وقد نجحوا في إطلاق سراح البعض.. برأيك ما الدافع لهذا الإصرار من قبل »الإخوان«؟
- الدافع ان القضية لها أجندة مختلفة ولهذا هم يريدون تمييع القضية في كل الأحوال ويخلونا نتلاحق احنا و»زعطان وفلتان«..
القضاء هو الفيصل، والناس الآن مركزون على غرماء معروفين ومحددين وبالتالي سيلقونهم اليوم أو غداً سواءً في قاعة أو شارع.. لكن لا ندري لماذا لا يقول القضاء هذا غريمك أو ليس غريمك، اكشف للرأي العام هذا هو الغريم، أو هذا ليس هو الغريم، والغريم مجهول، لماذا لا يكون القضاء واضحاً في هذه القضية ويقول للناس الحقيقة.. حتى مراكز القوى التي نحن متهمونها والتي نحن مركزون على أنها وراء الجريمة، إذا لم يستطع القضاء ايصالها إلى المحكمة.. فنحن قادرون على القبض عليهم وإيصالهم.. لا ندري لِمَ هذا القصور في دور القضاء..
< لكن مراكز القوى التي تتحدث عنها تؤكد في تصريحاتها وبياناتها أن الجريمة كانت من داخل الرئاسة وليس لأحد غيرهم ضلع في ذلك؟
- هم لديهم أفراد جندوهم ورتبوهم وضيبطوهم وبقوا على علاقة معهم لكي يستفيدوا منهم، صحيح هناك خيانة ولكنها لا تقتصر على الحادث فقط وإنما كان لها خيط طويل المدى.. ولها أجندة طويلة.. ولا يمكن أن تكون العملية الإجرامية بسيطة، الجريمة وراءها مخطط كبير..

< هل تتوقع تداعيات للقضية بسبب قصور دور القضاء في التعامل معها؟
- هناك مؤامرة على القضية لتمييعها بدليل إخراج المساجين.. وربما هناك جهات موجودة على الساحة لها هدف من وراء اخراج المساجين وهو جعل كل واحد يمسك الثاني ويتخلص منه بمعنى أن هناك شيئاً في نفس يعقوب.. ولهذا يفترض أن يكون القضاء هو الفيصل ويقول للناس هؤلاء غرماء أو أبرياء.. ربما هناك من له فائدة في تأزيم القضية وتعقيدها لتمرير أهدافه..
< ما تعليقك على من يربط ملف جامع الرئاسة بملف جمعة الكرامة؟
- هذا هروب من الحقيقة وربط في غير محله لأن ملف جامع دار الرئاسة واضح وملف جمعة الكرامة واضح.. ولكن هناك من يضلل ويسعى لتصفية الحسابات.. ومن يقف وراء هذا الخلط للقضايا هو من يسعى محاولاً تغطية نفسه والهروب من جرمه.. والشعب اليمني يدرك من هو المستفيد من وراء جريمة جمعة الكرامة ومن هو الذي يقف وراء جريمة جامع دار الرئاسة.. يدرك أن هناك مراكز قوى ويدرك أن هناك فلوساً دُفعت، لا يمكن الحسم في القضيتين إلاّ عبر القضاء الواضح العادل القادر على اثبات التهم على الغرماء أو تبرئتهم ويخرج الناس من متاهات وصراعات لن يكون لها طرف.
< برأيك هل ما حصل بين مرافقي حميد الأحمر ومرافقي الشيخ دويد يأتي ضمن تداعيات جريمة جامع دار الرئاسة؟
- طبعاً أنا كنت في الباب متجهاً إلى الخارج ساعتها.. وأريد أن أوضح شيئاً، إن ما حدث لا يعني أن العملية ستقتصر على تلك القاعة أو ما حدث فيها، القضية مترتبة على تصفية حسابات بينها هؤلاء الذين نحن نتهمهم، وبالتالي أكرر أن على القضاء أن يقول هؤلاء الغرماء أو ليسوا غرماء وإلاّ ستصبح فوضى وسنتقاتل في القاعة وفي الشارع وأينما سنلتقي..
< هل تتوقع أن تذهب دماء شهداء وجرحى جامع دار الرئاسة في صفقات سياسية؟
- والله هذا الوقت كل شيء جائز.. أعتقد أنه لو تمت صفقة فستكون كبيرة ومربحة.. لكن في الأول وفي الأخير وإن تمت هناك صفقات.. فلن يترك أحد دماءه تذهب هدراً وكل واحد سيلحق صاحبه وما أحد سيترك دمه وهذا أمر محسوم ولا يختلف عليه اثنان..
< برأيك من الذي يقف أو يسعى لتمييع قضية جامع الرئاسة أو تسييسها أو محاولة عقد صفقات من خلالها؟
- مراكز القوى التي تدرك أن لها فائدة من بقاء القضية متأزمة خصوصاً وأن لا أحد سيتخلى عن دمه ولولا هذه القوى أو الشخصيات النافذة لكان القضاء قد قال كلمته في القضية وكشف المتورطين فيها..
< من خلال قراءتك للمشهد الراهن.. هل تتوقع أن مراكز القوى التي تقف خلف جريمة جامع دار الرئاسة لاتزال تتأبط شراً بالزعيم علي عبدالله صالح وأن الفرصة لو سنحت لها ستكرر الجريمة؟
- بكل تأكيد، ولن ترتاح هذه القوى إلاّ متى ما تخلصت منه لأنه واقف حجر عثرة أمام تحقيق مشاريعها ومخططاتها، ومهما عملت هذه القوى فالله سيحفظه من أعدائه.. وعدالة السماء ستلطف به.
< أنت ضابط رافق الرئيس علي عبدالله صالح لسنوات.. هل بعد حادث جامع الرئاسة وبعد أن سلم الرئيس صالح السلطة سلمياً لاتزال معه؟
- كنت معه ولا أزال معه وسأظل معه إلى أن ألقى الله.
< ما الذي تحب أن تقوله في الذكرى الثالثة لجريمة جامع دار الرئاسة؟
- حقيقة إذا أراد القضاء أن يخرج الناس من متاهات ويضع حداً للصراعات فليقل كلمته بدون خوف أو حسابات..
كما أن على القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي حفظه الله وهو من كان معنا خلال سنوات نتسابق على الصف الأول كل جمعة في جامع دار الرئاسة أن يأخذ هذه القضية بجدية ويدفع باتجاه تحديد الغرماء والقبض عليهم..
الجميع يعلم أن هذه القضية إذا لم يحسمها القضاء- ونحن مسلِّمون بكلمته- فإن كل واحد يعرف كيف يأخذ حقه بنفسه والأيام ستثبت ذلك اليوم أو غداً أو بعده!!
< كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟
- أترحم على كل الشهداء الذين استشهدوا في جامع دار الرئاسة وفي مقدمتهم البطل الشهيد محمد الخطيب يرحمه الله ويرحم كل الشهداء.. لقد كانوا من أروع وأوفى الرجال وكنا زملاء خلال مراحل طويلة، ولكن هذه هي الأقدار التي أراد الله.. وكل إنسان يأخذ نصيبه..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 01:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38279.htm