الإثنين, 05-مايو-2014
الميثاق نت -  نزار الولي -
< ثلاث أعوام مرت على استشهاد الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني رجل الدولة المخضرم وأحد أبرز العقليات الاقتصادية في اليمن ولم تتحرك العدالة نحو القاتل خطوة واحدة..
في الذكرى الثالثة على أبشع جريمة اغتيال في التاريخ السياسي اليمني نستعيد تفاصيل الحادث، فبينما كان كبار قيادات الدولة يؤدون صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة في أول جمعة من شهر رجب الحرام وعلى رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح وأكثر من 300 مصلٍ باغتهم انفجار غادر من عبوات ملغومة زرعت في زوايا المسجد بأيادٍ خائنة لم تراعِ لله ولبيوته ودماء المسلمين أية حرمة.. اهتز المكان وتساقط الجميع بين قتلى وجرحى ليحصد الانفجار أكثر من 13 شهيداً ونحو 180 جريحاً.
عزاؤنا الوحيد في هذه الجريمة البشعة أن من استشهدوا كانوا واقفين بين يدي الله خاشعين، فهنيئاً لهم الجنة وتبت يد الغدر والخيانة.
ولعل الحديث عن فقدان الشهيد عبدالعزيز عبدالغني يمثل اجماعاً شعبياً على الخسارة الكبيرة التي مني بها الوطن برحيل هذه القامة الوطنية العظيمة إذ كان الرجل مثالاً للاتزان والوسطية ودماثة الاخلاق والعمل المخلص، وكان أنموذجاً حياً لتوجهات الدولة المدنية وأحد روادها البارزين، وكان لسان حاله يقول: «قليل من الكلام كثير من العمل».
لقد أكدت لنا الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أعوام كم نحن بحاجة الى شخصيات متزنة من طراز الشهيد عبدالعزيز عبدالغني هذا الرجل الذي لم يعرف الحقد والكره الى قلبه طريقاً وظل يعمل من أجل الوطن فقط، فكان محبوباً من الشعب ومن كافة الرؤساء والسياسيين.
كم نفتقدك اليوم بنصحك المخلص وترفعك عن الصغائر والانشغال بما ينفع الناس، وستظل أعمالك وإنجازاتك التنموية حاضرة بقوة بيننا حتى لو حاول البعض جحودها ونكرانها تحت وطأة حقدهم عليك لأنك لم تتلوث مثلهم بالكره ولم تتلون مواقفك أو يغفل ضميرك وتجاربهم في سعيهم لإذكاء الصراع بل كنت دوماً مع الحق والعدل والسلام والسمو فوق الجراح.
ها هي ذكرى رحيلك الثالثة تمر علينا ومازال دمك يبحث عن القصاص من القتلة والمجرمين الذين اغتالوا فيك وطناً، وحاولوا اسكات صوت الحق والضمير كي يفسحوا المجال لنزواتهم المتطرفة وغوغائيتهم التي لا تعرف الا الصوت العالي والأيادي الملطخة بدماء الأبرياء.
قتلوك كي لا يسمعوا صوتك وأنت تقول لهم الوطن للجميع ولأنهم لا يريدونه الا وطناً لهم دون سواهم.
قتلوك كي لا تستمر في جهودك عندما كنت المبادر في التحضير لمؤتمر الحوار الوطني في العام 2009، لقد أزعجتهم عندما قلت لهم ارجعوا الى الحق وتحاوروا..
قتلوك لأنك كنت تعمل وهم لا يستهويهم الا الخراب والدمار، لقد كنت مصدر قلق لهم فهم لا يريدون في الانجازات مصلحة للوطن بل مصلحة لحزبك العظيم، ولن يجدوا بعد إنجازاتك ما يقدمونه الا الفشل الذريع فهم عاجزون لأن حقدهم أعماهم وأنت نجحت لأن إخلاصك للوطن كان يشغلك عن التوقف أمام ما يدبرون من مؤامرات.
قتلوك لأنهم لا يريدون أن يروا أمامهم من يذكرهم بعجزهم وفشلهم في إقناع الناس بفكرهم المتطرف وأعمالهم العبثية.. كم كنت مؤلماً بما أنجزته، ففي فترات توليك رئاسة الحكومة كان الاستقرار الاقتصادي هو العنوان الكبير، وها هم اليوم قد أوصلونا الى أسوأ حال بعجزهم عن النهوض بواجباتهم.
قتلوك ولكنك مازلت فينا حياً بأعمالك الخالدة وذكراك الطيبة..
قتلوك ولكن أعمالك مازالت توجعهم وتهيل عليهم الكآبة والحسرة، ولن يبلغوا ما حققته ولو بعد قرون لأنهم هم وأنت أنت.. سلام عليك يوم مت ويوم تبعث حياً ودمك في أعناقنا
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38293.htm