محمد انعم - على الرغم من الجو الاحتفالي المهيب في كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة بتخرج دفعة جديدة من الشرطة اليمنية ورمزية مكان الاحتفال وهندام المتخرجين.. فذلك لم يلفت الانتباه.. ولكن المكاشفة السياسية الشجاعة هي التي لفتت انظار الداخل والخارج لمتابعة التطورات والأحداث في اليمن.. بعد أن جاءت كلمة الأخ عبدربه منصور هادي -رئيس الجمهورية- بما حملته من حقائق ومعلومات ومواقف وطنية تاريخية حددت بوضوح الى أين يمضي اليمن ومع من يسير في الدرب ومن يقفون في الطريق ويمارسون التقطع ويزرعون الألغام لعرقلة مسيرة اليمن الحديث وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار.
كان يقف الفندم محمد اليدومي في الصف الأول وحرص على أن يكون انيقاً.. لكن سرعان ما ظهر الذهول والكدر عليه، وشخصت عيناه الى المنصة بطريقة لفتت انتباه المراقبين.. يومها امتنع اليدومي عن التصفيق لكلمة الرئيس التي تعد الأهم والأشجع والأقوى منذ انتخابه.. ذُهل اليدومي وهو يسمع الحقائق تتفجر واحدة تلو الأخرى لتدوي في كل مكان من قبل رئيس الجمهورية الذي كشف عن بعضها للملأ، بعد أن ضاق ذرعاً من تآمرات الاخوان وكذبهم وخداعهم وسوء استغلالهم للدين.
بالتأكيد لقد وجه الرئيس أقوى وأشد صفعة لإخوان اليمن.. حيث وضع الحقائق أمام الشعب والعالم والتي تفضح دجلهم.. فقد كشف الرئيس لأول مرة أن 70٪ من القاعدة في اليمن هم من مواطني دول أجنبية.. ويقاتلون في اليمن ولا يهمهم تدمير وتخريب البلاد، في رد غير مباشر على هيئة علماء الاصلاح التي يرأسها عبدالمجيد الزنداني التي أصدرت أكثر من بيان تطالب فيه الرئيس بإجراء حوار مع تنظيم القاعدة.. وقال: »هناك من يقول لماذا لم تحاورهم.. كيف نحاورهم و70٪ غير يمنيين، وعلى من يشكك في ذلك من اخواننا أن يذهب الى ثلاجات الموتى في المستشفيات التي لم تقبل جثثهم بلدانهم وهم من البرازيل وهولندا واستراليا وفرنسا ومن شتى دول العالم«.
لم يكتفِ الرئيس بذلك بل ذكر أن هناك من يريد أن يأتي بالمزيد من العناصر الإرهابية الى اليمن.. وهناك بعض الصحفيين من ينتقدون حتى التعزية من رئيس الجمهورية لأسر الشهداء الذين يسقطون في درب النضال ضد الإرهاب.
لقد جاءت مكاشفة وشفافية الرئيس لتظهر حجم ما يواجهه من ضغوطات وعراقيل من قبل الاخوان الذين وصل صلفهم الى حد انتقاد برقيات الرئيس لأسر شهداء الواجب الوطني الذين يشاركون ويستشهدون في المعارك ضد الإرهاب.
ما لفت اهتمام المراقبين في كلمة الرئيس هو أنه -ورغم ما جاء فيها من شكاوى مبكية فعلاً.. ومن خلال الثقة الكبيرة التي ظهر بها - استطاع أن يوصل رسائل واضحة وشديدة لجماعة الاخوان في الداخل والخارج.. بتأكيده أن مصير كل من يحاول التآمر على اليمن هو ثلاجات الموتى.. وليس غير ذلك.. ومن يفكر باستيراد الإرهابيين أيضاً لخدمة اجندته لن يستطيع تحقيق أهدافه سواءً عبر الاغتيالات أو غير ذلك، حيث نجده كرر في كلمته عبارة »وطن لا نحميه لا نستحقه.. أو عاصمة لا نحميها لا نستحقها«.
من الواضح جداً أن اخوان اليمن حتى وان ذهب الزنداني الى الترويج لخبر زواج ابنته بمهر مائة ريال ومصحف وعاد اليدومي بعد الحفل للكولسة والصمت، إلاّ أنهم بدورهم قد استعدوا للمواجهة، وها هم يحاولون بخبث حصر الخلاف بينهم وبين الرئيس وهي محاولة بائسة وفاشلة.
ولابد على الاخوان أن يدركوا أنهم سيواجهون الشعب اليمني كافة بقيادة المناضل عبدربه منصور -هادي رئيس الجمهورية- الذي لا يقف وحيداً، ولا يمكن أن يكرروا معه نفس سيناريو المؤامرة التي نفذوها ضد الرئيس السابق.
|