الميثاق نت -

الجمعة, 09-مايو-2014
محمد‮ ‬شرف‮ ‬الدين -

عندما اتخذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اليمن مقراً لممارسة أعماله الإرهابية وتصديرها للمنطقة ودول العالم، ليس لأن اليمن دولة ضعيفة عسكرياً واقتصادياً وتعليمياً والأكثر فقراً.. أو لأن طبيعتها الجغرافية مشابهة لافغانستان ومن شأنها توفير ملاذ آمن للإرهابيين.‮. ‬ولا‮ ‬غير‮ ‬ذلك،‮ ‬فهناك‮ ‬أسباب‮ ‬أخرى‮ ‬تفرض‮ ‬نفسها‮ ‬على‮ ‬الجميع‮ ‬ومنها‮.. ‬لماذا‮ ‬اليمن‮ ‬وليس‮ ‬غيرها؟‮!‬
تجربة‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬مكافحة‮ ‬الإرهاب‮ ‬خلال‮ ‬السنوات‮ ‬الماضية‮ ‬يجب‮ ‬اعادة‮ ‬تقييمها‮ ‬وكذلك‮ ‬ضرورة‮ ‬الاستفادة‮ ‬من‮ ‬تجارب‮ ‬الاشقاء‮ ‬والاصدقاء‮ ‬في‮ ‬مكافحة‮ ‬الإرهاب‮.‬
نعتقد أن الأسباب وراء تزايد الاعمال الإرهابية في اليمن باتت واضحة جداً وتتمثل في أن الحكومة تكافح الإرهاب في جبهة واحدة فقط، وهي الجبهة العسكرية.. وبالمقابل نجد أن تنظيم القاعدة يخوض ضد الدولة حرباً شاملة وضارية وفي مختلف الجبهات ومنها على سبيل المثال:
‮- ‬أن‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬يخوض‮ ‬حرباً‮ ‬شرسة‮ ‬لضرب‮ ‬الاقتصاد‮ ‬الوطني‮ ‬وقد‮ ‬نجح‮ ‬في‮ ‬إلحاق‮ ‬أضرار‮ ‬فادحة‮ ‬بالاقتصاد‮ ‬ووجه‮ ‬ضربات‮ ‬موجعة‮ ‬للاستثمار‮ ‬والسياحة‮.‬
- تخوض القاعدة معركة لا هوادة فيها لنشر أفكارها عبر المدارس ومنابر بعض المساجد، وأخيراً وصلت الى القضاء.. واستطاعت أن تجيش وتجند اطفالاً وغيرهم للقتال في صفوفها وحمايتها أو التستر عن الاعضاء المنتمين لها.
- تمتلك القاعدة في اليمن موارد مالية هائلة لتمويل عملياتها وتتدفق الى التنظيم الأموال من الداخل والخارج عبر جمعيات، وكذلك من خلال عناصر متنفذه تمارس عمليات غسيل الاموال بواسطة بنوك لا تخضع لأي اشراف.
- نجحت عناصر القاعدة الى حد كبير من اختراق العديد من المنظمات الحقوقية والمدنية وكذلك المؤسسات الاعلامية الحزبية والرسمية.. ولعل حملة اطلاق أحد المحكومين من عناصر القاعدة بضغط خارجي تؤكد تغلغل خلايا تنظيم القاعدة في المنظمات المدنية والاعلام.
‮- ‬اختراق‮ ‬تنظيم‮ ‬القاعدة‮ ‬لمؤسستي‮ ‬الجيش‮ ‬والأمن‮ ‬وتجنيد‮ ‬عناصرهم‮ ‬في‮ ‬مواقع‮ ‬حساسة‮ ‬جداً‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬الأزمة‮ ‬بدليل‮ ‬أن‮ ‬الاغتيالات‮ ‬التي‮ ‬تُنفذ‮ ‬تستهدف‮ ‬قيادات‮ ‬عسكرية‮ ‬مهمة‮ ‬جداً‮.‬
- استطاع تنظيم القاعدة أن يسخّر أو يستغل الحوار كجبهة لإنقاذ عناصره المعتقلين وإطلاقهم من السجون وإعادة ترتيب أوضاعهم القتالية مرة ثانية.. فيما ضاعت دماء الجنود في كل مرحلة من مراحل الحوار وما أكثرها هدراً.
وهناك‮ ‬جبهات‮ ‬أخرى‮ ‬تخوضها‮ ‬القاعدة‮ ‬دون‮ ‬قلق‮ ‬أو‮ ‬خوف‮ ‬من‮ ‬الحكومة‮.‬
نعتقد أن الاجراءات التي اتخذتها السعودية والبحرين ومصر وغيرها -وهي اجراءات محددة وواضحة وتبين أن المواجهة ضد الإرهاب شاملة وحرب تخوضها الدولة على مختلف الجبهات- هي بالتأكيد اجراءات قوية وناجحة في مكافحة الإرهاب وتجفيف بؤره.
واذا‮ ‬لم‮ ‬توسع‮ ‬اليمن‮ ‬حربها‮ ‬ضد‮ ‬الإرهاب‮ ‬لتشمل‮ ‬كل‮ ‬الجبهات‮ ‬فإن‮ ‬الرهان‮ ‬على‮ ‬الجانب‮ ‬العسكري‮ ‬فقط‮ ‬لن‮ ‬يحقق‮ ‬أي‮ ‬نجاحات‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬التي‮ ‬تخوضها‮ ‬اليمن‮ ‬ضد‮ ‬الإرهاب‮ ‬منذ‮ ‬سنوات‮.‬
‮- ‬إن‮ ‬أخطر‮ ‬الجبهات‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬ضد‮ ‬الإرهاب‮ ‬واستئصال‮ ‬شأفته‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تبدأ‮ ‬الحكومة‮ ‬فيها‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮.. ‬فهل‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تخوضها‮ ‬في‮ ‬القريب‮ ‬العاجل‮.. ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تسقط‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬قبضة‮ ‬الإرهاب؟‮!‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38378.htm