بقلم:عبدالعزيز عبد الغني -
في السابع عشر من يوليو 1978م وقع حدث ذو أبعاد تاريخية هامة لليمن أرضاً وشعباً، ففي هذا اليوم تولى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مسؤولية قيادة الوطن، عبر تصويت أجراه مجلس الشعب التأسيسي، المؤسسة البرلمانية القائمة آنذاك.. وكان لهذا الإجراء دلالاته الكبيرة، فايذاناً من هذه المرحلة دخل اليمن عهداً جديداً من الممارسة الديمقراطية، واعتماد الأسلوب الديمقراطي، أداة وحيدة لانتقال السلطة وإدارة شئون الدولة، بديلاً عن أسلوب التغيير بالقوة المسلحة، الذي صبغ مرحلة ما قبل 1978م، ولهذا استحق هذا اليوم، عن جدارة، أن تطلق عليه تسمية يوم الديمقراطية. في تلك المرحلة الهامة من تاريخ اليمن المعاصر كانت حالة من الاستقطابات الحادة والعنيفة هي التي تهيمن على المشهد السياسي، على مستوى الجمهورية العربية اليمنية وعلى مستوى العلاقات مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهما التسميتان الرسميتان السابقتان لشطري الوطن. وكان تأثير التيارات الفكرية والسياسية، الإقليمية والدولية واضحاً في تعميق تلك الحالة من الاستقطابات والعلاقات المتوترة بين الأطياف الفكرية والسياسية العاملة داخل الوطن، فكان من بين أهم ما أتى به عهد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح هو ترسيخ مبدأ الحوار فيما يتصل بالقضايا الوطنية ذات الأولوية. فبعد اربع سنوات فقط من حكم الأخ الرئيس، امكن التوصل الى صيغة للعمل السياسي في اطار مظلة سياسية بملامح واولويات وطنية يمنية صرفة، هي المؤتمر الشعبي العام، والذي جمع كل التيارات، واخرج النشاط السياسي من الاقبية، وهدأ من حدة الاستقطابات، ووفر مساحة عمل حر من أجل الوطن وتحت ضوء الشمس. هذه الخطوة، في اعتقادي، أوجدت بديلاً كانت شرائح واسعة من المجتمع بانتظاره لكي تمارس حقها في صنع القرار، ووفرت أيضاً، شرط الاستقرار السياسي معززاً بنهج الحوار، وهما من الأهمية بمكان، لأنهما شكلا مدخلاً أساسياً وجوهرياً، لإنجاز أهم الاستحقاقات الإستراتيجية لليمن كما سيتضح لاحقاً. وبالحوار فقط نجح فخامة الأخ الرئيس في توجيه الأمور الاتجاه الصحيح، فكان لذلك اثره في تحقيق كثير من الأمور التي ما كان بوسع احد ان يتوقع تحقيقها لولا هذا النهج العقلاني.. حيث امكن من خلال الحوار انهاء حالة المواجهة المتوترة بين شطري اليمن، على خلفية تحقيق هدف الوحدة العظيم، الى مسارها السلمي، من خلال جولات الحوار التي جمعت قيادتي الشطرين وتطورت آلياتها لتنتهي الى صيغة المجلس الأعلى المشترك ومنها الى تحقيق منجز الوحدة العظيم مرتبطاً بمنجز لا يقل أهمية يتمثل في تأسيس نظام ديمقراطي تعددي بجذور وطنية اصيلة وضعت البلاد في مركز يليق بها بين الأمم. ان عهد الأخ الرئيس تميز عبر نحو ثلاثة عقود، بسلسلة من التحولات والانجازات التي شكلت اهم واعظم ما تحقق للوطن بعد ثورته المباركة 26 سبتمبر و14 اكتوبر، فالوحدة والديمقراطية اللتان تعتبران اهم واسمى اماني شعبنا تترسخان اليوم في ضمير ووجدان كل ابناء الشعب. والوطن، في ظل قيادته الحكيمة، يمضي اليوم نحو انجاز أهم تحولاته الاقتصادية والتنموية والتي ستلبي طموحات وتطلعات شعبنا نحو مزيد من التطور والازدهار.. ولم يكن ما تحقق على الصعيد الاستراتيجي والسياسي والتنموي، ليشكل دليلاً وحيداً على الحنكة القيادية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، ولكن اختبارات صعبة عاشها الوطن ، وتمكن تحت قيادة فخامته من تجاوزها والانتصار عليها. وكان من ابرز تلك الانتصارات القضاء على الانفصال، وكذا تحويل اليمن من مرمى الحملة الدولية ضد الإرهاب، الى شريك حقيقي وفاعل، يؤمن بأن هذه المعركة ضرورية لمواجهة خطر الارهاب الذي كان اليمن من أول ضحاياه. 22مايو