الإثنين, 12-مايو-2014
الميثاق نت -   محمد علي عناش -
< من جديد يخرج الإرهابيون الذين ينتمون لتنظيم القاعدة من كهوف حقدهم ومغارات إفلاسهم وتخلفهم، في أكثر من مكان ومنطقة يمنية، ويتجلى إرهابهم أكثر بشاعة وشراسة وسقوطاً أخلاقياً.. يعتقدون أن إرهابهم هو من أجل الاسلام والدفاع عن العقيدة، والاسلام بريئ من بشاعتهم، فليس فيه ما يبيح قتل الجنود وذبحهم، وليس فيه ما يبيح الاغتيالات وقتل المسلم لأخيه المسلم ظلماً وعدواناً، وليس فيه أحزمة ناسفة وترويع الآمنين وتكفير الآخرين وتفسيقهم..إرهاب من أجل الارهاب وانتهاك الحرمات وإرضاءً للطواغيت من المشائخ الذين يبيحون سفك الدماء ويثيرون النعرات ويقدمون الاسلام مشوهاً ومجرداً من العلم والتطور والسلام.
لم يعد تنظيم القاعدة مجرد خلايا عنقودية هنا وهناك ولم يعد يقتصر إرهابهم على مجرد تنفيذ عمليات انتحارية وتنفيذ اغتيالات فردية، ولم يعد محصوراً في مكان بعينه، نحن نتكلم اليوم عن تنظيم متواجد في أغلب محافظات الجمهورية حتى في أمانة العاصمة، ويدق بإرهابه أبواب دار الرئاسة، نتكلم عن تنظيم إرهابي يمتلك جيشاً وسلاحاً ثقيلاً، ولديه قبائل تدافع عنه وتتكلم باسمه.
من المؤكد أن انتعاش تنظيم القاعدة في اليمن بهذا الشكل المتسارع ليس عفوياً وإنما كان له غطاء تنظيمي ويتحرك ضمن شبكة عنكبوتية من العلاقات والارتباطات والأهداف المشتركة، وبدعم من شخصيات اجتماعية ودينية وعسكرية منذ أكثر من عقدين من الزمن، بالإضافة الى انتشار واتساع الحواضن الدينية والاجتماعية والفكرية، من جمعيات ومراكز وجامعات عملت على تفريخ المتشددين والارهابيين من خلال مناهج دينية متطرفة، ترسخ ثقافة العنف والارهاب والتكفير، وحيثما حلت وتوطنت هذه الحواضن، حلت وتوطنت ثقافة التطرف والتكفير، ووجد له تنظيم القاعدة أرضاً خصبة لاستقطاب العناصر المهيأة للسمع والطاعة والبيعة وممارسة العنف والارهاب في سبيل تحقيق هدف مركزي بإقامة دولة الخلافة الاسلامية وهو هدف جامع ومشترك بين جميع الجماعات الاسلامية بما فيها جماعة الاخوان المسلمين.
أحداث الارهاب في اليمن وغيرها خلال أكثر من عقد من الزمن كشفت الكثير من الحقائق عن تورط جهات وشخصيات في دعم وتمويل ورعاية الارهاب أهمها ما يلي:
الاخوان المسلمون
تنظيم القاعدة هو نتاج تراكم من التفاعلات والتحولات داخل الجماعات الاسلامية المتطرفة، والأحداث التي شهدتها الأمة العربية والإسلامية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وبالتحديد منذ بداية الثمانينيات عندما تم فتح باب الجهاد في افغانستان ضد الاحتلال السوفييتي، وكان للاخوان المسلمين الدور الرئيسي في الدعوة الى ذلك، وفي تفويج هؤلاء المجاهدين من جميع البلدان العربية، غير أنه الى عام 1998م لم يكن يوجد تنظيم اسمه «تنظيم القاعدة» وإنما كان هناك جماعات إسلامية متطرفة وتكفيرية أخذت تمارس العنف والارهاب الفكري والمادي، كالتفجيرات للمنشآت الحيوية والدوريات العسكرية والاغتيالات للكثير من الشخصيات الثقافية والسياسية، التي تحمل فكراً تنويرياً وحداثياً، بحجة أن هؤلاء علمانيون وملاحدة، وجذور هذه الثقافة المتطرفة والتكفيرية تعود الى سيد قطب وكتابه الشهير «معالم في الطريق» والمفاهيم التي رسخها في الوعي الاخواني عن فكرة الحاكمية وطاغوتية المجتمع، هذه الجماعات الاسلامية التي حملت هذه الثقافة بلغت أكثر من عشرين فصيلاً وجماعة أهمها «الجماعة الاسلامية، تنظيم الجهاد، الهجرة والتكفير، القطبيون» وجميعها خرجت من معطف جماعة الاخوان المسلمين وولدت من رحمها، فكان من ضحاياها الكثير من المفكرين أمثال الشهيد فرج فودة والشهيد حسين مروة، والشهيد هادي عامل وغيرهم الكثير، ولقد انتعشت هذه الجماعات الاسلامية المتطرفة والارهابية، وأوجدت لها فروعاً في كل البلدان العربية مع عودة المجاهدين في افغانستان الى بلدانهم وجرى تسميتهم «الافغان العرب» حيث بدأت في مواجهة الأنظمة بالتفجيرات واستهداف المنشآت الحيوية واختطاف الأجانب واستهداف السفارات والكنائس وغيرها.
فكرة تأسيس «تنظيم القاعدة» كتنظيم جامع لكل الجهاديين، بدأت تتفاعل منذ غزو واحتلال أمريكا للعراق، واكتملت الفكرة سنة 1998م حيث أعلن عن تأسيس «تنظيم القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن، وكانت الأرضية والبنية الأولى للتنظيم هي هذه الجماعات الاسلامية المتطرفة التي ولدت من رحم الاخوان، بمن فيهم نائب اسامة بن لادن الدكتور أيمن الظواهري الذي كان يتزعم تنظيم الجهاد الاسلامي، وأعلن انضمام التنظيم الى تنظيم القاعدة، ثم التحقت بهذا الركب معظم الجماعات السلفية الجهادية في السعودية وبلاد المغرب العربي.
ظل الاخوان المسلمون في اليمن ينفون علاقتهم وصلتهم بالجماعات الجهادية وتنظيم القاعدة، خاصة من بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، وأخذوا يتقاربون مع الأحزاب القومية واليسارية التي كانت تتهمها بالإلحاد والعلمانية، ويسوقون خطاباً ديمقراطياً وعصرياً، الا أن الجماعة لم تقم بإدانة تنظيم القاعدة على جرائمه بل لم تسمهم بهذا الاسم أو تتهمهم بالارهاب، في نفس الوقت الذي كانت فيه الجمعيات والمؤسسات التعليمية التي تتبع الجماعة تنشر ثقافة التطرف وتمارس الارهاب الفكري على الآخرين من الكُتّاب والمثقفين، وتثير الشبهات حولها بالكثير من الممارسات والدعوات التي تصادر الحريات وتتعارض مع الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة.. أحداث 2011م ضد عناصر تنظيم القاعدة، كشفت الكثير من الحقائق عن علاقة الاصلاح والكثير من رموزه وقياداته بتنظيم القاعدة، وللتدليل على هذه المسألة على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
في 14 اكتوبر 2011م استهدفت طائرة من دون طيار أمريكية تجمعاً لتنظيم القاعدة في مديرية عزان بمحافظة شبوة أسفر عن مقتل خمسة من عناصر التنظيم من بينهم الشيخ صالح بن قائد طعيمان وابنه جلال وهما من قبيلة آل طعيمان في مأرب، وينتميان للتجمع اليمني للإصلاح، كما أن أنور العولقي الذي قُتل هو وخمسة من رفاقه في سبتمبر 2011م في مديرية رغوان محافظة مأرب باستهداف من طائرة بدون طيار كان قادماً من محافظة الجوف، حيث كانوا ضيوفاً عند عضو القاعدة خميس صالح عرفج، وهذا عرفج ينتمي للإصلاح وترشح باسمه في الانتخابات البرلمانية عام 2003م، ومن الذين قُتلوا في أحداث 2011م بمحافظة أبين وهم يقاتلون إلى جانب عناصر القاعدة ويجمعون بين عضوية القاعدة والإصلاح، مصعب بن مبخوت عبود الشريف، أمين رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في مأرب، وعايض الشبواني وعواض محمد صالح الشبواني وغيرهم الكثير مثل محمد أحمد الحنق أمير تنظيم القاعدة في مديرية أرحب، والذي قُتل في العام 2009م في مهاجمة قوات مكافحة الإرهاب لوكر من أوكار القاعدة في أرحب، كان ينتمي للإصلاح ومقرباً من الشيخ منصور الحنق البرلماني والقيادي الاصلاحي.. جامعة الايمان لها خيوطها وارتباطاتها، فالمدعو علي جار الله قاتل الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي، وقاتل أطباء وممرضات مستشفى جبلة كانا طالبين في جامعة الايمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38444.htm