عبدالجبار سعد -
مثل حمار عزير دبت الحياة في حمار المشترك الذي كان جثة هامدة من خلال بيان كتب على جلود ضحايا الأمة من الجيش والأمن وسائر الأبرياء وكانت دماؤهم مدادا له أما عظامهم فقد كانت الأقلام التي وقع بها الموقعون عليه .
****
بعد فترة تململ من الإحباطات والتناقضات غادر الأستاذ ياسين نعمان البلاد إلى منفاه الاختياري وشاع أنه قد ترك العمل السياسي وترك لغيره شئون الحزب .. أما الأستاذ حسن زيد فقد كانت أحداث دماج وامتداداتها مناسبة للقطيعة مع حلفائه من الإخوان وبني الأحمر بعد أن بلغ الأمر بأحدهم تهديده بطرد الهاشميين من صنعاء وهو منهم قبل أن يطردهم الحوثيون من معقلهم في خمر.. وهكذا بلغت المواجهة حدا غير متوقع حين تجاوز الحوثيون خمر إلى الخمري إلى همدان ولم يكن أمامه إلا أن يكون مع قومه .. وهكذا فعل البعث بحكم تحالفهم مع إيران وحزب الله وبالتبعية أنصار الله .. أما الناصريون فقد انتهضت قواعدهم وبعض قياداتهم للضغط على القيادة السائدة لإنهاء التبعية للإخوان خصوصا بعد أن سادت مصر موجة ناصرية هيمنت على الحياة السياسية فيها وامتد التأثير إلى سائر الوطن العربي .
باختصار كان لهذه العوامل كلها تأثير بالغ على المشترك جعلته يستلقي على الطريق جثة هامدة لبعض الوقت حتى عاد بيان 10/5/2014 يحييه وينشز عظامه فيكسوها لحما .
****
الكل يعرف أن عقد الاستمتاع الذي عبر البيان عنه هو عقد غير دائم لأن تحديد المدة ركن من أركان عقود الاستمتاع أما الباعث الحقيقي لهذا الاتفاق فهو ما عبر عنه الرئيس الصالح ببدء "تآكل" ما سمي بالربيع العربي، فالإخوان في اليمن كان لهم حضور كبير جعلهم يمارسون الكثير من المجازر لعل أبرزها مجزرة جامع الرئاسة وكان حلفاؤه معه وحين وجه الزعيم اتهاماته لهم لجأوا إلى الحلفاء ليدعوهم إلى وقاية أنفسهم من هذا الرجل الخطير الذي يهددهم جميعا إن عاد بالانتقام حتى جعل كل الحلفاء يتحسسون رقابهم وكأن الحبل منعقد عليها هذا برغم أنه وجه اتهامه لمن يعلم أنهم المباشرون الرئيسيون وليس غيرهم ولكن كما يقول المثل "يكاد المريب أن يقول خذوني".
****
الحقد المشترك على الرئيس الصالح كان هو عامل الالتقاء بين المختلفين في المشترك في السابق أما القاعدة التي هي عدوة الدولة والمجتمع فقد شاركتهم الساحات وشاركتهم "ثورتهم" المسخ .
وهذا ما جعل الناس يمضون في اتجاه والمشترك يمضي في اتجاه معاكس .. خصوصا أن الإخوان يشهدون نهوضا معاديا لهم يمكن أن يلاحقهم حتى اليمن لأنه لم يبق ملجأ لهم شبه آمن إلا اليمن ولكن كيف استطاعوا أن يعيدوا اللحمة للمشترك بهذه السرعة هذا ما يجب أن تسأل عنه قطر التي تريد أن تنتقم لكرامتها التي هزمت في مجلس التعاون الخليجي..
بأبه اقتدى ( تميمٌ ) في الكرم ** ومن يشابه أبه فما ظلم
فلا بد أن تحرك قطر قواها في اليمن لتنتقم من رأس الهرم الخليجي (السعودية) وهذا ما أشار إليه الزعيم الصالح في مقابلته، فالذي يتحرك في المشترك هم في الغالب نفس القوى التي استخدمت في السابق للإضرار بالجارة ومع قطر قوى إقليمية منتفعة تفسر حماس الذين كانوا بالأمس أعداء الإخوان فكلهم منتفعون .
فكم سيدوم عقد المتعة الحالي يا ترى؟
عن اليمن اليوم