فيصل الصوفي -
بعد أن فتك الخليفة العباسي، هارون الرشيد بالبرامكة، حزن عليهم الموالي (موالي البرامكة) ورثوهم بأوجع القصائد، فقد كان للبرامكة ذوي السلطان والثروة، فضل على الموالي.. وبصوت حزين شجي، كان المولى، وكانت الجارية من الموالي، تنوح : وا مواليا، وا مواليا، وا مواليا.. وقيل من هنا نشأ فن الموال.
ومن يتابع أوجاع الإصلاحيين من المصير الذي آل إليه حال الإرهابيين اليمنيين والعرب والأجانب في تنظيم القاعدة هذه الأيام، خاصة في شبوة وأبين، يكاد يلاحظ أنهم في سبيلهم إلى ابتكار موال جديد، ولكن ليس كما كان يغني الموالي: وا مواليا.. بل على طريقة الحزانى على الإرهابيين، والثكلى بفقد حبيب، فنكاد نسمع منهم: وا إرهابيا، وا إرهابيا.. مثلا: وا وائل عبد الله مسعود الوائلي، صرعوك وا إرهابيا.. صرعت يا أمير القاعدة في المحفد، وا إرهابيا.. صرعوك يا فارس القميسي في عزان، وصرعوا بيكاسو، وميكاسا، وأبو دجانة، وأبو جندل، وأبو فاطمة، وأبو سالم، وأبو البتار العولقي، وا فجيعتنا بكم، يا احبابنا، يا إرهابيا..
وا إرهابيا، وا سعوديين، قتلوكم.. قتلوكم يا الشروري، ويا الحوطي، والبــــــــدوي، والمكي، ويا تركي عبد الرحمن، ويا المطيري، وا إرهابيا.. وا حربي، وا إبراهيم حماد، وا كمداه، وا إرهابيا.. صرع الحبايب أبو إسلام الشيشاني، وأبو مسلم الأوزبكي، وا إرهابيا.. صرعت يا تيمور الداغستاني، ويا أيوب الجزائري، وا حر قلباه، وا إرهابيا.. ليت الحرب على الإرهاب تفشل، وا إرهابيا.. دافعنا عنكم وا إرهابيا..
قلنا للرئيس لا تقحم الجيش في حرب مع الإرهابيين، فتنبه لمكرنا، وا إرهابيا.. حاولنا خداعه بقولنا إن هذه حرب ستقودنا إلى الهاوية، وا إرهابيا.. قلنا هذه الحرب ستفكك الجيش، فزادته تلاحما، وا حسرتاه، وا إرهابيا.. رفض الرئيس زج الجيش في حرب مع الحوثيين، وقصف أعماركم، وا إرهابيا..
لا طاب بعدكم عيش، وا إرهابيا.. ليت هذا الجيش يهلك، وا إرهابيا.. ليت هذا الأمن يتزلزل، وا إرهابيا.. وليت زلزلة تأتي على اليمن بعدكم، وا إرهابيا.. هذا عن الإرهابيين الهالكين، أما عن الإرهابيين المقبوض عليهم، ففي الموال بعض التعديل..أسروك يا بدر أحمد هشول، وا إرهابيا.. فك الله أسركم يا مراد الفرنسي، ويا طه العيساوي التونسي، ويا عوكل اللحجي، وكل أسرانا، يا إخواننا، وا إرهابيا.. وهكذا إلى نهاية الموال، وا إصلاح، وا إرهابيا.