سمير النمر -
من يتابع مسار الأحداث في اليمن في ظل متواليات الأزمة السياسية التي عصفت بالبلد منذ 2011م الى اليوم يلاحظ ان مايحدث من افتعال للأزمات وانفلات امني واغتيالات واعتداء على مقومات الاقتصاد في البلاد وبروز تنظيم القاعدة الى واجهة المشهد، لاشك انه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناخ السياسي، حيث ترى بعض الأطراف السياسية ان تنفيذ الاستحقاقات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني لايخدم توجهاتها وطموحاتها السياسية الانتهازية.
وبالتالي فإنهم يعبرون عن رفضهم للاستحقاقات القادمة من خلال توعية عناصرهم بطريقة غير مباشرة لإثارة الفوضى وخلق الأزمات وتحريك عناصر القاعدة للقيام بهجمات على الجيش والامن من أجل ادخال البلد في نفق مظلم وصراعات لاتنتهي، رغبة في اجهاض أي تقدم في المسار السياسي لتنفيذ الاستحقاقات التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني، ولاشك ان هذا الأمر لايصب في مصلحة البلد وإنما يخدم قوى الصراع وتجار الحروب،.
ولعل مايحدث من معارك طاحنة يقوم بها أبطال القوات المسلحة والأمن ضد عناصر القاعدة الارهابية في ابين وشبوة، ماهي إلا صورة من صور الرفض السياسي لهذه الاطراف التي تريد من خلال تحريكها لعناصر القاعدة فرض أجندة معينة على القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي من أجل تحقيقها لهم بما يخدم توجهاتهم وسياساتهم، الا ان الموقف الشديد الذي ظهر به الرئيس هادي من خلال تصميمه على استمرار الحرب على الارهاب وضرورة استئصال شأفته من مختلف مناطق اليمن اضافة الى الالتفاف الشعبي حول الرئيس والقوات المسلحة في معركتهم ضد الارهاب كان له الأثر الكبير في ظهور هذه الأصوات السياسية إلى العلن من خلال الهجوم الإعلامي والسياسي ضد الرئيس عبدربه منصور هادي في الكثير من المنابر الاعلامية التابعة لهذه الأطراف السياسية.
ولاشك ان هذا الهجوم على الرئيس هادي يعبر عن حقيقة هذه القوى التي تقف مع عناصر تنظيم القاعدة في صف واحد كما يكشف عن الجهة التي تقف وراء افتعال الأزمات والانفلات الامني والتي اصبحت معروفة لدى أبناء الشعب.. ومن هنا وأمام هذا المشهد الضبابي والعبثي الذي يخيم على الشعب اليمني فإن على الرئيس عبدربه منصور هادي اتخاذ قرار شجاع وتاريخي أمام شعبه وأمام التاريخ من خلال قيامه بكشف كل المتورطين والمساندين لتنظيم القاعدة رسمياً سواء أكانوا جهات سياسية او اشخاصاً او جهات خارجية دولية او اقليمية، كما يجب على الرئيس كشف الكثير من الملفات التي مازالت طي الكتمان لديه واهمها ملف الاغتيالات ومن يقف وراء هذه العمليات، اضافة الى ملفات افتعال الأزمات وضرب انابيب النفط والتي لاشك ان الرئيس هادي يعلمها ويعرف الجهات التي تقف وراءها..
واعتقد أنه سيدخل التاريخ من أوسع ابوابه وسيزيد التلاحم الشعبي حوله اذا قام بكشف هذه الملفات واظهارها للشعب، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة، مالم فإنه سيكون مساهماً في معاناة هذا الشعب اذا لم يقم بهذه الخطوة، وانا اعتقد ان الظروف مهيأة أمام الرئيس لاتخاذ هذا القرار وسيكون الشعب حصنه الحصين ودرعه الواقي لصد أي رد فعل قد يخشاه عند اتخاذ مثل هذا القرار.