الميثاق نت - تجندت بعد قيام الثورة بـ٣ أو ٤ أشهر والتحقت بالحرس الوطني، ولم يتم تدريبنا على مدفع الهاون »82 ملي« إلاّ أياماً معدودة لا تتجاوز خمسة أيام بعدها تم ترحيلنا الى منطقة خولان قرية »الضبعات« وضواحي قرية »تنعم الباسلة« فالتحقنا »بقوة بلك النادرة« التي كانت تقاتل هناك فكنا في موقع واحد مع قائد مدفع رشاش »م-م« وهو الأخ علي عبدالله صالح وتحت قيادة علي علاية قائد الموقع، وكان علي عبدالله السلال قائد الحملة.. وفي يوم من أيام الشهر الأول لعام 1963م بعد صلاة العصر وقع علينا هجوم شديد من قبل العدو »الملكيين« وحينها بدأ أفراد من »قوة بلك النادرة« بالانسحاب من الموقع، فسمعنا علي عبدالله صالح يصيح بصوت شديد »أي واحد باينسحب سنضربه بالنار«.. ووجه الرشاش اتجاههم فثبتوا أماكنهم. ويضيف المناضل عبدالسلام محمد علي متذكراً: »أقسم بالله بأن هناك جنوداً كثيرين كانوا وقت اشتداد المعركة يلوذون بمتارسهم ويختبئون، إلاّ هذا الرجل الشجاع فقد كنت ألاحظه وهو يقف على رشاشه الوحيد في الموقع ولا يتزحزح من مكانه اطلاقاً مهما كانت ضراوة المعركة« »وأكثرنا كان صغير السن ولا يعرف شيئاً عن القتال، فكنا حقيقة نستمد ثقتنا من صمود هذا الرجل الذي كان يدلل بأنه شجاع وصاحب خبرة قتالية عظيمة«. ويواصل عبدالسلام سرد ذكرياته لـ»الميثاق«: »استمرت الأيام ونحن نقاتل في ضواحي قرية »تنعم« مدفع الهاون الذي كنت أقف عليه أنا ورشاش »م-م« الذي يقف عليه علي عبدالله صالح، حتى جاء الينا ضباط مصريون وأمروا بسحب مدفع الهاون الى الخلف مع القوات المصرية جنوب قرية »تنعم« وفق رؤية عسكرية، فبقي علي عبدالله صالح قائد الرشاش هو ومجموعة من »بلك النادرة« في الموقع وظل صامداً برشاشه الوحيد.. أما نحن فنقلونا الى مواقع أخرى«. |