أحمد سعد التميمي - من سهول وهضاب وجبال ووديان اليمن.. من صدى صوت الجبال وهدير البحار.. من شعر الحميد بن منصور وسعد السوينى والاهازيج الشعبية..
من اشعار المحضار التي دخلت كل قرية وبيت من ديوان البيض والكاف والمقالح والشرفي من أفراح وأتراح شعراء اليمن..
من هودج العروس ومركب الصياد ومحراث الفلاح.. من خوص النخيل الباسقات وشوامخ البيوت وعفة الماجدات.. من حضارات اليمن القديمة.. من صروح الوفاء والإباء والشموخ.. من كل هذا الألق اللامتناهي انبثقت الوحدة اليمنية المباركة..
***
من عدن ثغر اليمن الباسم انطلق الوحدويون الى آزال صنعاء التاريخ المعتق بالعقيق اليماني.. من فل وريحان وشقر الحالمة تعز بلاد العز والمقدار.. من حضن اليمن الدافئ المكلا حضرموت الخير نشرت شراعها فاتنةً بحر العرب من الغيضة ووادي سر الى شرمة ووادي عمر الى البيضاء وشبوة ووادي عرماء وجردان.. من كل مدن وشطآن وبحار وفيافي اليمن صرخت الحناجر »وحدة وبالوحدة لنا النصر مضمون«..
***
من كل هذا الطيف جاءت الوحد ة المباركة لا من مسئول او حماقة قيادي، او استحواذ متنفذ على كم قطعٍ من الارض في مخطط سياحي ساحلي، او الاستيلاء على ثروة بلد.. كل هؤلاء المتساقطين لا تعنيهم الوحدة بل اتخدوا منها مطية لتحقيق مصالح ذاتية ..وتمثل في عقلياتهم غنيمة وفيداً ليس إلا.. هؤلاء مَنْ جعلوا الوحدة تصغر في عيون عامة الشعب الذى ظُلم من تصرفاتهم الرعناء التي لا تمت للمسئولية بصلة. وجعلوا من خيراتها مكسباً لهم فقط..
لقد مرت أربعة وعشرون عاماً من الوحدة أفضت الى المطالبة بالانفصال ممن كانوا هم دعاة للوحدة.. ربع قرن من الزمان او يزيد ونحن نردد لنناضل من اجل.. الى آخر هذا الطلاسم في الشارع في المنزل في المدرسة وحتى على جدران المساجد.. وها نحن اليوم ننشد الأمن والاستقرار ونتباكى من آثار تفريخ الجماعات المتشددة والاحزاب التي مع كل اتجاه تمشي، فهي مع الدولة ومساندة الحكومة أحياناً وحيناً آخر ضد الحكومة.. معارضة للصح والغلط .وهى مع الوحدة وضد الوحدة.. والحاصل انهم مع وضد وكل يوم بوجه حتى صاروا حبايب للقاعدة والارهاب ..
****
إن ما أفضى إليه الحوار الوطني وإقرار تقسيم البلاد الى ستة اقاليم وكل اقليم عدد من الولايات اليمنية المتحدة وهي طريقة حكم ناجحة في عدد من دول العالم.
فاحتفالنا هذا العام يضاف اليه انجاز محلي ودولي عظيم ليمن موحد قوى متين خالي من العقد ورواسب الماضي والترهلات والامراض لأشخاص وافراد اصابت التجربة اليمنية الموحدة بالعطب وكادت ان تعصف بهذا المنجز لولا قدرة الله وهمة الرجال الاوفياء الذين استطاعوا بجهدهم وسِفْرهم السياسي إخراج اليمن من محنته بمؤازرة المجتمع الدولي والاشقاء والاصدقاء لينعم الوطن في أمن واستقرار.. وكل عام والوحدة والشعب بخير.. واستقبال تجربة الاقاليم والحكم المحلي واسع الصلاحيات لكل ولاية واقليم ودستور يعيش فيه الجميع متساوين في الواجبات والحقوق.
|