الخميس, 22-مايو-2014
الميثاق نت -     مطهر الأشموري -


الذين يمارسون الصراعات السياسية أو حتى صراعات خلاف أو اختلاف في أي منطقة أو قرية باليمن، عادةً ما يصلون الى مأزق أو مخنق أو الى طريق مسدود وحينها يبحثون عن مخارج وتخريجات لرمي المسئولية على طرف ثالث من تصارعهم.

ففي قريتي مثلاً اشتهرت عبارة في سياق هذه التخريجات تقول «هو عمل الذي لا خير فيهم وإلاّ فاحنا ما بيننا ولا حاجة».

الاشتراكي والاخوان كأنما يرددون أو ينصصون ذات العبارة كفهم أو مدلول بعد أكثر من عقد من الوحدة.

فمنذ إعادة تحقيق الوحدة والاخوان يشترطون على الاشتراكي «التوبة».. والاشتراكي يدين الاخوان بالارهاب، والنظام بالتواطؤ مع الإرهاب.

إن مثل هذا التفعيل هو أهم عمل أساسي وأهم خيار سياسي لكل طرف ولا يفترض في بدهيات فهم ووعي وألف باء السياسة أن يدين طرف ذاته في التخريجات بما هو أسوأ من الفعل ذاته، على قاعدة «عذر أقبح من ذنب».

فإذا منطق الاخوان والاشتراكي بعد عقد ونصف أو أقل أو أكثر أن الزعيم علي عبدالله صالح قال للاخوان أن يشرطوا «التوبة» على الاشتراكي وهو الذي قال للاشتراكي أن يدين الاخوان بـ«الارهاب» فهذا هو الغباء لأن ذلك يعني أن كلا الطرفين لا يمتلك الحد الأدنى من الأهلية السياسية بما تفترضه مهام وأدوار أحزاب أو اطراف سياسية.

لنسترجع حدثاً كبيراً ومشهوداً في الواقع كما حالة ما عُرف بـ«جيش عدن - أبين الاسلامي» وكيف تعامل الاشتراكي والاخوان معه، ومن خيارات وعلاقات صراعية!

فلأنه اضطر لمواجهة «جيش عدن - أبين الاسلامي» بالجيش أو بالقوة، فالاشتراكي الذي لم تكن له لا صلة ولا علاقة تضامن أو عاطفة استثمر الحدث سياسياً واعلامياً بكون النظام لا يستخدم القوة إلاّ في الجنوب في السياق والمرامي الانفصالية التي من أجلها سار في خيار «المواطنة غير المتساوية» كخيال لا واقع ولا وقائع له بغية الوصول الى واقع انفصال أو واقعية للانفصال.

الاخواني الشيخ الزنداني وفي فضائية «اليمن» كان لهم موقف تضامن وتعاطف مع «جيش عدن - أبين الاسلامي» كما مع القاعدة في حرب 2014م.

حين تحققت الوحدة اليمنية فالاشتراكي كان مطالباً بالتوبة من الانفصال وليس من الشيوعية، والاخوان كطرف كان مطالباً بالتوبة من الارهاب والقاعدة، ولو تاب الطرفان من الانفصال والإرهاب لما كانت هذه الصراعات.

الاشتراكي لم يرفض فقط الاندماج مع المؤتمر كتوحيد للنظام ولكنه رفض توحيد الجيش كدمج، وهو بهذا الوضع سار مع خيار خلافات مع اثقال اقليمية في خيار انفصال الأمر الواقع.

الاخوان- كما أكد «الزنداني» خلال محطة 2011م- ظل الطرف المتربص طوال نصف قرن للقفز الى الحكم أو للاستيلاء على الحكم.

لنا تصور أي حكم وأي حاكم في مثل وضع اليمن وفي ظل صراعات اقليمية وخلافات حدودية لليمن وغيرها، فتربص الاشتراكي بالوحدة كحنين للانفصال وتربص الاخوان بالحكم وبالذراع القاعدة فذلك كفيل بإنتاج اخطاء وخطايا وخلل واختلالات، وإلا ما مدلول أن يقول خاتم الانبياء «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» وما مدلول معالجته لصراع الغنائم وبين من.. بين المهاجرين والانصار..

ومع ذلك فلست على استعداد لأدافع عن اخطاء حكم علي عبدالله صالح أو عبدربه منصور هادي ولكني أدافع عن «الوحدة» التي هي حق واستحقاق لليمن الوطن والشعب فوق الاخطاء والخطايا.

بعد عقد من الوحدة وصلنا الى ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبعد أكثر من عقد من ترسيم الحدود اعلنت السعودية «الاخوان» ضمن الجماعة الارهابية..

هذه التطورات أو حتى التطورات الاقليمية والعالمية تؤكد بكل الثبوتيات التقاء الاشتراكي والاخوان في التطرف، وذلك ما جمعهما في اللقاء المشترك الى حد التماهي حتى وتقاطعاتهما لاحلول لها ولا تحل حتى فناء البشرية أو انتهاء التاريخ الانساني.. لم يعد غريباً اذاً في أوضاع اليمن الدراماتيكية التقاء الاشتراكي والاخوان في ملحمة كلاسيكية ورومانسية ولا ما هو في طور التأسيس بين الحوثية والحراك.

وحدة اليمن هي مصير وطن وحق اجيال ولا تربط بأي اخطاء لحاكم أو نظام كما لا ترتبط بكلاسيكية أو رومانسية ماركسية أو اسلامية وشرقية أو غربية واقليمية.

كلنا تابعنا الحوار الوطني من ألف مدخلاته حتى ياء مخرجاته، والوحدة باتت الحاكم الاقوى في هذا الحوار.. والوطن ظل القوة لمن يستدر ويستجدي استقواء في هذا الحوار وبأي مستوى من ألاعيب زيف وتزييف مارستها أطراف وبات الواقع والشعب في وعي التقاطها واستيعابها.

الأسوأ من الأنظمة والأسوأ من أسوأ نظام ومن مساوئ كل الأنظمة هو معطى ونتائج ما عرف بالربيع العربي، والشعب الذي انطلت عليه الخدعة وخرج بتلقائية للشارع بات أكثر من يدافع عن الزعيم علي عبدالله صالح ومن يتمنى عهده أو عودته.

أهم فترة تستوجب الدفاع عن الزعيم علي عبدالله صالح كان في فترة اختلال التوازن أو في ذروة جهود الإخلال به، فيكون دفاعي عنه هو دفاع عن توازن من أجل الواقع ولصالح الوطن، وفي مثل ذلك لا أخاف أي تبعات أو أجواء ترهيب الى حد الارهاب.

احتفال الوحدة بعيدها الـ(24) سيسجل للرئيس التوافقي المنتخب عبدربه منصور هادي أنه أقدم على الخطوة التي أجَّلها سلفه أو خنع لضغوط تأجيلها وهي الحرب ضد القاعدة كإرهاب.

الفترة الانتقالية بسوء أداء وفساد حكومة الوفاق كادت تخنق أي بصيص أمل أو مساحة تفاؤل شعبياً، وهذه الخطوة فقط هي التي أعادت الاعتبار لأمل وتفاؤل حتى في ظل تصعيد جحيم الوفاق وحكومة الوفاق فوق طاقة الشعب وفوق ما يحتمله أي شعب..

والمطلوب من الرئيس إيصال الواقع الى دستور يُقر وانتخابات تُجرى بأقصر سقف زمني يستطيعه.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38658.htm