عبدالله الصعفاني -
أشعر كمواطن بنصيبي من الخجل لاستقبالنا العيد الرابع والعشرين للوحدة اليمنية وبلادنا على هذا الحال من التراجع في كافة المسارات وفي المقدمة مسار الأمن ومسار الاقتصاد.. وقبل وبعد ذلك هذا الاستبساط لدعوات التشظّي التي فرضت المراوحة بين أقلمة ما بعد مؤتمر الحوار وتعالي أصوات الانسلاخيين الباحثين عن فك الارتباط استكمالاً لردة 1994م.
* كان يكفينا وقد دخلنا أزمة واحتراباً توَّجناه بالتسوية والحوار أن لا نستسلم لغريب الشطط وعجيب التصورات التي جعلت من الوحدة اليمنية الجدار القصير لكل راغب في القفز على أحد أهم ثوابت الوطن ..
* بجِد.. نحن نعيش عيداً مختلفاً كحصاد لمسلسل التردي الذي أفرز وضعاً سيئاً ومحبطاً نرى ملامحه في مواجهات ودماء يرفض نزيفها أن يتوقف، حيث ما يزال الإرهاب يتصدر مشهد الاستهانة بدماء اليمنيين.
* قبل عام فقط عشنا مأساة الجريمة الكبيرة التي ازهقت وأصابت أرواح ودماء المئات من رجال الأمن في مذبحة ميدان السبعين، فهل ارتقينا إلى مستوى الإنصاف لمن غادرنا شهيداً.. وهل نحن بالفعل نؤسس لشيء مختلف يجدد الآمال التي تتسرب كما يتسرب الماء من بين الأصابع .
* أراد الشعب حواراً بضوابط تحمي الثوابت، فإذا هو يستدعي الفراغ سقفاً والأبواب المخلوعة حوائط صد لا تقينا القيض والزمهرير بدليل هذا الشطط في الموقف من الوحدة .. وهذا التسويف تجاه دولة القانون والتخبّط وسوء الإدارة وارتفاع منسوب العنف .. فضلاً عن سقوط مفهوم المشاركة أمام مفهوم المغالبة والإقصاء.
* مؤسف أن يحل العيد الرابع والعشرون للوحدة وسط أحاديث الزحف الانفصالي على عدن.. ووسط أجواء من عدم الثقة بين الأحزاب .. وعلى مرأى ومسمع من حكومة فاشلة نتمسك بها وكأننا مصابون بـ«كورونا» التصفيق للعجز .
* يا خزانا من العيد..!