التقاه/ جميل الجعدبي - شن مدير عام المتاحف أحمد شجاع هجوماً حاداً على الهيئة العامة للآثار وقيادتها واتهمهما بالمساهمة في تهريب الآثار اليمنية والتشجيع على بيعها في الأسواق السوداء.
شجاع- الذي شكا تهميش إدارته ومحاولة
إلغاء دورها- تحدث للصحيفة كاشفاً عن كثير مما يدور في أروقة »الهيئة« وما تتعرض له الكنوز اليمنية من نهب وإهمال، إضافة
للأوضاع السيئة للمتاحف..
^ ماهو دوركم كإدارة عامة للمتاحف في حماية المتاحف وتطويرها؟!
- ليس لنا أية سيطرة على المتاحف في عموم المحافظات، ووضع المتاحف مزرٍ، والمفروض نسميها مخازن وليس متاحف، وقدمت مشروعاً لإعادة تأهيل المتاحف، لكن لم يكتب له النجاح.. وطالبت بإغلاق هيئة الآثار حتى تقوم بواجباتها الصحيحة والسليمة.. فهي مقصرة كل التقصير..
^ أنت كمسئول عن إدارة المتاحف.. لماذا لاتُفعِّل نشاط إدارتك؟
- إدارتي معطلة، فيها (5) إدارات، تعمل منها إدارة واحدة فقط هي إدارة المقتنيات، وهناك تعطيل ومحاربة لها أكثر من غيرها.. فإدارتي معطلة تماماً.. ومدير الحسابات والشئون المالية هم من يديروا الهيئة، ورئىس الهيئة راقد في مكتبه ولايعلم ما يجري.
^ مَنْ عطَّلها.. ولماذا وهناك لائحة تنظّم عمل الهيئة؟!
- لأن المسئول الأكبر يحيل المذكرات الخاصة بعمل الإدارة إلى إدارات أخرى.. ليست مختصة وفي مهام بعضها علاقة مثل إدارة التخطيط.. أغلب عمل المتاحف عن طريق التخطيط، لكنهم لايرجعون إلينا ولانعرف ماذا يجري، وأما اللائحة فهي قاصرة كل القصور، وماتزال محبوسة في الأدراج، هذا غير فصل التلفون والفاكس نهائياً مع ان فاتورتي ليست مرتفعة واصبحت الإدارة خارج نطاق الخدمة.
^ هل نستطيع القول أنك تعاني من الاحباط؟!
- كل الاحباط، تأتينا بعض الأعمال لتوصيف المقتنيات التي تصل من المواطنين، اللجنة تقوم بالاقتناء ونحن نقوم بتوصيف شكل ونوع القطع، لكن المشكلة الكبيرة لدينا أن الهيئة اصبحت تساعد في تهريب الآثار من خلال شرائها من المواطن.
^ كيف..؟!
- لأنك تطلِّع روح المواطن في اجتماعات اللجنة »لجنة الاقتناء«، وقبلها تشكيل اللجنة.. وطلب اجتماع اللجنة.. واللجنة لم تلتزم باجتماعاتها لانجاز أمور الناس.. بعد ذلك تطلع وزارة المالية.. حيث المبالغ محجوزة هناك.. وعلى هذا الأساس نحن نُطلِّع روح المواطن.. أو أعيد له القطعة.. لأني لا أقدر اعطيه وعداً بوقت محدد، وبالتالي الناس تنفر من الهيئة ويلجأون لبيع قطعهم الأثرية في السوق السوداء.. وتكون الهيئة بهذا الروتين الممل قد شاركت في تهريب الآثار..
^ لماذا لم تقدم استقالتك إذاً؟!
- الفشل ليس فيني، الفشل أساساً في قيادة الهيئة.. استطلع الوضع وبناءً على سؤالك سوف اقدم استقالتي.. بس في النهاية حبي للعمل ولا أقدر اعيش بدون عمل.. فحاولت أعمل شيئاً.. فالخلل في قيادة الهيئة والحسابات.. يعرقلون علينا مكافأة بسيطة جداً ويصرفون لهم مبالغ على أشياء بسيطة.
ونحن نتعامل مع هذه القطع فيها مكروبات ونتعرض للمخاطر، وقد فقدت حاسة الشم لمدة ثمانية أشهر نتيجة حفريات أثرية في مقابر بمنطقة بني حشيش وتعرضت للاختطاف في مأرب والجوف (5) مرات من قبل مواطنين هناك كوني أُنقِّب عن الآثار في مناطق حجزتها الدولة وتعرضت لإطلاق الرصاص.
^ هل توجد لديكم احصائية دقيقة بعدد القطع الأثرية في المتاحف؟!
- لاتوجد أية معلومة في المتاحف عن القطع وعددها، تقدمنا بمشروع لتوثيق القطع الأثرية في المتاحف قبل عام واعتمد المشروع بمبالغ بسيطة ولم تصرف كاملة، تمكنا فقط من توثيق متحف لحج، والضالع، وبيحان.. أما الآن فصلاحيتنا مشلولة ووضع الآثار في مأساة لم تحصل في أي بلد أو في أي زمن.
^ ماهي الأسباب؟!
- تتحمل الدولة المسئولية الكاملة عن حماية الآثار والثروات، الدولة مقصرة وتتغنى بالآثار في المناسبات الوطنية في بعض الأناشيد ونشاهدها في التلفزيون وصحيفة »الميثاق«، وفي الواقع تهريب الآثار في بلادنا لايقتصر على القطع الصغيرة والبسيطة التي بالإمكان اخراجها بسهولة، بل تعدى ذلك إلى خروج اعمدة من 3 مترات وأكثر..
^ كلمة أخيرة؟
- باقي كلمتين سنناشد الأخ وزير الثقافة ووزير السياحة أو الجهات ذات العلاقة، لكنهم لن يفعلوا شيئاً حسبما أعرف.. لذا نوجه نداءً ومناشدةً للأخ الرئىس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية ان يولي اهتمامه بالآثار، وإذا وصلت له هذه الكلمة سنأمل انه يعمل شيئاً.
|