الإثنين, 16-يوليو-2007
بقلم‮: ‬جورج‮ ‬جونسون‮ ‬وبرين‮ ‬أونيل -
طيلة الربيع وبداية الصيف برز انشقاق داخل صفوف القاعدة في اليمن، موغلا صدور جيل القاعدة الجديد الأكثر تطرفا ضد الحرس القديم المعتدل. هذه الاختلافات الاستراتيجية تجسدت في 02 يوليو الماضي عندما هاجم انتحاري موكب لسياح أسبان في محافظة مأرب شرقي اليمن، أدى إلى‮ ‬مقتل‮ ‬تسعة‮ ‬أشخاص،‮ ‬سبعة‮ ‬منهم‮ ‬أسبان‮.‬
الجيل الجديد من المتشددين، الكثير منهم تلقى التطرف في العراق، تم إعدادهم لتنفيذ هجمات في اليمن، وهذا يمثل تغييراً جذرياً عن الحرس القديم، الذين نصحوا الأعضاء الجدد بالروية والسماح باستمرار التفاوض مع الحكومة اليمنية.
حرس القاعدة القديم قلق من وقوع هجمات أخرى في اليمن قد تقود إلى اتخاذ الحكومة إجراءات صارمة ضدهم، مثل ما حدث بعد الهجوم على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في خليج عدن جنوب اليمن عام 2000 وهجمات 11 سبتمبر 2001 في أمريكا.
منذ 2003، توصلت الحكومة اليمنية والقاعدة في اليمن إلى ما يمكن وصفه باتفاق ضمني بعدم الاعتداء. فمن خلال عدة برامج وقنوات حوار، حاولت اليمن إقناع المتشددين ليس فقط بأن معتقداتهم غير صحيحة بل أيضا أنهم سيضرون قضيتهم وقاعدة عملياتهم باستخدام العنف داخل حدود الدولة‮.‬
مع ذلك، الجيل الجديد من زعماء القاعدة يعتبر الاتفاق تحالفاً خائناً مع الطغاة. ففي 21 يونيو الماضي، نشرت القاعدة في اليمن بياناً عبر رسالة صوتية على أحد المواقع الإسلامية تعلن فيها أنها اختارت ناصر الوحيشي ليكون زعيمها الجديد، والوحيشي هو أحد الثلاثة والعشرين‮ ‬الفارين‮ ‬من‮ ‬سجن‮ ‬يمني‮ ‬في‮ ‬فبراير‮ ‬2006‮ .‬
وكما‮ ‬يبدو‮ ‬أن‮ ‬الرسالة‮ ‬نفسها‮ ‬معدة‮ ‬لإقناع‮ ‬الحرس‮ ‬القديم‮ ‬بأن‮ ‬التفاوض‮ ‬مع‮ ‬الحكومة‮ ‬كان‮ ‬خيانة‮ ‬لقضيتهم‮.. ‬الرسالة‮ ‬كانت‮ ‬مقروءة‮ ‬من‮ ‬قِبل‮ ‬شخص‮ ‬عرف‮ ‬نفسه‮ ‬بأبي‮ ‬هريرة‮ ‬الصنعاني‮.‬
الصنعاني حذّر الحرس القديم من القبول بتوقيف الجهاد مؤقتاً من أجل البحث في إطلاق سراح السجناء. وأصر بقوله: »إذا قتلتم، فأنتم شهداء. ثم كيف يمكن اليوم أن يتوقف الجهاد من أجل السجناء؟ عودوا إلى رشدكم«.
هذا البيان أبدى تأكيداً على انتهاج القاعدة تكتيكات جديدة، كان أول ظهور لها مع عملية اغتيال مدير التحقيق الجنائي في محافظة مأرب، علي محمد قصيلة في 29 مارس. فالظاهر أن هذا الاغتيال كان انتقاماً لدور قصيلة في عملية اغتيال زعيم القاعدة في اليمن أبو علي الحارثي‮ ‬عام‮ ‬2002م‮.‬
ستة‮ ‬أيام‮ ‬بعد‮ ‬التصريح‮ ‬الصوتي،‮ ‬نشرت‮ ‬القاعدة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬بياناً‮ ‬آخر‮ ‬عبر‮ ‬صحيفة‮ ‬الشارع‮ ‬الأسبوعية‮ ‬التي‮ ‬تُنشر‮ ‬أسبوعياً‮ ‬في‮ ‬اليمن‮. ‬هذه‮ ‬المرة‮ ‬كانت‮ ‬الرسالة‮ ‬موجهة‮ ‬للحكومة‮ ‬اليمنية‮.‬
تضمن البيان أربعة مطالب إلى الحكومة اليمنية: إطلاق سراح أعضاء القاعدة المحتجزين، ورفع القيود عن السفر إلى العراق، ووقف التعاون مع أعداء الإسلام وخصوصاً مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأخيراً الإعلان عن الرجوع إلى الشريعة. بشكل واضح يظهر بياني القاعدة‮ ‬الموجهان‮ ‬إلى‮ ‬الحرس‮ ‬القديم‮ ‬والحكومة‮ ‬اليمنية‮ ‬عن‮ ‬فلسفة‮ ‬الجيل‮ ‬الجديد‮ ‬لزعماء‮ ‬القاعدة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
بعد يوم من وقوع الهجوم في مأرب، أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في مؤتمر صحفي عن مكافأة بقيمة 75500 دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض على المسئولين في هذا الهجوم. خلال الأيام القليلة التي تلت الهجوم، أفرزت التحركات الأمنية عن اعتقال عدد من الأشخاص‮ ‬في‮ ‬محافظات‮ ‬عدن‮ ‬وصنعاء‮ ‬وأبين‮.‬
ومثلما أوحى صالح فإن الرجل الذي اتهمته اليمن بأنه العقل المدبر للهجوم كان أجنبيا. فقد قتلت قوات الأمن اليمنية أحمد بسيوني دويدار، مصري الجنسية وعمره خمسين عاماً، في تبادل لإطلاق النار في 05 يوليو غرب العاصمة اليمنية صنعاء.
وبصرف‮ ‬النظر‮ ‬عن‮ ‬مسئولية‮ ‬دويدار‮ ‬عن‮ ‬الهجوم‮ ‬على‮ ‬السياح‮ ‬الأسبان،‮ ‬فإن‮ ‬مقتله‮ ‬ربما‮ ‬يثمر‮ ‬انشقاقاً‮ ‬توالدياً‮ ‬قد‮ ‬ينفجر‮ ‬في‮ ‬أوساط‮ ‬القاعدة‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬
وعموماً، فإن الهجوم على السياح الأسبان لم يكن مؤشراً على انبعاث القاعدة في اليمن، بل أيضا دلالة على القوة الجديدة للمتشددين الشباب الأكثر تطرفا. وعلى الرغم من أن الحصيلة غامضة لهذا الصراع المميت من أجل السيطرة على القاعدة في اليمن، إلا أنه من الواضح أن ربيع‮ ‬اليمن‮ ‬المتوتر‮ ‬سيتحول‮ ‬إلى‮ ‬صيف‮ ‬خطير‮.‬

واشنطن‮- ‬منظمة‮ ‬جيمستاون‮ ‬الأمريكية
حقوق‮ ‬لترجمة‮ ‬محفوظة‮ ‬لـ‮»‬الميثاق‮«.‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 13-نوفمبر-2024 الساعة: 10:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3872.htm