الإثنين, 16-يوليو-2007
عبدالله‮ ‬الشعوبي -
من البدهي عندما يسافر شخص ما إلى أي بلد من بلدان العالم، بما فيها الدول المجاورة لنا فلن يشاهد إنساناً يحمل سلاحاً، وهذا دليل على وعي المجتمع من ناحية وقوة النظام والقانون الساري في تلك البلدان من ناحية أخرى..
ولا‮ ‬أدري‮ ‬لماذا‮ ‬جعلنا‮ ‬نحن‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬حمل‮ ‬هذه‮ ‬القطعة‮ ‬التي‮ ‬تزهق‮ ‬الروح‮ ‬فخراً‮ ‬واعتزازاً،‮ ‬وان‮ ‬الرجل‮ ‬الذي‮ ‬لايحمل‮ ‬السلاح‮ ‬يعتبر‮ ‬في‮ ‬نظر‮ ‬الآخرين‮ ‬جباناً‮ ‬وضعيفاً‮.‬
هذه العادة توارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، ولكن الأبناء حالياً لم يتقيدوا بما تقيد به آباؤهم من حملهم للسلاح، فهناك ضوابط تُلزم حامل السلاح لو اخترقها فسوف يُلزم بدفع غرامات ويُلام من قبل القبيلة في حالة ما إذا أشهر سلاحه على آخر في فتنة نشبت بينهم.
لقد‮ ‬كان‮ ‬السلاح‮ ‬يُحمل‮ ‬في‮ ‬سابق‮ ‬الأيام‮ ‬للزينة‮ ‬وأثناء‮ ‬المناسبات‮ ‬الفرائحية‮ ‬كالأعياد‮ ‬أو‮ ‬الأعراس‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬القرى‮ ‬والأرياف،‮ ‬أما‮ ‬المدن‮ ‬فلا‮ ‬يسمح‮ ‬بحمله‮ ‬أو‮ ‬التجوال‮ ‬به‮.‬
والملاحظ الآن أن ظاهرة حمل السلاح اصبحت منتشرة، وأصبح الجميع يحملون سلاحاً بما فيهم الأطفال الصغار المراهقون والطائشون الذين لايفكرون بالنتائج الوخيمة المترتبة على حملهم لهذه الآلة الفتاكة، وقد سمعنا أكثر من حادث مأساوي ذهب ضحيته المئات من الناس الأبرياء نتيجة خلاف بسيط لايستدعي من المتخاصمين حتى رفع العصا في وجه بعضهم البعض، ولكن عندما يكون أحدهم حاملاً للسلاح لايكون أمامه من بدِّ سوى إشهاره والضغط على الزناد واطلاق رصاصة الموت التي لاتخلف من ورائها إلاَّ اليتامى والأرامل.
ورغم كل تلك المآسي التي تحدث إلاّ أن قانون منع وحيازة السلاح مازال حبيس أدراج مجلس النواب لأن البعض من أعضائه أكثر الناس حملاً له..!! ولم يقتصر حملهم أثناء قيامهم بمهمة أو نزول ميداني إلى بعض المناطق النائية، بل تعدى ذلك إلى المساجد لأداء الصلاة والمرافقون‮ ‬من‮ ‬ورائهم‮ ‬مدججون‮ ‬بالأسلحة‮.‬
يقول‮ ‬الشاعر‮:‬
‮»‬لاتنه‮ ‬عن‮ ‬خلق‮ ‬وتأتي‮ ‬مثله
عارٌ‮ ‬عليك‮ ‬إذا‮ ‬فعلت‮ ‬عظيم‮«.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 11:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3877.htm