الإثنين, 09-يونيو-2014
تقرير/ ذويزن مخشف -
لاتزال مدينة عمران على شفا حرب طائفية وقودها مسلحو الحوثي وحزب الإصلاح المدعوم من وحدة عسكرية موالية له بقيادة قائد اللواء 310 حميد القشيبي رغم اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم الأسبوع الماضي برعاية وزارة الدفاع والمبعوث الدولي للأمم المتحدة والذي تم التوقيع عليه الأربعاء الماضي الا أنه تخيم اجواء الشحن والتوتر على مدينة عمران والمواقع التي شهدت أعنف الاشتباكات بين الجانبين والتي اسفرت عن مقتل حوالى 500 شخص على الأقل واصابة المئات من المواطنين.
اتفاق وقف اطلاق النار الى أمس يبدو متماسكاً الى حد كبير في ظل خروقات الطرفين المتصارعين والمتسارعة حيناً بإرسال وحشد المقاتلين من محافظة صعدة معقل الحوثي ووصول تعزيزات بشرية من الإخوان من صنعاء وسط اعادة تموضع كل منهما في مواقع ومناطق محيطة بمدينة عمران.
الشارع اليمني يتخوف من أن يتخذ القتال في عمران طابعاً طائفياً ومذهبياً وهو ما يزيد من الاضطرابات في البلاد التي تكافح من أجل التغلب على مشكلات كثيرة كانعدام المشتقات النفطية وانقطاع الكهرباء فضلاً عن الفقر الذي بات مؤشراً على وجوده في كل بيت بسبب سوء إدارة حكومة الوفاق.
قضى الاتفاق على نشر مراقبين محايدين لمراقبة سير وقف إطلاق النار الذي بدأ ظهر يوم الأربعاء.
كما دعا أيضاً الجانبين لوقف إرسال تعزيزات إلى عمران بينما انسحب الطرفان من مواقع قتالية عند السجن المركزي وتم فتح الطريق الرئيسي بين عمران والعاصمة صنعاء.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي خلال الأسبوع الماضي قد حذر أن أمن عمران من أمن العاصمة صنعاء. وشمل الاتفاق إطلاق سراح 100 جندي تابعين للواء القشيبي لدى جماعة الحوثي.
يعتقد مراقبون ومحللون سياسيون أن اقتتال الطرفين في عمران يندرج ضمن مخططات ومشاريع صغيرة، فالحوثيون يسعون لإحكام قبضتهم على المناطق الشمالية من صعدة حتى عمران فيما يسعى حزب الإصلاح من وراء تفجير الوضع في عمران إلى ارباك المشهد السياسي وصرف النظر على جهود الدولة في حربها ضد الإرهاب خاصة بعد أن حققت انتصارات كبيرة.
وقالوا إن الاتفاق يعطي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القوة لإصدار عقوبات على الجماعتين المتحاربتين فضلاً على ضرورة نزع سلاحهما تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني.
ومن جهة أخرى اعتراف غير مباشر بأن اللواء 310 متمرد على الجيش أو انه خارج سيطرة وزارة الدفاع.
ويأتي احتدام المعارك بعد تمدد الحوثي وسيطرته على مختلف مداخل وأجزاء مدينة عمران واطبق حصاراً شديداً عليها لمنع الامدادات العسكرية لمقاتلي حزب الاصلاح وجنود اللواء 310 . وقال المراقبون إن ضرب مؤسسات الدولة بعمران من قبل الطرفين دفع الى تدخل الدولة التي وجدت نفسها محاطة بأمر واقع نتيجة اخفاق سابق وفشل في ادارة الدولة من طرف معين وفق ما تطلبه المرحلة الانتقالية والتسوية السياسية. خصوصاً بعد حديث الرئيس هادي في اجتماع بأبناء عمران مؤخراً بان أمن عمران جزء من امن العاصمة وهو مالم يفكر فيه طرفا الصراع اللذان ذهب كل منهما في حربه لكن الهدف الاسمى الذي يجتمعان حوله هو اسقاط الدولة الحالية وتعميم حالة الفشل على كل الجهود التي يبذلها الرئيس هادي لحقن مزيد من دماء الطرفين التي هي في الاخير دماء يمنية يجب الحفاظ عليها.
قال الباحث السياسي احمد الفقيه في تصريحات صحفية: ان ادخال الدولة في حرب عمران جاء كوسيلة ضغط على الرئيس هادي لتخفيف حربه التي لايزال يتوعد باستمرارها ضد عناصر تنظيم القاعدة بمحافظتي ابين وشبوة والبيضاء ومارب.
وتابع قائلا: "إن الجماعات المسلحة والتي كانت جزءاً من الحوار الوطني الشامل المنعقد العام الماضي والتي انتقلت من طاولة الحوار الى ميدان الحرب الطائفية والمذهبية تظهر مدى العداء والانتقام الذي يحمله كل طرف على الآخر .. لكنها في الاخير تجتمع على تقويض الدولة واسقاط سلطاتها.
وأضاف الفقيه: "اثبت كل طرف بأن له مشروعاً يبنى على انقاض المشروع الوحدوي الاتحادي الذي يؤسس له الرئيس هادي متحدياً كل الظروف والتحديات المعقدة التي تقف امامه"..
أما الخبير العسكري والمتابع السياسي ثابت حسين صالح فقد اعتبر توقيع طرفي الصراع بعمران(الحوثي والإصلاح) على وقف اطلاق النار خطوة ناجحة من الدولة وانتصاراً حقيقياً للجيش والمناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يحرص على عدم انزلاق اليمن نحو حرب طائفية ستحرق الاخضر واليابس.
وأكد ثابت في تعليق لصحيفة «الميثاق» حول الأحداث بعمران أن الدولة تحرص على عدم الانجرار الى حرب سابعة، لذلك عملت على توخي الحذر حرصاً منها على صون الدم اليمني وعدم انشغالها عن مهمة بناء الدولة الحديثة ومكافحة الارهاب.. مشيراً ان وقف اطلاق النار جاء بعد أن أرغمت الدولة الطرفين على الاعتراف بسلطتها وعدم التمادي في تجاوز حدودهما.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38898.htm