الإثنين, 09-يونيو-2014
الميثاق نت -   نجيب شجاع الدين -

إذا كنت ممن ينشد التغيير أنصحك بالسفر.. إنه البداية، ستكتشف من خلاله أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة وفي أقل اللحظات توقعاً ستوافق صديقاً لي الرأي بأن موجات الإلهام السماوي تجوب الأرض سبع مرات في الثانية.. يرسل العقل ملايين الإشارات إليها ...هل تراني .. لماذا تتأخر رغم أنها ليست خدمة حكومية بل مجانية وتتدفق بحرية وسخاء وتلتقط من يريد .
في أقدم المعاجم اللغوية .. السّفر تعني الكتابة والكاتب يسمى سافراً.
قديماً قرأ أجدادنا واقعهم المعنون بجنتين عن يمين وشمال فقالوا: ربنا باعد بين أسفارنا..
استجابة لهم تحول المكان صحراء قاحلة واختفت جنتاهما..
ترى هل كان غباء أم تحرراً فكرياً بلغه هؤلاء حتى يضحوا بخيرات الطبيعة ورغد العيش مقابل تحقيق مبدأ حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر وربما إنشاء أول قانون ونيابة للصحافة والمطبوعات..
من كان عنده علم الكتاب .. تفوق قدراته عفريتاً من الجن!
تتباعد أسفارنا وكتابنا أيضاً مستمرون في التباعد والابتعاد عن الواقع ومبدأ الصدق , النزاهة والموضوعية وحلت علينا نحن اليمنيين دعوة الكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية تتآمر على الإنسان ووطنه ولا تزال تدعوه للانجرار وراء نوازع عصبية , طائفية , قبلية , وحزبية ضيقة .
الإلهام يجوب الأرض سبع مرات في الثانية .. أتحداه أن يأتيني بأدق التفاصيل .
إن شئت قولها فثمة مبررات عدة لتأخره .. قد يكون تعرض لكمين مسلح .. اعتداء من مجهولين .. إنه في الطريق يعوقه كثرة نقاط التفتيش وإجراءات حالة الاستنفار الأمني .. ولا يستبعد اعتقاله للاشتباه فيه .. من يشبهك من؟!
أحسبه أمراً في غاية التطور والتفوق أن يدعو اليمنيون ربهم المباعدة بين أسفارهم .. في محاولة لاكتشاف وابتكار ما يمكنهم من تجاوز المسافة والزمن وصولاً إلى المكان في أسرع وأفضل الوسائل المتاحة.
موجات الإلهام تجوب الأرض سبع مرات في الثانية.. كلاب المدن لا تعرف الإلهام ولا تهتم باصطياده.
ذكاؤها الحاد خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن جعلها تسعى جاهدة لإثبات أهمية وجودها على الساحة السياسية كجزء مكمل لخطابات وشعارات الأحزاب : عندما تنبح الكلاب فإن القافلة تسير.
أغلب الظن أن الشعب سخر قبل آلاف السنين من مفتعلي الأزمات ولم يقتنع بفكرة التصدي والدفاع عن الشرعية الدستورية او الشرعية الثورية والتوجه لإحياء جمعة الزحف وجمعة "إن عدتم عدنا"
بكل بساطة وبعيداً عن لجان وتنسيقيات الانقسامات والصراعات والمظاهرات والاحتجاجات قال الشعب لنفسه ارحل فرحل وبهذه الطريقة كتبت أمجاده بأحرف من نور وسطر التاريخ حقيقة أبدية لا جدال فيها : اليمن أصل العروبة ومهد الحضارة ومهد المهد.
الشاب عبده قاسم واحد من بين ما يفوق 200 ألف خريج جامعي، يجدد القيد سنويا ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله , يصوم رمضان ويبحث عن وساطة تتصل بشمسان وتسأله عن وظيفة عبده قاسم وجديد رقم القيد الذي يجدده سنوياً ولم يتجدد ولم يتغير "38204"..
أخيراً بعد سبع سنوات انتظار قرر النسيان وفتح بقالة متواضعة تبيع زبادي وشمعاً وبسكويت أبو ولد..
خرج إلى الساحة ثار ضد الفساد والفاسدين سب وشتم وعرعر مطالباً بالتغيير ثم عاد إلى دكانه بعد الاطمئنان أن نضاله توج بتحقيق تطلعات الشعب .. على الفور تغيرت أسعار الزبادي والباكت الكمران ....الخ
توقف الحال وانعدمت البركة على حد قوله لكن ما يعكر عليه حياته المتأزمة أصلا ويثور الغضب في صدره وسائل الإعلام التي لا تنفك صباح مساء منذ عامين تهاجمه وتتهمه بالتآمر والخيانة والعمالة باعتباره من أصحاب المشاريع الصغيرة " صاحب دكان"
أمثاله لن يمروا وسيتصدى لهم الشعب والجيش وسيتم ضربهم بيد من حديد .. للتذكير رقم القيد "38204"
رغم أنها تضم عباقرة الفساد- قبل وبعد مجيئ حكومة الوفاق- تظل وزارة الخدمة المدنية الوحيدة البعيدة عن إشارة وسائل الإعلام إليها من زاوية كشف الحقائق للرأي العام ..
لا يعني هذا انعدام الرشاوى وعمليات التلاعب بالوظائف وبيعها ازدواج أسمائها ووهميتها أو أن جريمة الفساد أيا كان نوعها " شمسان بيقتلها " قبل ان تتسلل إلى أدراج ومكاتب وزارته .
لاحظ أن معظم الصحفيين ومديري ورؤساء تحرير الصحف اليمنية من نفس قرية نبيل شمسان وزير الخدمة المدنية وأي خدمات نغمات العاب جافا خلفيات شاشة.
ما علينا ينبغي إلا ننغص ونقطع على جماهير الشعب سلسلة ابتهاجاته وأفراحه بالعيد الوطني الـ24 لقيام الجمهورية اليمنية والمتزامنة مع اختتام مؤتمر الحوار والمضي في تنفيذ مخرجاته وخروج اليمن من عنق الزجاجة وخروج محطة مأرب أسبوعياً عن الخدمة وعودتها إلى الخدمة بالمخارجة .
يحاول البعض استغلال الأحداث السلبية لترسيخ فكرة مفادها أنها حكومة فاشلة وقد يعمد إلى فرض الظلام للتعتيم على الناس وعلى انجازاتها .
بالنظر إلى اتفاق التسوية السياسية وبنود ونصوص المبادرة الخليجية نجد ان حكومة الوفاق تحملت العبء الأكبر في تنفيذ مهام غاية في التعقيد .
إنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار في البدء ثم رفع المتاريس ثم رفع القطاعات القبلية والمليشيات المسلحة من الطرقات ورفعت خيام المعتصمين من الساحات ... ومع تتابع الأيام تفننت الحكومة في إتقان طرق وأساليب الرفع واكتشفت امتلاكها موهبة نادرة تؤهلها لتكون الأفضل عالمياً في الرفعات!!
الأمر الذي ضاعف حماسها وإصرارها على المواصلة ولا يمكن لأحد إعفاؤها من صقل تجربتها برفع الدعم عن المشتقات النفطية..
اجتماعات مجلس الوزراء المنعقدة خلال الأشهر المنصرمة صار مألوفاً أن تبدأ برفع احد الوزراء أو اللجان تقريراً للمجلس ومناقشة نتائج سفريات المسئولين خارج البلاد ومناقشة العلاقات المشتركة بين البلدين وفي الختام يجدها رئيس المجلس فرصة لرفع تحياته إلى جماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج
كما يرفع تهانيه لرئيس وزراء قطر وأخرى لنظيره التركي الجزائر المغرب العشاء ... لا بأس أصدقاء اليمن كثر فليعذرونا إن نسيناهم.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38901.htm