الإثنين, 09-يونيو-2014
الميثاق نت -  مطهر الأشموري -

< لو أن اللواء علي محسن والقوات التي معه أنشقت ومن ثم الأحزاب التي خرجت للساحات عام 2011م مارسوا انقلاباً عسكرياً نجح قبل تفعيل محطة أمريكية فماذا يكون بمقدرونا أن نعمل ونحن نسمع البيان العسكري المعتاد في الانقلابات غير التسليم بالأمر الواقع الجديد؟
لو أن الاعتداء على جامع دار الرئاسة حقق هدفه ومات الزعيم علي عبدالله صالح فذلك لم يكن ليحسم أو ينهي الصراع وبالتالي قد نصبح أمام خيارات تحديد المواقف من اطراف هذه الصراعات بأي شكل.
ليس لدي مرض تضخيم الذات لأدعي أنني كنت بين من استهدفوا في حروب صعدة بتنصيص «الإمامية» مثلاً فتلك حقيقة وذلك حدث وكان علي تقبله وتحمله كأمر واقع.
الثورة أو التغيير هو في بدائل للأمر الواقع وحين يصبح لرأيي قيمة أو أهمية فإني إن سرت في اصفاف فمع البديل للواقع أو البديل للأمر الواقع فلا اصطف فقط من أجل إقصاء أو انتقام كما لا يمكنني الاصطفاف فقط على أساس أو مع شعارات لمجرد دغدغة العواطف فلدينا متراكم منها، منذ ثورة سبتنمبر 1962م يجعلنا بسهولة ننفذ إلى الأبعد والأعمق لما بعد فوق الشعارات والحملات السياسية الإعلامية الهادرة والطاغية.
كنت من بين أوائل من وصلوا إلى قناعة وإيمان بأن أزمة 2011م هي محطة أمريكية كما أحداث 2001م كإرهاب وحرب ضد إرهاب وقبلها بعقد كغزو وتحرير الكويت فلا اتصور بالنسبة لي من هذا البعد ان أقف مع المحطة ضد أي حاكم وأياً كانت أخطاؤه.
من كل ذلك فإني سرت مع خيار الحل السلمي كأفضل للواقع..
الذي يحدث الآن كصراع بين الإخوان وأنصار الله يؤكد أن إقصاء علي عبدالله صالح بدون اشتراط الرحيل والبديل كحل سلمي سيكون بمثابة تفعيل كل صراعات الواقع ربطاً بالصراعات على الحكم.
فالانقلابات العسكرية والمباشرة تصبح أفضل وأفضلية للواقع من تفعيل هذه المحطات والثورات بكل شعائرها وشعاراتها..
هذه الاثقال العسكرية والدينية والقبلية ومن ثم الأحزاب والتنظيمات السياسية كان الأجدر بها تحملها للمسئولية وأن تنقل الواقع إلى واقعية لتصبح شعاراتها متحققة.
أما إن إريد كما أرادت محطة أمريكية ثورة سلمية فمن حقي كمواطن اشتراط السلمية في الحل السلمي كما من حقي كمواطن إبداء رأيي واختيار موقفي واصطفافي وليس من حق طرف أو اصطفاف قمعي على أنني بقايا نظام وذلك ما ظل ينصص على مثلي «إمامي» والأسوأ من القمع الاستعلاء والتحقير للآخر فالنوبلية توكل كرمان كانت أرحم حين تصريحها مثلاً «فليخسأ من يقول إن الحل في المبادرة الخليجية».. لأن غيرها قال: «إن من يتبنون ويطالبون بالحل السلمي مجرد زبالة وقمامة»..
ما هو البديل الذي يقدمه هذا الاسفاف والصفاقة وقد أجبر الواقع هؤلاء واضطرهم إلى ذات الخيار وهو «الحل السلمي»؟
كمواطن أتأمل في أوضاع ومتراكمات الواقع فأصبحت لدي قناعة على واقعية التعامل مع الواقع ولذلك فلست مع أي انفعالات وردود فعل متشنجة أو انتقامية وفي ظل معرفتي بحقيقة أسوأ بكثير يمارس في العديد من البلدان وبالتالي فإني انظر لما هي افضلية في النظام فوق الذاتي من ناحية وبالتالي فالمفترض المقارنة بين الأنظمة في اليمن من قبل أو بعد الثورة.. وإذا المؤتمر الشعبي كان بمثابة مظلة ديمقراطية للأحزاب والأطراف السياسية فإن الزعيم علي عبدالله صالح ومنذ حروب المنطقة الوسطى وما بعدها كان مظلة للتوازنات.
إذا المحطة الأمريكية 2011م مأخونة فهل النظام الديني والقبلي المعروف والمجرب هو الأفضلية والبديل الأفضل؟
قبل بدء حروب صعدة 2004م لم أكن اعرف الحوثي أو اسمع به وتلك حقيقة؟ من كان يتصور أن الحوثي وقد بات طرفاً مسماه «أنصار الله» أن يصبح هذه القوة وهذا التموضع بعد أزمة 2011م..
علي عبدالله صالح تعامل بواقعية مع المحطة الأمريكية 2001م وهذه المحطة أوجدت واقعاً ساعد الإخوان لفرض أولوية حروب صعدة في سياق الحرب ضد الإرهاب فيما الإخوان تعاملوا مع محطة أمريكية ضد الرئىس السابق بوقيعة وضد الواقع ولذلك فإنهم لم يستطيعوا التعامل بواقعية مع وضع أنصار الله كواقع وعادوا إلى حروب صعدة ليتعاملوا بواقع وأمر واقع كان وبات من الماضي ليطلبون من الرئىس الجديد ما فرضوه على سابقه زج الجيش في حرب لإكمال تدميره وتمزيقه إخوانياً.
لولا الحل السلمي والرئيس المنتخب فما يطرحه أو يطالب به الإخوان من صراعات وحروب يزج فيها الجيش هو التناحر والاقتتال الأهلي فكيف اصطف مع بديل ونظام مجرب؟
الرئيس عبدربه منصور هادي يتفاهم في مداراته ومراضاته كتعامل مع أوضاع وتموضع ما بعد 2011م وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه إذا أوصل اليمن إلى دستور يقر وانتخابات تجرى وتوصل إلى رئيس منتخب يكمل تنفيذ خارطة الطريق كتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وأمام الرئيس «هادي» حق أن يترشح أو يترجل.
نهاية العامة القادم 2015م ربما يمثل أقصى سقف زمني للوصول إلى هذا الانجاز وتجديد الوضع بما يدفع لأفضل وأفضلية.
حين تفعيل أزمة 2011م عانيت في اجتهاد الوصول إلى أساسيات وإلى قناعات واقعية وواعية لرؤية وموقف، وما آلت إليه التطورات والأوضاع في المنطقة تجعلني في رضى أكثر عن نفسي كوعي وقناعات وموقف.
ألم يكن الأفضل للواء علي محسن والإخوان الاستقلالية في انقلاب يسبق محطة أمريكية كثورات ومن خلال الانقلاب تعلن الخلافة وما تحت سقفها وسيفها من شعارات دينية وديمقراطية؟!
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38906.htm