الإثنين, 09-يونيو-2014
استطلاع - فيصل الحزمي -
عبر عدد من المزارعين عن استيائهم الشديد من تخلي الحكومة عن مسئوليتها في توفير مادة الديزل وعدم قيامها بأية معالجات تحد من أزمة الديزل الحادة. وقالوا في أحاديثهم لـ«الميثاق» انهم تجرّعوا خسائر كبيرة تُقدّر بملايين الريالات مطالبين وزارة الزراعة بسرعة تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم.. مؤكدين أن أغلب المحطات يبيعون مادة الديزل في السوق السوداء بزيادة تصل إلى عشرة آلاف في البرميل..
«الميثاق» التقت بعدد من المزارعين والمستثمرين في القطاع الزراعي واستطلعت آراءهم حول اسباب هذه الأزمة وسبل حلها .. فإلى التفاصيل..
كانت البداية مع الشيخ / عبده مقبل الوشاح- صاحب مزارع في محافظة صنعاء والذي تحدث حول هذا الموضوع قائلاً: ازمة المشتقات النفطية تعود بالدرجة الرئيسية الى فشل الحكومة وهذا مسلم به من قبل الجميع ناهيك عن انعكاسات الصراع السياسي المحموم الذى تشهده البلاد.. وأضاف: تبرير الحكومة للأزمة بالتهريب دليل على عجزها فهى تعرف المهربين وتعجز عن ردعهم وعن توفير الديزل للمزارعين، ورغم الشكاوى والاحتجاجات المستمرة التي ينفذها المزارعون إلاّ أن وزارة الزراعة وقيادات السلطات المحلية في المحافظات تتعامل مع ذلك وكأن الأمر لا يعنيها وتؤكد أنها عاجزة عن معالجة المشكلة وحلها وتوفير الديزل للمزارعين ومحاربة الأسواق السوداء..
عشرة ملايين
وفيما يخص مدى معاناة المزارعين من انعدام مادة الديزل وحجم الخسائر التي يتكبدها القطاع الزراعي والى اي مدى يمكن ان تؤثر هذه الازمة على مستقبل الزراعة في اليمن ؟ قال الوشاح : المعاناة كبيرة ولايمكن وصفها فنحن نبات ليالي واياماً امام محطات الديزل ناهيك عن مشقة وخسائر ملاحقة الديزل من محافظة الى اخرى، وبالنظر الى توقيت انعدام الديزل فى مواسم الزراعة يدل وبما لا يدع مجالاً للشك ان هناك عملاً تخريبياً ممنهجاً يهدف الى الاضرار بالزراعة ويستهدف الامن الغذائى للمواطن.
وأضاف: اليمن بلد زراعي خصب والقطاع الزراعي ينبغي أن يمثل أولوية في الاهتمام للنهوض به واستغلال إمكاناته الكبيرة، وهذا ما كنا نأمله من حكومة الوفاق، لكن للأسف نجد ان هذا القطاع يأتى فى اسفل سلم اهتماماتها التى لاتكترث للمزارع لأنها مشغولة بمهام حزبية..
موضحاً أن هناك منتجات زراعية تحتاج للري في أوقات محددة ومعينة، وهنا مكمن التأتير لأن المزارع غير قادر على الاعتناء بمزارعه في ظل انعدام مادة الديزل.. وبالتالي ينخفض الإنتاج، وكذا تتغير جودة المنتج وأيضاً تغير موعد النضوج، لأن المزارع يضطر إلى جني المحصول قبل أوانه، وعلى سبيل المثال فإن شجرة البن تأثرت كثيراً نتيجة هذه الأزمة من خلال جودة ونوعية المنتج وصغر حجمه، ولهذا هناك خسائر فادحة يتكبدها المزارع والقطاع الزراعي في اليمن نتيجة انعدام الديزل وأزمة المشتقات النفطية، ولهذا فإن الموسم الزراعي الحالي تلقى ضربة موجعة، وخصوصاً في بعض المناطق مثل تهامة التي تعد من أكبر المتضررين، وهذا يعني أن أضرار هذه الأزمات تطال أغلب شرائح المجتمع وخصوصا العاملة والمنتجة.
وعن الخسائر التي يتكبدها المزارعون قال الوشاح: منذ ازمة عام 2011م والقطاع الزراعي في خسائر متوالية واعتقد أن أي مزارع لا تقل خسائره عن 70% مما كان يحصل عليه من عائد مالي..
وعلى سبيل المثال أنا كمزارع خسرت هذا العام ما يزيد عن عشرة ملايين ريال جراء أزمة الديزل فما بالك بالمزارعين الكبار في تهامة وحجة وغيرهما من المحافظات..
وأضاف: هناك تأثير على المدى القريب وتأثير على المدى البعيد للأزمة على الزراعة، القريب مادي، والبعيد تأثير على الأشجار الصغيرة التي هي في اطار النمو ولا تحتمل انقطاع الماء عنها، هذه الاشجار ستنتهي بكل تأكيد، بالإضافة إلى تأثير آخر يتمثل بعزوف الكثير من المزارعين عن الزراعة وستضطر الدولة الى توفير الامن الغذائي من خلال الاستيراد وصرف العملة الصعبة لاستيراد السلة الغذائية..
وحذر الوشاح في نهاية حديثه من تساهل الدولة أمام الوضع المزري الذي يمر به قطاع الزراعة والذي يكشف عن مخطط خبيث لضرب هذا القطاع كجزء من مخطط كبير يستهدف الوطن برمته.
بيع مزارعهم
من جانبه اكد المزارع سعد الازرق- احد المستثمرين في القطاع الزراعي وصاحب مزرعة مانجو- أنهم يضطرون إلى جلب مادة الديزل من السوق السوداء. بعد ان يئسوا من توافره في المحطات فهم ينتقلون من محطة إلى أخرى في رحلة البحث عن الديزل وينتظرون في طوابير طويلة حتى أوقات متأخرة من الليل للحصول على الحد الأدنى من حاجة مزارعهم من الديزل ولكن دون جدوى.. وقال الازرق: إن ذلك الوضع قد ساهم في دفع بعض المستثمرين في القطاع الزراعي الى بيع مزارعهم..

بأسعار باهظة
الى ذلك قال المزارع مهيوب علي من محافظة صنعاء، صاحب مزرعة: إنهم يعانون شح الديزل وعدم توافره منذ اكثر من شهرين، داعياً إلى تدخل الجهات المختصة لاحتواء المشكلة وتدارك ما يمكن تداركه من المحاصيل الزراعية التي تسببت أزمة الديزل في دمارها.. وأضاف: هناك عدد من ملاك المحطات يقومون باحتكار مادة الديزل ويقولون بانعدامها لديهم في النهار بينما يقومون بتوزيعها على عدد من المواطنين في أوقات متأخرة من الليل وبأسعار باهظة.. وشدد مهيوب على ضرورة قيام الجهات المختصة بمراقبة تلك المحطات وفرض غرامات على من ثبت قيامه بابتزاز المواطنين الذين تضطرهم الظروف إلى مثل هذا الوضع..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-38907.htm