علي عمر الصيعري -
يوم غد نحتفل بذكرى يوم الـ17، يوليو، يوم تولي فخامة الأخ الرئىس المعلم- حفظه الله- مقاليد حكم اليمن في ذلك اليوم والشهر من العام 1978م، وتملي علينا هذه الذكرى المجيدة الوقوف والتأمل في مسارات تجربة هذا الرئىس المعلم بمحطاتها التاريخية التي انتجت انجازات عدة لها شواهد يستحيل نكرانها أو تجاوزها أو الجحد بها.
ويولّد ذلك الوقوف وهذا التأمل حوافز في دواخلنا للبوح بما نكنه نحو رئيسنا ومعلمنا من آي التقدير والاعجاب لنسطره بدورنا مقالاً أو دراسة أو بحثاً، حتى أصبحت عندي والعديد من الزملاء عادة نُقدم عليها في كل عام.
غير أنني في غرة هذه مناسبة هذا العام رحت استقرئ العديد من المقابلات الصحفية التي أجرتها معه كبريات الصحف والمجلات، لاستنطق شهاداتها عنه من خلال مضامين اسئلتها، وبالمقابل استعيد إلى الأذهان، من خلال اجاباته عنها، عظمة هذا الرجل الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه.. وهاكم نموذجاً مما وقفت عليه من تصفحي لسلسلة الخطابات والأحاديث الصحفية التي أصدرتها وزارة الإعلام، وهي المجلد رقم (20) للعام 2000م.
في مقابلة مطولة وضافية أجرتها مع فخامته مجلة »المجلة« اللندنية الشهيرة بتاريخ 2000/7/22م، استوقفني سؤالان أوردهما هنا مع الاجابات عليهما نصاً كما يلي:
^ المجلة: فخامة الرئىس.. أنتم صنعتم دولة الوحدة، صنعتم دولة مؤسسات، وأصبح هناك يمن واحد المعالم، ومنظم، لديه دستور ولديه انتخابات ولديه أسلوب ديمقراطي نابع من تجربته.. فخامة الرئىس.. هل يمكن ان توضحوا لنا كيف استطعتم خلال هذه الفترة الزمنية، القضاء على الكثير من مظاهر التخلف في اليمن، وأن تصنع هذه الدولة خاصة أن تدمج القبيلة داخل الديمقراطية؟
- الرئىس: أولاً ليس هناك شك بأنه كان هناك هم كبير لدى أي حاكم في اليمن وهو بناء دولة من الصفر.. صحيح إنه كانت هناك دولة هيكلية لكنها غير مؤسسية، وغير منظمة، والحروب الداخلية والصراعات القبلية والصراعات السياسية كان لها أثرها في عدم وجود استقرار في اليمن وعدم وجود مؤسسات دولة، لأنه كلما توفر الأمن والاستقرار أمكن القضاء على كل النعرات والتعصبات المناطقية والقبلية وغيرها، وأمكن بناء مؤسسات الدولة.
وبعد إعادة تحقيق الوحدة وإنهاء حالة التشطير والصراع الذي كان موجوداً داخل اليمن أصبح هناك استقرار سياسي، واستطعنا أن نبني دولة مؤسسات في إطار التعددية الحزبية والسياسية لتحل محل القبيلة.. فالقبيلة موجودة، ولكن بدلاً من التعصب القبلي، يمكن إيجاد حزب سياسي يتم الانخراط فيه من قبل الفئات والشرائح الاجتماعية ومن كافة مناطق اليمن الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية، وهذا الذي حل محل النعرات الطائفية والمناطقية والقبلية التي لها مردودات سيئة.
نحن من نِعَم الله علينا في اليمن ان بلدنا بلد مسلم لاتجد عنده طوائف أو اقليات، كان عندنا في الماضي بعض التحديات نتيجة ما كان موجوداً من تخلف قبلي وفقر وصراعات وحروب، ولكن الآن الدولة تبسط نفوذها على أرجاء الوطن.
وليست هناك أية مشكلة، واستطعنا أن نبني دولة حديثة في إطار الديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في الإطار المؤسسي وضمن دستور وقوانين تحكم الجميع.
^ المجلة: إذاً الديمقراطية تحل محل القبيلة، أم تذوب القبيلة داخل الديمقراطية؟
- الرئىس: نعم الديمقراطية تحل وتنهي التعصب القبلي، وبالتالي يحدث المزج بين القبيلة والديمقراطية والتعددية السياسية والتعصب القبلي يذوب في إطار التوجه نحو الديمقراطية، والتعددية السياسية والحزبية أفضل من التعصب المناطقي أو الأسري أو الطائفي وغيره).