الإثنين, 16-يونيو-2014
الميثاق نت -   سمير النمر -

من يتابع المشهد اليمني وما آلت آليه الاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية في البلد من تردًّ واضح بفعل السياسات الحمقاء واللا مسئولة التي تمارسها حكومة الدجل والنفاق والعمالة يدرك اننا في اليمن تفوقنا على كل الشعوب,
في تحقيق أكبر انهيار اقتصادي ومعيشي وأمني كنتيجة وثمرة من ثمار ما يسمى بالربيع العربي الذي هب على اليمن وأفرز أبشع صورة مشوهة لوثت وجه اليمن وجرعت الشعب كل انواع المآسي والقتل والتخريب والتجويع على يد عصابة تسمى حكومة الوفاق والتي لم تكتفِ بهذه الجرائم في حق الشعب بل تجاوزته الى أكثر من ذلك من محاولة تكميم الأفواه واغلاق المنابر الاعلامية والاعتداء عليها ومصادرة محتوياتها..
ولاشك أن الجريمة النكراء التي أقدم عليها الحرس الرئاسي والمتمثلة في الاعتداء على قناة «اليمن اليوم» بتلك الصورة البشعة التي تعبر عن روح بربرية وشمولية وتكشف لنا حجم الاستهتار والاستخفاف بمعاناة الشعب اليمني التي وصلت الى حد لا يطاق.. ففي الوقت الذي كان الشعب ينتظر التخفيف من معاناته بتغيير حكومة الفساد وتشكيل حكومة قادرة على حل مشاكل الشعب والتخفيف من معاناته إلاّ أنه تفاجأ بتعديلات حكومية لم تلب مطالبه وإنما عززت من تكريس قوى الفساد والنفوذ التي أهلكت الحرث والنسل.
ولهذا كانت جريمة اقتحام قناة «اليمن اليوم» عبارة عن محاولة مكشوفة ومفضوحة لخداع الرأي العام وصرف انظارهم عن استمرار الفشل الحكومي تحت مبررات واهية وسمجة تم التسويق لها من قبل أبواق الاعلام الخاصة بالاخوان المسلمين، بوجود محاولة انقلابية مزعومة وتحميل قناة «اليمن اليوم» مسئوليتها، ولاشك أن ما حدث من اعتداء على «اليمن اليوم» لا يعبر إلاّ عن مدى التخبط والفشل الذريع الذي وصلت اليه السلطة بكل مفاصلها، .
ولا يمكن لأبناء الشعب اليمني أن يقبلوا بمثل هذه الجريمة التي تريد أن تكمم الافواه وتصادر حرية الرأي والتعبير كونها جريمة غير مسبوقة واعتداء سافراً على كل يمني حر وشريف وانتهاكاً لكل المبادئ والقوانين والاعراف والمواثيق الدولية وانقلاباً على مقررات مؤتمر الحوار الوطني، وعودة بالبلد الى الحكم الشمولي ومحاكم التفتيش.. ولاشك أن السكوت على هذه الجريمة يعد جريمة.
وبالتالي على كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومختلف فعاليات المجتمع إدانة هذه الجريمة والمطالبة بتطبيق أقصى العقوبات على مرتكبي هذا الفعل الاجرامي واحالتهم للتحقيق.. وسرعة تعويض القناة التعويض العادل لما لحق بها من أضرار مادية ومعنوية..
واعتقد أن ما قامت به صحيفة «الثورة» وبعض وسائل الاعلام المملوكة للدولة من محاولة للتبرير لاقتحام قناة «اليمن اليوم» وتصوير الجريمة وكأنها عمل بطولي لاشك أنها لا تقل جرماً وبشاعة ووقاحة من مرتكبي الجريمة وتكشف عن تحول وسائل اعلام الدولة الى وسائل خاصة لأحزاب شمولية تعتبر القمع ومصادرة حرية الرأي من صميم الدين.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39036.htm