الإثنين, 16-يونيو-2014
الميثاق نت -  فيصل الصوفي -

الخبر الكاذب أو الشائعة لا يسقطان أو يتبددان ويموتان بالنفي والتكذيب عبر مصدر يثق به الجمهور فحسب، بل إن الوسيلة التي تنشر الخبر الكاذب أو الشائعة قد تتكفل هي نفسها بإيجاد أسباب كافية لفضح كذبها، وذلك عندما تقع في أخطاء غير محسوبة تجعل تصديق الشائعة أو الخبر أمراً عسيراً..
وقد قيل إن الأخبار الكاذبة والشائعات يصنعها مخططون، أو مجرمون مستترون أو ظاهرون، و أحيانا يصنعها حمقى.. صحيفة "أخبار اليوم" أشهر الصحف التي تسبك أخباراً كاذبة وشائعات.
وقد نشرت أمس خبرا مكذوباً ونسبته إلى "قيادات مؤتمرية"، وفي الخبر أن قيادات مؤتمرية تبنت مقترحا يتضمن الإطاحة بكل من علي عبدالله صالح، وعبدربه منصور هادي، وعبدالكريم الارياني، من قيادة المؤتمر، على أن يتم تشكيل قيادة مؤقتة مهمتها التحضير لانعقاد المؤتمر العام الثامن،.
ويقر المؤتمر العام الثامن تعديل اللائحة الداخلية والنظام الداخلي للمؤتمر سيما ما يتعلق بالمادة التي تنص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الشعبي العام، بحيث يتم إلغاء هذه المادة من النظام الداخلي للحزب!
الخبر يهدف إلى إثارة بلبلة في صفوف المؤتمريين، لكن هذا الهدف قد أسقطه صانع الخبر الكاذب نفسه، ففيه ما يستحيل أن يكون قد صدر من قيادات مؤتمرية، فأي مؤتمري ناهيك عن القيادات المؤتمرية يعلمون علم اليقين أنه لا يوجد أي نص في لوائح المؤتمر ونظامه الداخلي يقول:
"إن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الشعبي العام".. ولذلك فأي مؤتمري قرأ خبر "أخبار اليوم" سيقول على الفور:كذابة! وما نسب لقيادات مؤتمرية هو في الحقيقة من صنع محرر أحمق.. وبالمناسبة مثل هذا النص كان موجوداً في النظام الأساسي لمؤتمر 1982، أما كل الأنظمة واللوائح المؤتمرية منذ عام 1990 إلى اليوم فليس فيها مثل هذا النص، والذكر الوحيد فيها لرئيس الجمهورية هو النص الذي يقول إن المؤتمر العام هو الذي يختار مرشح المؤتمر الشعبي لانتخابات رئاسة الجمهورية.. وفي علم الشائعات قالوا على المتلقي أن ينظر بعناية في وسائل انتقال الشائعة، فقد تكون الوسيلة مبددة للشائعة..
ويضربون لذلك أمثلة كثيرة ومنها أنه إبان الحرب العالمية الثانية أرسل جندي أمريكي أسير في معسكر ألماني رسالة إلى أسرته ذكر فيها أن آسريه قطعوا لسانه.. الرسالة لم يكتبها الجندي فقد كانت تلك شائعة كاذبة لإثارة الرعب في صفوف الجنود الأمريكيين، والذي جعلها كذلك هي أن الرسالة كان عليها طوابع بريدية، بينما المعروف أن رسائل الأسرى إلى أسرهم، لا توضع عليها أي طوابع بريدية، فلينتبه الأغبياء.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-39041.htm